جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3871 - 2012 / 10 / 5 - 12:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كان المفروض على الاسلام ان يعتبر نفسه امتدادا لليهودية و المسيحية بدل احتكار الديانة و الحقيقة المطلقة. التقيت قبل فترة بمسيحي يقرأ القرآن لانه يجد المسيحية طبعا الى حد ما في القرآن. و اني اعتقد ان هذا النوع من المسيحية في القرآن اي التطرق الى عيسى و مريم و غيرها من المسائل المسيحية هي المسيحية الظاهرية في القرآن فقط و هي سهلة يمكن رؤيتها بالعين المجردة.
و لكن في القرآن ايضا كثير من الافكار المسيحية الباطنية لا يمكن ايجادها رغم انتشارها دون انتباه داخلي فمثلا و في مقدمة جميع السور ماعدا سورة واحدة (التاسعة) تستطيع ان ترى المسيحية في البسملة نفسها. تعكس المعادلة (بسم الله الرحمن الرحيم) التي تبدأ (بأسم) و تعقبها ثلاثة اسماء (الله – الرحمن – الرحيم) بصورة واضحة المعادلة المسيحية و بنيانها الثلاثي التي تبدأ (بأسم) و تعقبها (الاب – الابن - الروح المقدس) التي ترجع الى تعميد المسيح في انجيل متي و تريد البسملة الاسلامية هنا في نفس الوقت الابتعاد عن الافكار المسيحية باستعمال صفة (الرحيم) لأسمين (لله – الرحمن) و لكن الاهم هو تقليد القرآن تعميد المسيح و استعمال نفس المعادلة الثلاثية المسيحية عند افتتاح السور كنوع من اللعب على الافكار المسيحية في جميع سور القرآن.
طبعا هناك اشياء كثيرة اخرى لا ينتبه اليها المسلم لعدم قراءته للانجيل و التوراة و يتعرف على مسيحية محرفة خاطئة او مبسطة من وجهة نظر القرآن و لا يرى الاصل بل نسخة مزورة تماما مثل فكرة آدم و حواء والملائكة و الابليس. اقرأ ايها المسلم الاصل قبل النسخة لترى بام عينك و اقرأ القرآن بانتباه داخلي باطني لتكتشف و اذا اردت دراسة الادب الاوربي فليس هناك طريق دون التعرف على المسيحية اولا.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟