|
محمد حسين يونس ... نقاش العقل و نقاش الروح
أسعد أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 18:39
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نعم يا أستاذنا العزيز ... إرحل إلي غابات المجهول و إستمع إلي زئير رياح الشك تعصف في أشجارها تساؤلات تبحث عن الحق و عن طريق إلي نمط الحياة ... و إنطلق إلي صحاري السطحية الفكرية و إنظر كيف كشفت الرياح طبقات الصخر الفكري الجلمود الذي تحجر في مكانه عبر آلاف من العقود و كيف قبع تحت رمال الجهل و قاوم سيول المعرفة و تجمد في مكانه يريد أن يحصر أزمنة الخلق إلي زمانه.... تسلق جبال المعرفة و تطلع إلي مجرات الحياة اللا نهائية تحيط بكوكبنا الفيمتوسكوبي في هذا الوجود اللامحدود ... تأمل صحاري الجليد الأبيض و نقائها الناصع الذي يخطف الأبصار ثيابا بيضاء لعفة و نقاء النفس البشرية في براءتها قبل ان تذوق مرارة الذل و تتغطي بصبغة حمراء من سفك الدماء ...تجول في السهول الخضراء التي تحمل للملايين الغذاء و إنظر كيف تُزهر و كيف تذبل و كيف تأتي من العدم و تذهب إلي الفناء ... تمَشّي جنب مجاري المياه اتي يستروي منها البشر لظمئهم ... العذب و المالح و المر ... و البعض فيه سميات ... و إسكن أمام دياجير الليل الأسود و تسربل بإنتظار طلوع شمس النهار التي لا تستطيع أن تمنعها كثافة الأشجار في الغابات و أمامها تتحول قتامة الصخر إلي لمعان ... فتكمل المعرفة من علي جبال البحث و التأمل بماهو أكبر من أن يسعه الكون أو أن تحويه المجرات ... و ارفل في ثياب النمو و الإرتقاء حُلة بيضاء شديدة النقاء ... و اضحك علي دياجير الليل الأسود الذي هزمته شمس مبهرة ... أصبحت تعيش فينا بنهارها و نورها و بياضها و نقاءها ... أهنئك أستاذنا العزيز في رحلتك هذه ... و أرجو ألا تظن أنني أتكلم عن الصوفية أو عن أيا من المذاهب الفكرية او الفلسفات العقلية ... أنا أتكلم عن المعرفة الإختبارية ... تسربل بالبالطو الأبيض و أدخل إلي معمل الحياة و مختبرها ... إنظر إلي المكونات و خليطها ... و سجل التفاعلات و نتائجها ... و سجل فشل جميع المعادلات التي توصل إليها البشر ... و ستكتشف إن أصح المعادلات هي التي وضعتها أنت بنفسك لنفسك ... بعد الفشل و العناء و التأمل و التساؤل و التعجب و الإنبهار و حتي الخيبة و الإنهيار ... تسربل بالبالطو الأبيض و إدخل إلي معامل الطبيعة ... و حلل أطياف الضوء ... النور ... و إبحث كيف نراه ... و إكتشف بنفسك إن هناك من الضوء ما هو أبهر من أن نستطيع أن نراه ... ضوءا نري به الأشياء ... و ضوءا نكتشفه بمراقبة الأشياء ... إنصت إلي شُوَك الصوت الرنانة في ألسنة البشر الطنانة ... نغمات تطغي علي نغمات ... و ترددات ... كلها إهتزازات تضارب الهواء ... أهرب منها إلي الأثير ... إلي صوت بلا موجات و لا ترددات ... إنظر كيف تشق الموجات الرنانة طبقات هواء البشر و أهوائهم و تتسرب إلي عقولهم ... و ستتعجب إن الصوت الذي بلا ترددات و لا موجات لا يسمعه إلا القليل جدا من الذين لم تبهرهم التذبذبات و رفضوا الترددات ... فوصلوا إلي صوت مستقيم لا يعتمد علي الهواء و لا الأهواء ... تسربل بالبالطو الأبيض و إدخل معامل البيولوجيا و تأمل الحياة ... كائنات تتوالد و تتحرك و تتصارع و تأكل و تتكاثر و تموت ... طبقات من الخلية الأحادية إلي الثدييات و هومس إيركتس ... كلها تموت ... كلها وجدت و كلها تموت ... كلها أتت من العدم و كلها تمضي إلي العدم ... لكن مهلا أيها العالم الباحث ... ليس كل ما تراه هو الحياة ... أنت الذي أسميت و دعوت الحياة حياة ... و ظننت إن كل من أو كل ما يتحرك يعيش ... و لكنك لن تدرك ما هي الحياة ... و ستأتي عليك أوقات تتمني أن تموت لتعرف ما هي الحياة ... و ستعرف يا عزيزي إن الموت عن الحياة هو لإرتقاء إلي ما هو فوق الحياة ... و إن الحياة تبدا عندما تتجرد مما تظنه إنه هو الحياة ... و ستعرف إن الحياة التي لاتدركها المعامل و تفشل في صياغة معانيها المعادلات هي في أن تستعمل الحياة و ستدرك أيضا أن الموت هو في أن تستعملك الحياة .... و لنخلع الآن البالطو الأبيض و نخرج إلي التطبيق العملي ... الطرقات و الشوارع ... المنازل و المكاتب ... الجامعات و المدارس ... المصانع و المزارع ... يلزمك خوذة التحرر لحماية الفكر المستنير من تساقط طوب و زلط الخزعبلات (هارد هات) .... و جاكت عاكس(سيفتي جاكيت) من نسيج الثقة و النور و الصوت الذي حصلت عليهم في المختبر ليحمي الصدر المنفتح الواثق و المطمئن من تطاير دعاوي الإنغلاق و خنق المعرفة ... و إحتذي في قدميك بحذاء التشييد و البناء (كونستركشن بووت) المصنوع من إرادة الخير و السلام ... حتي لا تنزلق قدماك إذا ما جزت في طين الفكر البشري الجاهلي و لا تدمي إذا إصطدمت بصلابة العنف الرجعي ... فسيساعدك هذا في تسلق مرتفعات البناء العقلي الإنساني الرائع ... و خذ معك مطرقة الحديد المصنوعة من إرادة الخلاص من رق الجهل لتفتح بها طاقات في جدران الخوف و الرعب من المجهول ... إذهب في رحلتك هذه و إركب بحر الحب الذي علمتك إياه ميس ماري الذي لم تدركه و أنت صغير فكان فهمك يترجم الحب إلي الإمتلاك و الإستئثار أما الأن فستدرك أن الحب هو أن تعطي و تبذل و لا تنتظر مقابل ... أن تمنح و لا تشتري ... أن تُغدق نفسك دون أن تُرضي ذاتك ... أن تسير في طريق حقيقي ... صنعه قرارك الإختباري ... سيؤدي بك حتما إلي الحياة ... و سيتبعك فيه العشرات و ربما المئآت من الذين طلبت منهم ألا يتبعوك ... لكنك ستكتشف إنك لا تملك قرارك ... و إن الذين إنجذبوا إليك ... جذبتهم الحياة و ليس التقليد ... و إن الحياة إستخدمت شخص بسيط إسمه فلان الفلاني كانت له ذات ذابت في الحياة ... ليندمج معه كل من يسمع و يأتي من الموت إلي الحياة ... أستاذي العزيز ... أتمني لك التوفيق في رحلتك هذه ...و سأبقي أتابعك عن كثب ... لا لكي أعلمك أو أنبهك ... بل سأتعم و أري كيف ستعلمك الحياة و كيف ستأخذك في أحضانها لأنك طلبت أن تتعلمها ... و ستدرك إن الحياة هي التي تحبك ... و تهبك ذاتها و لا تريد أن تأخذ منك شئ ... لأن الحياة هي كل شئ .... تصحبك السلامة ... تصحبك الحياة ...
#أسعد_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مفتوح مع أستاذنا محمد حسين يونس... توافق الروح و الفكر
...
-
فيلم تافه يضرب الكرازة المسيحية
-
مصر ... الولايه الأمريكية ال 51 ... ليه لأ؟
-
توازنات إنقاذ مصر ... ما بعد الإنتخابات أهم من الإنتخابات
-
مصر علي فوهة بركان سواء إنتصر أو إنهزم الإخوان
-
رئيس مصر القادم ... راجل بيشتغل عندي مش أنا إللي باشتغل عنده
-
شريعة الله المضل خير الماكرين ... من رأي منكم منكرا ...
-
إبن الأمريكيه يبدأ في تقسيم البلاد المصريه
-
الله المضل خير الماكرين يطالب أتباعه بذبائح بشرية ثمنا لدخول
...
-
إن الله إشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة
-
المسيح عيسي إبن مريم – رسول الله المضل خير الماكرين – ما قتل
...
-
المسيح عيسي إبن مريم - رسول الله المضل خير الماكرين – قصة ول
...
-
زياد العليمي يعتذر للحمار و بياع الخضار ... و إبقي خلي المجل
...
-
دمعة علي قبر مصر
-
الشعب ساكت عليهم ليه ...
-
بقية تاريخ مصر ... بين الله يرحم أيام جمال عبد الناصر ... و
...
-
المسيح بين فلسفة القبر الفارغ و فلسفة العقل الفارغ و القلب ا
...
-
تعليق و تعقيب علي -ثورة أونطه ...-
-
إنسحاب البرادعي ... خطوة صح في مصلحة مصر ... رغم إن القادم أ
...
-
ثوره أونطه ...هاتوا فلوسنا ...
المزيد.....
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|