جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 15:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(فعل - افعال) جمع التكسير مثل (صنم اصنام) و (وثن - اوثان). لربما الصنم استعارة من السامية الشمالية الغربية (قارن اليهودية و السريانية) او لربما و بسبب وجود كلمة (صلم) في الصابئية بمعنى (تمثال او رمز صوري) يمكن اعتبارها كلمة مشتركة في جميع اللغات السامية. تعني كلمة (صلم) بتبديل النون باللام النحت ام صورة منحوتة ذات ابعاد ثلاثة تقابلها في العربية الجنوبية (وثن) التي ترد في النحوت الحمرية و التي هي ايضا ربما استعارة من الصابئية و في الحقيقة ليس الفرق واضحا بين (الصنم) و (الوثن) لا في المادة و لا في الغرض و لا في الجمع لان جمع وثن هو اوثان.
هناك كلمات كثيرة اخرى تصاغ على وزن (افعال) ايضا مثل (ولد - اولاد) و (ابن - ابناء) و (قوم - اقوام) و (مطر- امطار) و (عيد - اعياد) معظمها تشير الى عملية خلق او صنع او تنظيم شيء ما تطغي على صيغة جمع التكسير كليا. بعد تدمير ما صنع من الاصنام بعد الاسلام و بسبب ميل الدكتاتورين العرب الى فرض انفسهم و تنصيب تماثيل لهم تلطخت سمعة دور و فن و القيمة الدينية للاصنام كبنات الله على الارض او كوسيطات (لا شريكات) كما فهمه الاسلام بالغلط (راجع مقالي عن هذا الموضوع) بين الله البعيد جدا عنا و البشر على الارض تماما مثل الملك جبرائيل و في نفس الوقت كملائكة و رمز الامومة و اخيرا كتراث للانسانية مثل تمثال بوذا الكبير الذي دمره الجهلة في افغانستان.
فبدلا من عبادة الاصنام و الاوثان تحول الانسان دون استثناء المسلم من عبادة الاصنام الى عبادة الله و اخيرا الى عبادة انواع جديدة من الاصنام و الالهة التي هي عبادة المال و المادة لذلك لا نتعجب ان نجد الفساد و عبادة المال ينتشر في البلدان التي حطمت الاصنام. فتاريخ البشرية الذي بدأ بجمع الاحجار الكريمة و غيرها من وسائل الزينة و الدين انتقل الى الاصنام و الاوثان ثم انتقل الى الله و الوحدانية ليتبعه حالا حب المال و الجاه و العظمة و يتحول الى المادة و الفساد و العلم و الاسلحة الذكية و الهيمنة الاقتصادية لا ينتهي الا بكسر الدائرة الشريرة و الرجوع الى الاصنام من جديد.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟