أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باقر جاسم محمد - الحلة : جورنيكا القرن الحادي و العشرين














المزيد.....


الحلة : جورنيكا القرن الحادي و العشرين


باقر جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1126 - 2005 / 3 / 3 - 11:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أخـي من يفضـح الجـلاد غيـر دمــائنا تفضـح
معين بسيسو
*************

الحلة مدينة الحلم ، مدينة الطيبة و التسامح و المحبة ، مدينة العلم و الأدب ، المدينة التي كانت منتجعا جميلا حتى أواخر ستينيات القرن العشرين . ( في صيف عام 2002 ذهبت الى محل للتصوير يقع في شارع أبي القاسم و شاهدت صورة كبيرة ملونة لمدينة الحلة مأخوذة في منتصف الستينيات و من أعلى برج البلدية و كانت المدينة خضراء و نظيفة و تبدو مثل مدينة في فرنسا أو سويسرا. رأيت الى جانبي شابا في العشرينيات من عمره فسألته : هل تعرف المدينة التي في هذه الصورة ؟ نظر الى الصورة بإمعان و قال : كلا ؛ فلم يسبق لي الذهاب الى الخارج قلت: و لكنها مدينة الحلة ! نظر مرة ثانية ، و ظهرت على وجهة تعابير الدهشة ثم الابتسام ثم قال بصوت فيه رنة الاكتشاف : نعم أي و الله هذه هي الحلة . لكن ما الذي أحالها الى ما هي عليه الآن يا عم ؟ فقلت ساخرا : أنه التطور . و لم أزد لأن الصنم لم يكن قد سقط بعد . هذه المدينة هي التي انقلبت الى ( خرابة ) في زمن البعث الفاشي ، و الى هذه المدينة يقدم لها أمير الظلام و دراكيولا القرن الحادي العشرين (الزرقاوي ) هداياه من موت و جريمة فيفجر واحدة من سياراته المفخخة في قلب المدينة مستهدفا مكانا يعج بالسابلة و البائعين و المرضى و الناس الذين يبحثون عن شهادة طبية تثبت سلامة بصرهم حتى يجدوا عملا في التعليم أو في مهنة سياقة السيارات أو في الشرطة الوطنية ليحيل كل هؤلاء الى أشلاء ممزقة و مختلطة ببعضها و ليضيف الى قائمة اليتامى و الأرامل أعدادا كبيرة . هؤلاء الأبرياء يشرف حذاء كل واحد منهم كل الزرقاويين و أتباعهم من فقهاء الظلام و سياسيي الكذب و النفاق .
نعم . هذا هو هدف الزرقاوي المثالي . القتل و الدمار و هي خدمة لأطراف داخلية . و النتيجة جريمة توفرت لها كل أركان البشاعة و أدانها ساسة و زعماء من دول كثيرة و صمت عنها العرب . أما الجورنيكا فهي مدينة أسبانية آمنة قصفها الألمان خدمة لأطراف داخلية أيضا و كانت نتيجتها جريمة بشعة صورها الفنان العالمي بيكاسو في لوحة مثلت علامة مهمة في تأريخ الفن في القرن العشرين . فمتى يتصدى فنانونا ذوو الرؤيا الإنسانية لتخليد شهداء هذه الجريمة ؟
نعم . هكذا هو هدف الزرقاوي المثالي و هدف المتعاونين معه : أشلاء لرجال و نساء و أطفال مختلطة ببعضها و دماء هي نجيع طهور ... و هكذا تفضح دماؤنا الجلاد مرة أخرى. و لكن الى متى نظل ندفع أنهارا من الدماء الزكية ؟ و الى متى نظل قانعين بدور الضحية ؟ أم هل تكفي دنانير حكومة علاوى في مواساة الأرامل و اليتامى ؟ و الى متى تظل هذه الذئاب تسرح و تمرح في أرض الرافدين فتضرب يوما في كربلاء و آخر في الكاظمية و آخر في الموصل وآخر في المسيب و آخر في الحلة ؟ متى نعالج الأسباب دون إهمال النتائج ؟ فالزرقاوي الغريب عن العراق و عن العروبة و عن الإسلام ما كان له أن ينجح في جرائمه بحق الشعب العراقي لو لم يجد حاضنة مناسبة له . لذلك نقول للحكومة القادمة : لقد طرحتم أثناء الانتخابات شعار " حين يفشل الآخرون نتقدم نحن " ، و حتى لا تفشلوا أنتم أيضا نقول لكم : لا تنشغلوا بقتل البعوض فقط و إنما جففوا المستنقع . و حينذاك يمكن لكم أن تحققوا ما لم يحققه الذين سبقوكم ، و أن تنهضوا بالبناء في سياق من سيادة الأمن و القانون . و الشعب العراقي الذي اكتشف قوته في يوم الانتخابات المشهود ، هذا الشعب ينظر و ينتظر و يصبر . و لكنه لن يعذر.



#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول السامي و الوضيع : قرأة في كتاب المراحيض
- الدجل الإعلامي في مواجهة الحقيقة الدامغة
- الفدرالية : أهي خير مطلق أم شر مطلق
- عبد الكريم قاسم : ما له و ما عليه بمناسبة مرور 42 عاما على ا ...
- ما بعد الانتخابات العراقية : قاعدة الشرعية الدستورية
- الانتخابات العراقية :دلالات و استحقاقات
- تسونامي في ميزوبوتاميا
- الدكتور كمال مظهر أحمد و كتابه - كركوك و توابعها : حكم التار ...
- مدونات سومرية - المجموعة الرابعة
- الحوار المتمدن :المزايا و الاستحقاقات
- مدونات سومرية : المجموعة الثالثة
- مدونات سومرية: المجموعة الثانية
- مدونات سومرية : المجموعة الأولى
- الإنتخابات الأفغانية: دلالات و توقعات
- الحقيقة تتجاوز قدرة النظام الرجعي على حجبها
- قيامة العاشق السومري
- النقابات و الإتحادات المهنية في العراق
- المسافة و اللغة
- الديمقراطية و حرية العمل السياسي في العراق
- مستويات تحليل الخطاب الشعري - عبدئيل- الشاعر موفق محمد إنموذ ...


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باقر جاسم محمد - الحلة : جورنيكا القرن الحادي و العشرين