أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مؤيد عبد الستار - الكرد الفيليون .... نحو مشاركة ايجابية اوسع في الانتخابات القادمة















المزيد.....

الكرد الفيليون .... نحو مشاركة ايجابية اوسع في الانتخابات القادمة


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1126 - 2005 / 3 / 3 - 10:49
المحور: القضية الكردية
    


ذكرت وسائل الاعلام الكردية ان مشاركة الكرد ببغداد ووسط وجنوب العراق كانت بعيدة عن الطموح ولم تكن بالمستوى المطلوب ولم تحقق نسبة تضمن فوز القائمة
الكردستانية بعدد مناسب من المقاعد في المجالس البلدية.
وبالرغم من عدم وجود احصاء شامل يستطيع المراقب الاعتماد عليه في تحليل النتائج ، الا ان تعداد الكرد ببغداد لوحدها يزيد على نصف مليون شخص ، وتوجد نسبة كبيرة من الكرد في العديد من محافظات ومدن وسط وجنوب العراق مثل الكوت والعمارة وبدرة وجصان وزرباطية ومندلي وغيرها من نواحي وقصبات .
ولكن لايجب أن ننكر ان التهجير والتسفير الذي مارسه نظام صدام المقبور ساهم في تشتيت الاسر الكردية وبعثرتها ، ومما زاد في تشتتها سياسة التعريب القسرية التي مارسها النظام طوال ثلاثة عقود ، ولربما نجحت هذه السياسة في اضعاف الحماس السياسي لدى قطاعات واسعة من الجماهير الكردية التي خضعت لعمليات تصفية وتهجير وتسفير ونفي وتشريد وتعريب وغير ذلك من قاموس الفاشية الشوفينية للنظام السابق.
وكان لقرار الانتخابات المفاجئ في العراق بعد تشكيل المجلس الوطني دوره في عدم توفر المناخ المناسب لتوعية الجماهير باسلوب وطريقة الانتخاب ، ولذلك سادت الفتاوى وتوجيهات رجال الدين و المساجد والحسينيات في الشارع السياسي ، ووجد المواطن ضالته في الاستجابة لنداء الاسلام والمذهب في اختياره السريع الذي لم تسمح له الظروف في تمحيصه واتخاذ القرار فيه ، كما لم يجد المواطن المساعدة المطلوبة من الاحزاب الكبيرة ، لضيق المدة وقصرها اولا ، وعدم وجود كادر متفاعل مع الوسط الكردي في تلك المناطق ثانيا ، كادر يستطيع الوصول الى ابناء الشعب الكردي المشتت في مدن ومناطق متباعدة على عكس مدن كردستان التي استفادت من الكثافة السكانية المتجانسة فيها ،والادارة الكردية لها ، ومن تجاربها الانتخابية السابقة .
اضافة الى ان العديد من الكوادر الكردية التي شغلت مكانها في المؤسسات الكردية السياسية ، كانت تفتقر الى المؤهلات السياسية التي تؤهلها لانجاح تجربة انتخابية بهذا الحجم ، وكانت بعض الكوادر لا تعرف اكثر من الولاء السياسي الذي خبرته من خلال تاريخية الانتماءالحزبي ليس الا ، وتفتقر احيانا حتى الى التعليم .
وبغض النظر عن السلبيات التي رافقت العملية الانتخابية في المناطق التي لاتخضع الى سلطة سياسية او حزبية قوية ، فان الخروقات التي اعترفت بها مفوضية الانتخابات كانت كبيرة ونالت قسطا وافيا من الاحتجاج والاستنكار، ولكن هذه الظروف كانت تشمل الجميع فلماذا صوت الناس بكثافة الى هذه القائمة ولم يصوتوا لتك القائمة ؟دعونا نوجز الامر بمناقشة نقطة هامة واحدة هي الدعاية :
تعد الدعاية الانتخابية لاي حزب الركن الاساسي في ايصال اهداف الحزب وبرامجه الى الجمهور من اجل وضعهم في الصورة وتقديم المادة اللازمة لاشباع رغبتهم في الاطلاع على مايرغبون من قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية ، فللناس اهتمامات مختلفة ، منهم من يهتم بالناحية الاقتصادية ومنهم من يهتم بالناحية السياسية ومنهم من يهتم بالناحية الاجتماعية ، فمخاطبة الام التي تريد الاطمئنان على مستقبل اولادها تختلف عن مخاطبة التاجر الذي يريد ضمان التسهيلات المالية والبنكية ، وهما يختلفان عن الطالب الذي يبحث عن مستقبل في المجتمع من اجل الدراسة والعمل... وهلم جرا.
تعتمد الدعاية الانتخابية على عدة مفاصل ، اولها عدم التضليل والخداع ( طبعا هذا لايعني ان بعض الاحزاب لا تعتمد على التضليل الاعلامي ، ولكن ذلك له مكان اخر نترك الحديث عنه الى مقال آخر) لان اكتشاف التضليل سهل ويؤدي ببرنامج الدعاية الى الانهيار والسقوط اذا كشفه المنافسون، ويجب ان تعتمد الدعاية اولا على الحقائق الساطعة التي تعد اشبه بالمسلمات والبديهيات ، كما يجب ان تبتعد عن الاعتماد على التاريخ ، لان الاتكاء على التاريخ سيف ذو حدين ، فالتاريخ جميل حين يروى ، ولكن لاقيمة له مقابل الحقائق اليومية التي يعيشها الانسان ، فعلى سبيل المثال لا يهم الناخب ان يعرف ان الحزب الفلاني انتصر في معركة بطولية وقدم المئات من الشهداء قبل عشرين عاما ، في الوقت الذي يحتاج فيه الى مسكن يأوي اليه ، لذلك يستطيع في المقابل حزب آخر يضع خطة من اجل بناء وحدات سكنية توزع على المواطنين ان يكسب الاصوات.
كما تحتاج الدعاية الى كوادر متخصصة ، تدرس الواقع وتنطلق منه ، لا الى من يخطط استنادا الى تصوراته التي لم يناقشها مع احد ، ولذلك نجد في دولة متقدمة مثل السويد ، اجتماعات الاحزاب تبدأ مع ابسط الاعضاء والمؤازرين وتتطور المناقشات الى اعلى المستويات من اجل الوصول الى افضل النتائج الممكنة، اما اذا فشلت الدعاية الانتخابية في تحقيق اهدافها فان المقصر في ذلك هو من شغل هذه الوظيفة ، وهو عكس ماشاهدناه في قناة فضائية كردية اذ القت اللوم على المواطن الكردي الذي لم ينتخب القائمة الكردستانية، وهو اغرب تفسير لتقصير الاجهزة التي اخذت على عاتقها القيام بالمهام الانتخابية ، وقبعت في مقرات الاحزاب تنتظر ان يقلدها المواطن اكاليل الزهور بعد الانتخابات،المفروض والمطلوب من الاحزاب ان تحاسب موظفيها حسابا عسيرا على فشلهم في الاداء وعلى رسوبهم في الاختبار، لا ان تلقي اللوم على المواطنين، فقد مضى الزمن الذي يعد فيه المواطن مذنبا لانه لم يصوت لي او لك .
وملاحظة اجدها جديرة بالاعتبار ، فقد بين المناضل مام جلال قبل الانتخابات ان خطأ او سهوا حدث في طبع البرنامج سبب عدم ورود اسم الكرد الفيليين او قضيتهم في البرنامج الانتخابي ، ولانريد ان نحمل الامر على غير هذا المحمل ، لان نوايانا حسنة في تفسير اي سهو ، ولكن اين البرامج في الفضائيات الكردية عن الكرد الفيليين ، وهل تكفي بضعة مقابلات يتيمة لتشفي كل هذا الضيم المتراكم لسنوات و الذي اصاب الكرد الفيلين في ابنائهم واملاكهم وهويتهم ؟ وهل ماجرى لهم لايقاس بحلبجة والانفال وغير ذلك مما شمل الكرد جميعا ؟
ان إنصاف الكرد الفيليين وحده يضمن أصواتهم ، وما دامت الديمقراطية هي خيارنا المنشود فلن تجدي نفعا تقديم بعض الشخصيات على شاشات التلفزيون كمكافئة نضمن من خلالها اصوات نفر من الناخبين .
لقد شاهدت احد البرامج الدعائية الموجهة للكرد الفيليين ، وكانت المقابلة مع شيخ معمم، ومع احترامي لكل من تسربل بلباس رجال الدين ، فان مثل هذه الدعاية لن تؤدي الى اقناع الكردي الفيلي بانتخاب من يدعو له صاحب العمامة ، لانه يرتدي زيا يدعو الى مذهب ، ويبشر بغير ما توحي به هيئته ، فهل اكثر من هذا التناقض في الدعاية الانتخابية لحزب لايريد حكومة دينية.
كما حاولت قناة فضائية كردية اخرى تقديم مسؤول ببغداد على اساس اسمه ينتهي بلقب فيلي ، ومع كل الاجلال لتاريخ الثورة الكردية البهي ، الا ان المسؤول ينتمي الى حزب اسلامي كان قد شكله سابقا ، ومعروف ان هذا الحزب الاسلامي كان شيعيا وليس سنيا ، فكيف يقنعني شخص هذا المسؤول في انتخاب قائمة ليست اسلامية ، وكيف يقتنع الناخب بامثال هؤلاء؟
ان من الامثال الشائعة في بريطانيا قول أصحاب المتاجر : ان الزبون على حق دائما ، وكذلك في الانتخابات ، الناخب على حق دائما ، وهو ماتحرص عليه النظم والاحزاب الديمقراطية في الدول المتقدمة ، وقد قدمت في مقال سابق قبل الانتخابات ، نشر في مواقع الانترنيت وفي جريدة الاتحاد الكردستانية ، بينت فيه كيف يزور رئيس الوزراء السويدي الناس والمهاجرين في مجمعاتهم ويتحدث اليهم مباشرة من أجل الوصول الى قلوبهم وعقولهم ولا يترك هذه المهمة لمن هم دونه من مرؤوسين خشية أي التباس قد يؤدي الى سوء الفهم وخسارة صوت واحد ، بينما نجد برنامج قائمة التحالف الكردستاني تخلو من اي ذكر للكرد الفيليين ، ولا اعلم ان كانت القائمة ستحاسب من تسبب في هذا الاهمال عمدا او سهوا ، وحبذا لو كان الامر لايتم من اجل ايقاع العقاب وانما من اجل اصلاح الاخطاء كي يتجنب شعبنا الكردي الخسائر المرة ، فالخسائر بعد كل هذه التضحيات امر شديد الوطأة على الجميع ، ولن ينفعنا غدا أن نعض على أصابع الندم .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج الانتخابات: مبروك للعراقيين .... مبروك للفائزين
- من اغتال رفيق الحريري
- الشعب العراقي مدعوالى تأييد ترشيح المناضل جلال الطالباني لمن ...
- أصابع بلون البنفسج .... دبكات كردية
- النخبُ الاول من أجل الانتخابات
- تضامن الكورد في الانتخابات دليل على وعيهم السياسي لتحقيق أما ...
- لماذا خرجت قناة الجزيرة عن طورها
- لماذا لاتنتخب بعض المحافظات العراقية
- تطوير ثقافة الاكراد الفيلية مساهمة في تطوير الثقافة العراقية
- لا دفاعا عن ايران..... ولا زغرا بالشعلان
- آفاق استخدام اللغة الانجليزية في كردستان
- الانتخابات والدول المجاورة للعراق
- شهادة حب لكردستان
- السياسة بين الجد والهزل : دردشة مع القشطيني في حله وترحاله
- اقتراح بشان الانتخابات
- امرأة من ورق
- رحيل الابطال في الايام العصيبة
- عرفات رهينة سهى أم فرنسا
- رحل عرفات فمتى سيرحل شارون
- الكاميرا الخفية ....حين يتنكر الممثل بزي الشرطي


المزيد.....




- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...
- -رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي ...
- مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس ...
- مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مؤيد عبد الستار - الكرد الفيليون .... نحو مشاركة ايجابية اوسع في الانتخابات القادمة