|
الرئيس احمدي نجاد.. يبشر بالمهدي المنتظر...؟
طلال شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 19:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الرئيس احمدي نجاد.. يبشر بالمهدي المنتظر...؟
في 26- 9- 2012- القى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في احدى جلسات الجمعية العمومية للامم المتحدة خطبة مثيرة بدت لي جديرة بالاهتمام والتامل ليس بقيمتها وأهميتها بل بفحوى ذلك المضمون المتضارب والمحبط الذي نطق به الرئيس الايراني وهوفي التقويم الموضوعي أيجازاً لمحنة شعب وبلد مأزومين يصادرون ويسترقون باسم الخرافة والدين والمذهب على يد نظام متخلف وقادة اكثر تخلفاً... الحاضرون كانوا اغلبهم من روساء الدول او من شخصيات رسمية رفيعة تمثل بلادها. في هذا اللقاء الاممي المهم الذي اٌستمع اليه بالصورة والصوت ملايين الناس ومن مختلف القارات، قدم الرئيس الايراني نفسه كممثل لايران الحضارة والتاريخ المشع، ارض الفكر والحكمة والفلسفة والجمال ومنابع المعرفة المختلفة.... عندما يتواجه المرء بحس تأملي مع مايدعيه السيد احمدي نجاد من تمثيله لارض الحضارات ايران، فأن اول مايستحضره هو ذلك الانفصام بين نبض التاريخ العريق لايران الحضارة، وجدب الحاضر الذي تعيشه في ظل الجمهورية الاسلامية وولاية الفقيه، ومثل سواه من المستبدين المتخلفين الذين يتشبثون بالتاريخ الحضاري لبلدانهم ويفاخرون به دون توقير اواحترام وفي ذات الوقت لا يملكون منجزات ملموسة، يقدمونها ، وهم في كل الاحوال غير قادرين على صنعها، رغم توفر المال والعقول ،وهذه حصيلة متوقعة في ظل دولة ونظام يضع حاضره ومصيره في صندوق الخرافات وبيد رجال مهوسين متخلفين من المستعبد أن يصنعون منجزاً اصيلا لشعوبهم. ايران امام مفترق طرق خطير وهي امام مشاكل عصية و مركبة بدءاً من السياسة الى الاقتصاد الى الاجتماع لايمكن تخطيها بعقلية احمدي نجاد و أمامه خامنئي، والتساؤل المرير هنا كيف يتسنى للشعب الايراني ان يثق بنظام ورئيسه يستغفله أمام العالم وهويتحدث عن عظمة التاريخ الايراني..؟ والشعب الايراني يرزح تحت جور الاستبداد والمصادرة والقمع والعيش بلاحرية ولا كرامة، كيف يقنع العالم وشعبه وهويهاجم الرأسمالية من موقع الكذب والخديعة والزيف، من خلال رسالة تخلو من المعنى والهدف في محفل اممي يحتاج الى صدق المثل في الرؤية و التطبيق فهل توجد مثلاً لاحصراً في ايران حرية التفكير وحرية الكلمة والتعددية السياسية والثقافية كما هو موجود في العالم الرأسمالي الذي لايخلو من عيوب وخطايا.. لكنه في الميزان الموضوعي افضل بما لايقاس مماهوموجود وقائم في ايران الاسلامية الطائفية. كيف يمكن للشعب الايراني وغيره ان يتعامل مع هذا الادراك المبعثر والمزيف الذي يتاجر بالشرف والطهارة والمظلومية ويتكأ على الله والاسلام وشعوبهم تئن تحت ظلم نظام شمولي ظلامي وهو يهاجم الرأسمالية للتغطية على فشل نظامه من منطلقات ركيكة. بالتأكيد ان النظام العالمي يحتاج الى اصلاح ومراجعة في مجالات مختلفة وهويعاني من عيوب وخلل كبيرين ، لكن هذا ليس بحجة تبرر القمع وترفض الاخر و تقصي حرية الرأي والتفكير من الحياة الايرانية.. ، وبدلاً من تقديم رؤية حصيفة ومقترحات بناءة يقنع العالم بقيمتها وعدالتها ويعرض قضية ايران بطريقة متماسكة توفر على الشعب الايراني مشقة المواجهة مع الغرب والحصار الذي يفرضه عليها، يلجأ الرئيس الايراني الى اختزال المعضلة الايرانية الخطيرة الى مجرد أستجارة بالمهدي المنتظر لاصلاح هذا الخلل من خلال ظهوره متى لااعرف. المهدي الذي سيقيم العدل ويجلب التكنلوجيا والمعرفة كما بشر به احمدي نجادي في خطابه المذكور.. والمهدي من سيحل مشاكل ايران والدنيا بدءاً من الاحتباس الحراري وتبدل المناخ الى ازمة ديون اليونان ومشكلة مالي والصومال. ان الرئيس الايراني لم يكتف بتظليل شعبه والضحك علية بل يريد العالم ان يستمع الى هذه الخزعبلات والاباطيل ويصدقها في ظل وضع ايراني متأزم يصل الى حد الكارثة ، ، يحتاج فيه الى خطاب ايراني رسمي عقلاني يخاطب فيه العالم بأدوات واقعية مرنة وشفافة .. وأكرر تساؤلي هنا.. كيف يتسنى للعالم ان يتعامل بثقة مع قائد لبلد وهو يردد الخرافات وينشر الاباطيل كيف سيحترم مثل هذا النظام ..؟ واي امل سيبنه مثل هذا القائد الخائب لشعب يطحن طحناً تحت وطأة عقوبات وحصار دولي وهويستمع الى رئيسه المتهاوي وهو يستقوي بالخرافات والاساطير لحل مشاكله في ارفع لقاء دولي . يحزنني القول ان بلداناً مثل ايران والعراق تنتشر فيهما مثل هذه الخرافات والاستعارات العقائدية المهلهلة من خلال منطوق مذهبي يراهن على تخدير العقول ونخر الاحساس الحضاري في مد ونشر ثقافة المهدي المنتظر الذي سيقيم العدل في الدنيا بعد أن ملئت جوراً، أن مثل هذا الحث العقائدي يزيد من جدب النفوس ويضع الامل والعزم في دائرة الانتظار السقيم. كيف يتسنى لمسلم عاقل أن يعقد الامل على وهم صنعته ظروف اليأس والهزيمة، وهو في الصميم يعكس عمق التضارب والتناقض بين مختلف الفرق الاسلامية التي تريد تطبيق الشريعة لكن اية شريعة والكل يغوص في معتقدات لاجامع بينهما رغم الانتماء الواحد والكتاب الاوحد وقضية المهدي وظهور واحدة من تعقيدات المشهد الاسلاموي الرافض والمقتنع بهذه القضية الاشكالية... في الجدل المنطقي تقرأ فكرة المهدي المنتظر في تجلياتها المباشرة كمنطوق لنظرية الفشل الحتمي للاسلام ورسالته الذي يخفق في النهاية من بناء العدل والسلام والرخاء والامل بعد السير القدري نحو الخراب والجور ولاسبيل بأصلاح الامر الابظهور دولة المهدي المنتظرة، فهل كان الله سبحانه وتعالى يتوقع فشل انبيائه في تحقيق مشروعه ليضع اماله في عهدة رسول يظهر في اخر الزمان هو المهدي المنتظر ولااعرف المغزى من كل هذه التعقيدات والعناء والطلاسم لنبتلي بها على يد حكام متخلفين يحملونها كمسلمات مقدسة ويخلطونها بالخطاب السياسي لتغدو في المحصلة أدوات. للتضليل. والكذب. والرياء.للاستحواذ على النفوذ والسلطة، كما هو قائم في العراق وايران. أن هذا التصور في ذهن ألمؤمنين تتجسد حصيلته في تعلل روحي أملته مقتضيات العقيدة وهو مفهوم في هذا النطاق، لكن أن تقوم سلطة او مسؤول بتسويق فكرة الامام المهدي لتخطي استحقاقات ملحة وراهنة فهو دجل وتخلف وخيانة للمسؤولية واستخفاف بالعقل،وهذا مافعله الرئيس الايراني في خطابه..ويبقى الاستغراب والدهشة يستغرقانني أكثر من اولئك السياسيين الذين ينظرون الى الى أيران الملالي كملهم وحامية للمذهب وراعية لمشروع اسلامي جدير، وهي التي وصلت في عهد قادتها المتخلفين الى طريق مسدود وازمة مستعصية صنعتها الرؤية المحدودة المتعصبة التي خلطت العقيدة بالسياسة وراهنت على اوهام وتصورات ملتبسة اقصت الخيارات الواقعية للعمل والحل ان الشعب الايراني الحي الضمير والروح لن يسكت على اهانته واهانة تاريخه من قبل متسلطين متخلفين ونظام مسخ.....
طلال شاكر كاتب عراقي
#طلال_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عمر بن الخطاب : تفكيك شفرة العدالة..؟
-
التجمع العربي لنصرة القضية الكردية.. وصناعة الاوهام..
-
الاحزاب الشيوعية وازمة التعاقب القيادي ..؟
-
العراق. والعراقيون. أزمة القيم والتكوين..؟
-
خارطة طريق طائفية : وراء موقف المالكي من الانتفاضة السورية..
...
-
القادة الأكراد يستغفلون شعبهم...؟
-
صدر الدين القبانچي.. بين أزمة المنطوق الديني ولسان التضليل .
...
-
تباً لبرلمان نائبه حسن العلوي.. وسحقاً لجمهورية رئيسها جلال
...
-
المالكي.. أما خروج متحضر..أو أمارة حجارة
-
دروس من مظاهرات25 شباط ومغزى رعب المالكي منها...؟
-
مستعمرة العبيد في الناصرية...؟!
-
المالكي...وثمن كرسي الوزارة..؟
-
شهر رمضان..بين سطحية الفهم... وغلو الاعتقاد..؟
-
رمضان: شهراً للتبذير. والاسراف. والتخلف..؟
-
مناقشة لبحث الدكتور عبد الخالق حسين عن دور الطائفية في تاريخ
...
-
سكان معسكر أشرف: بين المقايضة السياسية.. والحل الانساني العا
...
-
فدائيي صدام: وغرائب الموت في معسكر بسمايا..شهادة طبيب..؟
-
في ضوء انتخابات 2010 الحزب الشيوعي العراقي: امام تحديات مركب
...
-
الحوار المتمدن: في مقدمة المواقع الاعلامية..وبعد..!
-
العربي.. يتلوى.. بين سياط... الأفتراءات ... وطعن ألاقلام....
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|