عقيل حامد الفهداوي
الحوار المتمدن-العدد: 3872 - 2012 / 10 / 6 - 00:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من ينجي الكرسي من ظلم السلطان ؟
منذ قرون عده ما جلس حاكم عربي على كرسي الحكم إلا وتمسك به أتم الاستمساك فلا يزيله عنه إلا الموت بقدر الله تعالى أو بغزو خارجي يبدل عزه ذلا وكما قال الله تعالى [ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ] النمل 34, أو بانقلاب عسكري يطيح برأسه وحكمه إلى مزابل التاريخ والتي اتسعت كثيرا وخاصة في هذه الأيام , فما إن يجلس حاكم على هذا الكرسي المذموم إلا وفكر من أول لحظة جلوسه عليه , كيف يمكنه إن يحافظ عليه ويدافع عنه , فيضع الخطط الأمنية والعسكرية , الدفاعية والهجومية , الآنية والمستقبلية , ثم يختار منها ألفا , مع مراعاة الأخذ بالاحوط , فلا يقترب أحد من قصره إلا وأعتبره خروجا على الشرعية , وانقلابا عسكريا يستهدف امن الشعب ووحدة البلاد ؟؟!!
فلا يتجرأ احد من الدنو من قصره أو المرور من قربه , بل وصل الحد أن لا يتجرأ احد من أن يوجه بصره إلى قصر السلطان , لأن الشعب بدأ يفكر ومعه شعوب الجيران , أن الحاكم ربما يأخذ بالخطة الاحتياطية , والتي تجرم كل من ذكر اسم السلطان , أو نظر إلى السلطان , أو إلى قصر السلطان , ؟؟!!
واليوم يوم كنس السلطان , فقد تغير السلطان في بلدان عده , فهل سيتغير نهج السلطان ؟ ويرجع السلطان كما كان , خادما لرعيته , جائعا ليشبعهم , عريانا ليكسوهم , سهرانا ليحفظ حياتهم وأمنهم ؟ أم سيبقى السلطان هو السلطان ؟ فيقول الشعب لا فرق أن يجلس على كرسي السلطان , إسلامي أم علماني , شرقي أم غربي , شمالي أم جنوبي , فالسلطان هو السلطان , وتغيركم هذا لا تفرحوا به ولا تستبشروا منه خيرا أو نعمه , فتغيركم هذا كتغيير السلطان بقدر الله تعالى بموت السلطان , فيرثه ابنه السلطان , فيبقى أصل ما كان على ما كان , وأقول وجلس الكرسي على مرسي وعلى كل سلطان ..........
وقد اغتر الملايين وتوهموا ففرقوا بين كرسي ومرسي , والحق أنهما واحد , لأن الكاف في [ كرسي ] قد انحنت وتدورت من الشد والجذب على مر الزمان المنصرم ............
عقيل حامد [email protected]
#عقيل_حامد_الفهداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟