الإتحاد
الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 11:14
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كلمة الاتحاد
الثلاثاء 1/3/2005
تشهد البلاد يوميا حالات تقشعر لها الأبدان، من جرائم عنف واغتصاب وغيره، وبين أوساط الشبيبة خاصة. إذ تمتلئ صفحات الصحف وبرامج الأخبار بأنباء عن تفشي الجريمة.
إن هذه الحالة ليست مبتورة عن الواقع السياسي والاجتماعي ـ الاقتصادي المأساوي الذي يعيشه مواطنو الدولة، بل هي واحد من انعكاساته المختلفة.
المعادلة معروفة وتكاد تكون بديهية: حيث الفقر المدقع نرى الجريمة تتفشى، وحيث البطالة أكثر نجد العنف بصورة أكبر، وهكذا دواليك.
ولكن القضية لا تقتصر على البعد الاقتصادي وحسب، فحالة العدوان المفتوح منذ أربع سنوات ونيف على الشعب العربي الفلسطيني، وكل ما يرافقها من تعبئة حربجية هوجاء في وسائل الإعلام المهيمنة، كل هذا له أثره المباشر والأكيد على سلوك وممارسات الناس والأجيال الشابة خصوصا.
إن العقلية السياسية السائدة في إسرائيل 2005 هي عقلية تقترب أكثر فأكثر من هوّة الفاشية، ليس في القضايا السياسية فقط، فالسلطة تتعامل مع كل من يعارضها بلغة القوة والعنف. هكذا يتحدثون مع العمال، هكذا يتحدثون مع المواطنين العرب، هكذا يتحدثون حتى مع مؤسسات الدولة التي لا تمشي في ركب السياسة الحكومية.
هذه الدولة، التي قامت بالإرهاب والبلطجة على أنقاض كيان شعب آخر، والتي تقدّس "الأمن" والعسكرة، وتتعدى بمنهجية على جيرانها وتحتل أراضيهم وتنتهك حقوقهم، لا يمكنها أن تكون دولة يرأف مواطنوها الواحد بالآخر. ولا بد أن تخترق الممارسات الإجرامية حاجز المجتمع الإسرائيلي ذاته.
لا يمكن حل مشكلة العنف من خلال برنامج تربوي هنا أو حملة توعية هناك، فهذه الخطوات على أهميتها قد تعالج الظاهرة لكنها غير قادرة على اجتثاث جذورها.
إن المطلوب هو نزع سياسات حكومات إسرائيل من عدوانيتها وبطشها اليوميين، سواء أكان بأبناء الشعب الفلسطيني، أو بالمواطنين العرب، أو بالعمال، أو بأية فئة مهمّشة/ مستضعفة داخل المجتمع الإسرائيلي. والسبيل الوحيد الى هذا كله هو تحوّل بزاوية 180 درجة من سياسة الاحتلال والقمع والتمييز والاضطهاد الى سياسة السلام والمساواة والعدل الطبقي والتقدم الاجتماعي.
("الإتحاد")
#الإتحاد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟