|
صحف ومجلات مجلس النواب العراقي : الفضائح تتواصل
شاكر الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 15:50
المحور:
حقوق الانسان
يبدع قادة الكتل السياسية وأعضاء مجلس النواب العراقي في ابتكار كُلّ ما هو جديد ومثير وسط دوامة النعف والفساد والإهمال الّتي تعصف بالمواطن العراقي وبحياته وأمنه ومعيشته اليومية . انهم يبدعون ولكِنهُم في تشريعات الفساد واللصوصية وسرقة المال العام ، يكونون أكثرُ إبداعاً وأكثرُ نشاطاً وحيوية ولِذلِك نجدهم يحتلون مراتباً متقدمة عن بقية أقرانهم مِن أعضاء مجالس النواب والبرلمانات في العالم . مراتب الفساد وسرقة المال العام وإستغلال السلطة وبِما يدفع العراق لأن يحتل هوَ الآخر مرتبة متقدمة جداً في مراتب الدول الأكثر فساداً .
في كُلّ دورة انتخابية يتمخض عنها مجلساً للنواب في العراق فان الشغل الشاغل للنواب يكون تحقيق مصالحهم وامتيازاتهم وحماية مواقعهم الوظيفية والسياسية أوَلاً وكأنّهُم يريدون تعويض الخسائر الّتي انفقوها مِن اجل الوصول الى مقاعد مجلس النواب . لِذلِك فان أول أمراً تمت مناقشته في مجلس النواب المبجل كان رواتب ومخصصات النواب وعدد افراد الحماية وعدد سيارات الدفع الرباعي والاراضي السكنية الّتي سيحصلون عليها في بغداد او المحافظات و لم يتوقفوا عن كُلّ هذا ، بل واصلوا اصدار تشريعات وقرارات النهب والفساد والسرقات المشرعنة بالقانون وإيجاد التبريرات اللازمة لها ولكِنهُم ما ان يتم كشف المستور وتحدث حالة مِن الإحتجاج وسط قطاعات مِن الشعب المسكين او مِن قبل منظمات المجتمع المدني أو القوى والتيارات السياسية من خارج البرلمان تطالب بوقف كُلّ هذا الفساد ، فإنّهُم يسارعون لكتمان وتأجيل تنفيذ قرارات السرقة والفساد والبحث عن أوّل أزمة سياسية تطفوا على سطح الواقع العراقي الملتهب حتّى يمرروا ما قرروه سابقاً ، أي بعبارة اخرى سرقة المزيد وبإسم القانون .
اليوم ، فإنّ ثمّة حكاية تثير الكثير مِن العفن والنتانة الّتي تتوالد وتتزايد في دهاليز وكواليس مجلس النواب العراقي . هي حكاية مقززة ومثيرة للسخرية وتكشف عن مدى الإستخفاف الّذي يحمله أعضاء مجلس النواب للناخب العراقي الّذي أوصلهم للجلوس تحت قبة السلطة التشريعية في العراق . انها حكاية الصحف والمجلات والامور الأخرى....!!!! الّتي خصص مجلس النواب مبالغاً ضخمة لها . صحف ومجلات ليْس مِن أجل اشاعة الثقافة والمعرفة وتمكين المواطن العراقي مِن الوصول الى المعلومة والخبر الدقيق ولكُنّ حتّى يتمكن النواب مِن شراء الصحف والمجلات وقراءتها . مبالغٌ ضخمة ستكون حصة النائب الواحد مِنها مليونين و250 الف دينار شهرياً . أيُّ ما مجموعه 731 مليون و250 الف دينار شهرياً وما مجموعة ثمانية مليارات و775 مليون دينار عراقي سنويا ..!!!!!
الامر بِكُلّ بساطة يعود الى فترة سابقة ،إذ ان اللجنة الادرية في مجلس النواب قد اصدرت كتاباً لصرف هذِهِ التخصيصات ولكُنّ العمل وفق مبدأ " الطمطمة " واستغلال الازمات دفعها لتفعيله الآن . كيْف هي السرقة أذن ؟ وكيْف هوَ الفساد وإستغلال السلطة التشريعية لتمرير اموراً كهذِهِ ؟ نعلم انه وفي الكثير مِن دول العالم يتم تخصيص مبالغ معينة كنثرية لأعضاء مجالس النواب والبرلمانات ولكُنّ ليْس بِهذا المستوى مِن الفضائحية والإمعان في نهب المال العام . لوْ كان مجلس النواب حريصاً على ان يطلع نوابه على الصحف والمجلات ولوْ كان حريصاً أيضا على المال العام لكان قرر شراء كومبيوترات متطورة لهُم أضافة الى ما يملكونه مِن أجهزة خاصة تمكنهم مِن الاطلاع على كُلّ صحف ومجلات العراق والعالم لأننا نعيش في عالم الانترنيت وسرعة التواصل ووصول الخبر والمعلومة مِن مصادرها .ولم تعد الجريدة أو المجلة هي مصدر المعلومة والخبر .
الأمر المؤكد هُنا اننا أزاء منطق الغنيمة والأستيلاء على الحصة الاكبر مِن الكعكة الشهية ، كعكة الامتيازات والمال العام والسرقة وفقاً للقانون . القانون الّذي يشرعه سادة الفساد والنهب الّذي لم ولن يتوقف في العراق لأن اعضاء مجلس النواب العراقي يعلمون ان وصولهم الى هذِهِ المواقع يعني الحصول على الغنيمة كاملة وعليهُم التفنن في كيفية استغلالها بشكل كامل وقبل نفاذ الوقت . لِذلِك لم ينشغل أعضاء مجلس النواب العراقي كثيرا بمشاكل العراقيين ، ولا بمتابعة التشريعات الّتي تصدر عنه وفيها بعض مِن حقوق المواطن العراقي لإنها وفي الكثير مِن الاحيان تتحطم على جدار المحاصصة والفساد واستغلال السلطة والمحسوبيات الحزبية ، ولا بأحوالهم المعيشية ولا بِما يتعرضون لهُ مِن قتل وإرهاب ومفخخات وبطالة وفساد ومحسوبيات حزبية وطائفية وقومية جعلت المواطن العراقي الّذي يرفض كُلّ هذِهِ التقييمات والتقسيمات يواجه وضعاً مزرياً وجعلته خارج جوقة مِن يتنعمون بثروات ومقدرات بلد كُلّ المؤشرات والإحصائيات والتقديرات الاقتصادية ولاستراتيجية تؤكد انها هائلة وبِما يعادل مقدرات وميزانيات بلدان وشعوب عديدة ، لكُنّ الّذين يعيشون على حافات المدن وفي الاحياء العشوائية او الّذين يقضون ايامهم بالتسول وممارسة مهن مهينة او الّذين يجلسون على أرصفة البطالة والفقر في تزايد مستمر .
مجلس النواب الّذي يقوم على أساس المحاصصة والتوازنات الطائفية والقومية لا يمكنه ان يمرر الا التشريعات والقوانين الّتي تضمن مصالح الكتل السياسية الرئيسية داخله . ولِذلِك فان علينا ان نتوقع الكثير مِن هكذا مجلس ينشغل كثيرا بتخصيص المال والامتيازات الفضائحية لأعضائه كما هوَ الحال في موضوع الصحف والمجلات ولكِنه يعجز عن تخصيص اموالاً لبناء مدارس تنقذ أطفال العراق مِن الهياكل والأبنية المدرسية المتداعية والآيلة للسقوط فوْق رؤوسهم . المبالغ المخصصة لشراء الصحف والمجلات يمكنها ان توفر فرص عمل لإعداد كبيرة مِن شباب وشابات العراق العاطلين عن العمل ويمكنها ان تنقذ اعداد كبيرة مِن العوائل المهمشة او العوائل الّتي يقوم أطفال او أرامل بإعالتها .
http://www.almasalah.net/index.php/policy-2/991-%D8%AE%D8%A7%D8%B5-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%80-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%A9-%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B4%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86-%D8%B5%D8%AD%D9%81%D8%A7-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%80-731-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%88250-%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A%D8%A7.html
#شاكر_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن المثقف والسلطة والمصالحة الوطنية
-
الأمر وبكل بساطة : إنها حريتنا وحياتنا الشخصية
-
مهرجانات وزارة الثقافة : محاولات لتلميع الخراب
-
الفلم الدنماركي الثأر - HÆVNEN - :هل يمكن أن نعيش دون
...
-
سيرة حرب.......2 ، قسوة تل الخراء
-
عن الإيمو والحرية وكراهية الحياة
-
سيرة حرب ...1 .حين أضعت الطريق الى بيتنا
-
قراءة في مشاهد أعتقال وقتل دكتاتور
-
المالكي ومجالس الإسناد : حكاية التاريخ المستعاد
-
الإعتقالات و الإتهامات لا تحجب الحقيقة يا حكومة نوري المالكي
-
عدو ما بعد القتل : عن صور جثة بن لادن
-
البديل السياسي في العراق : مقاربة أولية
-
حكومتنا وحكوماتهم: الأختلافات والتشابهات
-
درعا في مواجهة الأسد
-
بوتين والقرضاوي : فجر أوديسا أم الحرب الصليبية ؟
-
إزالة الدوار أم إزالة الرمز ؟
-
لنحارب المحاصصة أولا
-
التجمعات والتظاهرات في العراق بين الأمل والأحباط
-
ثورة أم أصلاح ؟.. حول ما يحدث في العراق .
-
حزب البعث لايستحق شرف الدفاع عن مطالبنا
المزيد.....
-
الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت
...
-
الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
-
اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
-
عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي
...
-
غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب
...
-
أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
-
جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|