أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رونان برغمان - أمريكا هي التي زوت النظام العراقي بأسلحة الدمار الشامل















المزيد.....


أمريكا هي التي زوت النظام العراقي بأسلحة الدمار الشامل


رونان برغمان

الحوار المتمدن-العدد: 267 - 2002 / 10 / 5 - 03:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  

يديعوت أحرونوت - مقال - 4/10/2002

 

صدام يبحث عن واقع نووي في الهند

             ( أمريكا هي التي زوت النظام العراقي بأسلحة الدمار الشامل )

 

بقلم: رونان برغمان

 

 

        في 4 حزيران 1990 كتب أ. ت كادومي مدير المشاريع لشركة "متريكس تشرتشل" في اوهايو رسالة سرية الى طه سليمان مدير عام "تاغروف" على صندوق بريد  8024، بغداد، العراق. لو لم يكن الحديث يدور عن قضية جدية ومخيفة لكان يمكن اعتبار الرسالة مسلية جدا. ولكن لا يمكن.

        كتب كادومي، انه بعد مفاوضات طويلة مع قسم التصدير في وزارة التجارة الأمريكية نجح في إحراز رخصة ليصدر الى العراق تكنولوجيا لإنتاج ألياف زجاج خاصة، شريطة أن يحصل على كتاب تعهد من سليمان بان لا ينقل العراق هذه التكنولوجيا الى عدة دول يُمنع التصدير اليها.

        الأمر الذي يثير الضحك هو أن الشركة التي يترأسها سليمان (وربما لا تزال تعمل حتى اليوم) كانت واجهة لجهد صدام حسين لإنتاج السلاح النووي. التكنولوجيا التي وفرها له الأمريكيون وليس غيرهم، استخدمت من قبل سليمان في بناء جهاز الطرد المركزي لإخصاب اليورانيوم، بهدف التوصل الى مادة بجودة عسكرية. هذا لا يهم كادومي، طالما يحصل على رسالة تعهد بان لا يصدر العراق هذه التكنولوجيا الى دول أخرى، كما لو أن العراق قصدوا أصلا فعل ذلك.

        هذه الوثيقة، المحفوظة في أرشيف وكالة استخبارات أوروبية، هي جزء مما سمي فيما بعد بقضية "عراق - غيت": بيع مكثف من قبل شركات أمريكية وأوروبية لمنتجات ووسائل إنتاج ذات استخدام مزدوج، يمكن استخدامها عسكريا - تقليديا وغير تقليدي.

        ربما من الصعب أن نصدق ذلك اليوم ولكن في تلك السنين دفعت وزارة الخارجية في واشنطن الى تحسين العلاقات مع العراق. ولو لم يجتاح صدام الكويت لكان قد حصل في سنوات التسعين على سلاح بيولوجي، كيماوي ونووي. والأخطر من ذلك - وسائل إطلاق لإطلاقها الى كل الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل.

        لقد انكشف التقدم الكبير لعلماء صدام، فقط بعد الحرب. مفاجأة "عراق - غيت" التي أذهلت كل أجهزة الاستخبارات العسكرية، بما في ذلك الموساد، لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم. ثمة حول العراق الكثير من علامات الاستفهام والخبراء في أجهزة المخابرات في أوروبا والولايات المتحدة يميلون الى تبني، في كل حالة، التفسير الأشد. والسياسيون من جانبهم فرحون لذلك، ويستخدمون هذه المعلومات بصورة انتهازية، من أجل تبرير الهجوم على العراق.

        الدلائل المقلقة غير ناقصة. لقد اتضح هذا الأسبوع لإحدى وكالات الاستخبارات في أوروبا، إن صدام لم يهمل للحظة الجهد في إنتاج السلاح النووي بواسطة الطرد المركزي. وعلى ضوء الرقابة المشددة التي بدأت في العالم منذ حرب الخليج فانه يبحث عن أسواق في أماكن مهملة نسبيا، فيها الكلمة هي للنقود فقط.

        حسب المعلومات، التي تنشر هنا لأول مرة، وصل مؤخرا مشتريان من قبل صدام، متنكران بهيئة رجال أعمال، الى الهند وهما يقيمان اتصالات مع شركة خاصة، تبيع معلومات ومنتجات للجنة المحلية للطاقة النووية. والاثنان يخوضان مفاوضات متقدمة مع شركة لشراء تكنولوجيات وأجهزة لإنتاج ألياف الزجاج بالضبط من النوع الذي وفرته شركة "متريكس تشرتشل" للعراق في مطلع سنوات التسعين.

        وهذا الكشف سبب وجع رأس لنفس جهاز الاستخبارات الذي اطلع أوساط استخبارية أخرى على هذه المعلومة. وطُلب من حكومة الهند أن تعمل بسرعة على إحباط الخطة.

        والفرضية هي انه يوجد بيد صدام مسحوق اليورانيوم أو اليورانيوم بدرجات إخصاب منخفضة. مع المعدات المطلوبة رفع درجة الإخصاب التي المستوى الحربي وإنتاج منشآت نووية بدائية. وثمة مؤشرات مقلقة أخرى وصلت من أوساط المعارضة في شمالي العراق للاستخبارات البريطانية. وجاء في التقرير أن ثمة بيدنا تقرير مقلق جدا بخط يد حسين كمال، قتل بأوامر من صدام بعد عودته من الأردن الى العراق عام 1996. والتقرير يؤكد أن طاقما خاصا لقسم الطاقة النووية في الصناعة العسكرية العراقية نجح في تركيب رأس نووي على صاروخ ارض - ارض بعيد المدى.

        والتقرير آثار ضجة غير قليلة. حيث ينطوي على مؤشرات أخرى على التقدم النادر الذي أحرزه العراق في مشروع السلاح النووي، تحت بصر وسمع العالم، حتى بداية حرب الخليج وربما بعدها. ثمة من يشكك في مصداقية هذه المعلومات ويدعون أن أوساط المعارضة تقف ورائها، لأسباب خاصة بهم. والآخرون يتعاملون معه بجدية بالغة.

        التقرير الذي نشره الأسبوع الماضي توني بلير رئيس حكومة بريطانيا عن القدرة غير التقليدية للعراق آثار مجددا السؤال ماذا يوجد وماذا لا يوجد في أقبية صدام والى أي درجة يجندون في الولايات المتحدة وبريطانيا الاستخبارات لصالح الدعاية من اجل تبرير الهجوم على العراق. ماذا تقول التقديرات الحديثة جدا وعلى ماذا يستند تقرير بلير؟ كلمة المفتاح هي الغموض. منذ طرد مفتشي الأمم المتحدة من داخل العراق والغرب لا يعرف بالضبط ماذا يجري هناك. لا يدور الحديث عن تقارير المفتشين، ذلك لان وفد الأمم المتحدة استخدم أيضا واجهة لنشاطات استخبارية خصبة لوكالة الـ سي.آي.ايه والموساد اللذين استخدموا وسط الأراضي العراقية معدات محكمة ووكلاء. هكذا حسب أقوال رئيس الطاقم البري سكوت ريتر.

        ذات يوم انتهى هذا الفرع الاستخباري المركزي والمحاولات الأخرى لجمع المعلومات كانت معقدة جدا. النظام الصلب غير المتهاون الذي أقامه الحاكم العراقي يجعل من مهمة إدخال عملاء مهمة صعبة. ورغم وجود عدد لا حصر له من الكاميرات المحكمة للأقمار الصناعية التجسسية التي تصور العراق طوال الوقت، إلا أن العراقيين يعرفون ذلك ويتوخون الحذر.

        في كل الأحوال منذ تشرين ثاني 1998 اضطر الغرب الى الاستناد الى معلومات جزئية تصل في معظمها من مناطق أخرى في العالم. بكلمات أخرى: من بين الأنباء المتراكمة في كل أنحاء العالم حول محاولات صدام حسين شراء معدات، مواد خام  ومعلومات يمكن محاولة فهم ما لديه وما ليس لديه. لا يوجد أدنى شك بان صدام يبذل كل شيء، حقا كل شيء، من اجل إنتاج سلاح الدمار الشامل ووسائل لإطلاق هذا السلاح. ما الذي نجح به وما الذي لم ينجح به. الجواب يكتنفه الغموض. بلير، من بين مجموعة سيناريوهات، اختار السيناريو الأكثر تشاؤما وحدده كحقيقة.

        وفضلا عن الجهود في الهند حاول صدام حسين شراء مسحوق اليورانيوم من غرب أفريقيا ولكن المحاولة فشلت بتدخل أمريكي سريع بالمقابل حاول رجاله شراء معدات من دول أخرى. كل أجهزة المخابرات تتفق على أن صدام حسين يحتاج بين خمس الى سبع سنوات من اجل تطوير سلاح نووي. تقرير بلير كان مفاجئا وذكر بين صفوفه أن صدام ربما يحتاج الى سنة أو سنتين. هذا تغيير متطرف، مؤثر، بالطبع، على كل الأجهزة السياسية، لكن الحديث يدور عن تقرير وكيل استخبارات بريطاني واحد، مهما كانت أهميته، لم تجر مقارنته مع مصادر أخرى.

        الجميع يتفق على أن لصدام قدرة على إنتاج سلاح كيماوي وبيولوجي من أنواع بدائية نسبيا ولكن ليس واضحا كم من الجهود استطاع أن يركزها وكم نجح في الإنتاج منذ عام 1998 وحتى اليوم. السؤال المنطقي يتعلق بعدد الصواريخ الموجودة للعراق، وما إذا كان يمكن تسليحها بسلاح الدمار الشامل. وهنا يتضح خلاف كبير بين رجال الاستخبارات. بحساب بسيط أخذوا كل محركات  الصواريخ التي كانت معروفة لأنها زودت لصدام قبل حرب الخليج، وخصموا ما أطلقه على إسرائيل والسعودية وإيران وما دمره المفتشون - ولم يبق سوى 10 - 40 محركا.

        وتقول أوساط فنية أن تاريخ انتهاء صلاحية هذه الصواريخ بعيد جدا وانه طالما خزنت في شروط صحيحة فإنها ستبقى عملية لوقت طويل.

        فرضية الأساس الأخرى المقبولة على الجميع هي انه يوجد بيد العراق العناصر الهامة اللازمة لإنتاج صواريخ بنفسها باستثناء المحرك. بكلمات أخرى: إذا كانت هناك محركات أخرى فانه من الممكن إنتاج صواريخ أخرى. وكانت الـ سي.آي.ايه قد شخصت محاولات لشراء محركات صواريخ من شمالي كوريا. ليس معروفا ما هو مصير هذه المحاولات.

        في واشنطن تغير هذا الأسبوع الجو سلبا. في بداية الأسبوع، كان الإحساس بان الخطة تتقدم على ما يرام ولكن خلافا، لرأيه الأول، بعد 11 أيلول توصل بوش الى نتيجة أن عليه الأخذ بعين الاعتبار الكونغرس والأمم المتحدة. الخطة التي قدمت للأمم المتحدة تشمل صيغة جديدة لتفويض باستخدام المفتشين تحت عدة شروط أساسية: إلغاء القيود التي تسري من عام 1998 وحتى اليوم على عمل المفتشين وصياغة عقوبات واضحة إذا اتضح أن العراق كذب في موضوع ما. أي إعطاء تصريح بالهجوم العسكري.

        في واشنطن يعتقدون انهم سيحتاجون الى أسبوع أو أسبوعين لاتخاذ قرار جديد في الأمم المتحدة. وحسب هذا القرار سيطلب من العراق الإدلاء بتقرير شامل عن كل ما لديه خلال عشرة أيام. بعد ذلك يخرج طاقم المفتشين لجولة من شهرين في الدولة إما أن يكشفوا خلالها الأكاذيب العراقية أو أن يفرضوا قيودا على عمل المفتشين.

        وإذا بدأنا بحساب الجدول الزمني من الآن تصل الى منتصف كانون ثاني وهذا حقا التاريخ المفضل للأمريكيين: الذكرى السنوية لحرب الخليج وكذلك حالة جوية مثالية.



#رونان_برغمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رونان برغمان - أمريكا هي التي زوت النظام العراقي بأسلحة الدمار الشامل