أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين القطبي - فلسطين وكردستان والحل الذي لابد منه














المزيد.....

فلسطين وكردستان والحل الذي لابد منه


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 10:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كان موقف القوى اليساريه العربيه من القضيه الفلسطينيه في اربعينات القرن الماضي، هو الدعوه لاقامة دولتين متجاورتين واحده للعرب واخرى لليهود.
الا ان هذا الموقف السلمي اعتبر في حينه رده، وكفر وعماله للحركه الصهيونيه، رفضته القوى القوميه، وملوك ومشايخ العرب، بل وحتى المنظمات الصهيونيه نفسها لم يكن يروق لها هذا الحل.
تذكرني القضيه الكرديه اليوم، بموقف اليسار العربي فلسطينيا قبل العام 1948. حلول سلميه للتعايش وانقاذ الاجيال اللاحقه و توفير فرص ازدهار من جانب، ونخب سلفيه وقوميه في الغالب حاكمه، لا تؤمن الا بسلطة القبيله، ترفض خيارات السلم من جانب اخر.
الشعب الكردي الذي وجد نفسه بعد انهيار الدوله العثمانيه تحت رحمة اتفاقية مارك سايكس وجورج بيكو، في العام 1916، ثم ممزقا(*) بين الدول والشعوب المحيطه، لم يرى سوى قوى اليسار نصيرا، تلك التيارات التي كانت هي الاخرى تعاني ضروف الاضطهاد.

جاء في برامج تلك الاحزاب ان للشعب الكوردي الحق بتقرير مصبره بالطريقه التي يراها ملائمه، بما فيها حق الاستقلال وتشكيل الدوله الواحده مثلما للعرب والفرس والاتراك تماما.
وفي المقابل كانت القوى القوميه، والتي توجّها البعث بعقليته النازيه المتطرفه ترفض حتى مناقشه القضيه او الاعتراف بوجود هذا الشعب كما هو عليه الحال في سوريا مثلا، اذ ماتزال اجراءات طالب حديد عام 1962، التي جّرد فيها نسبه كبيره من هذا الشعب من الجنسيه واغتصب اراضيهم ليوزعها على مستوطنين عرب نقلهم من اماكن اخرى، سارية ا لمفعول، ولم ترد الجنسيه حتى هذه اللحظه لربع مليون مواطن..

فلسطينيا(**)، تخيل لو كانت المشايخ والممالك قد اتفقت على الحل السلمي بالفعل قبل 14/5/1948، في ذلك الوقت الذي كانت المنطقة اليهوديه - لم تكن اسرائيل- لا تصل الضفه ولا قطاع غزه بل ولا صحراء النقب وكانت القدس وبئر السبع وغيرها ماتزال مدن عربيه، وما كان بامكان اسرائيل اسكان المهاجرين الغاصبين الجدد في الاراضي التي احتلت لاحقا.

كم من الثروه كانت ستنفق على التنميه في بلداننا الفقيره بدلا من التسليح، وكيف كان وجه الشرق الاوسط سيكون عليه في العام 2005، وهو الافقر والاكثر ابتلاءا بالقمع والفقر والتخلف حسب احصاءات الامم المتحده اليوم.

وللقضيه الكورديه الحل الجاهز والناجع ايضا، لكن وللاسف نفس تلك القوى التي وقفت بالضد من اي مشروع انساني لحل القضيه الفلسطينيه، بمشاريعها القبليه المتخلفه تحاول اليوم ان تضع العصا في عجلة اي طرح مقترح للتعايش الاخوي بين الشعبين الكوردي والعربي على ارض العراق بحجج ومعاذير لا تختلف كثيرا عن تلك التي كانت تستخدمها في الاربعينات وكأنها لا تجيد طريقا للحياة الا عبر اجواء توتر وحالة ابديه من الاستنفار، وجو دائمي من التحضير لمعارك لن تقام اساسا.

القضيتان الفلسطينيه والكردستانيه تمران اليوم بمنعطف تاريخي على طريق الحل النهائي، تقف التيارات والقوى الشعبيه بجانب، والسلطات المتحالفه مع القوى القوميه والسلفيه بالضد، مسخرة كتائبها الاعلاميه البدائيه التي تعمتد على التهييج الحماسي البعيد عن لغة العقل والارقام على الجانب الاخر.
هم وان تخلوا فلسطينيا عن فكره رمي اليهود في البحرالا انهم مازالوا يتعكزون على شعاراتهم الجهنميه التي لا تقود الا الى المزيد من الخسائر، فبدلا من المطالبه باعادة العرب المرحلين من القدس الى مدينتهم، وارجاع اليهود المستوطينين الى اماكنهم عبر النضال الجماهيري، يلجأون الى الاساليب البدائيه الاسهل غالبا وهي التفجيرات العشوائيه والقتال بسلاح الانتقام المقترن بمساومات سريه من قبل الانظمه القمعيه المجاوره، والتي لا تفكر الا بالكراسي، هذا السلاح الفاسد الذي ثبت فشله منذ عقود فضلا عن انتهاء صلاحيته حتى من قبل بزوغ فجر القرن الواحد والعشرين.

هم وان اعلنوا اعترافهم بوجود شعب جار اسمه الكرد الا انهم مازالوا يرفضون الحلول بمعاذير من قبل ان كركوك قد اصبحت ملكا للغاصبين من رجالات البعث الذين استحوذوا على الدور والمزارع والوظائف وشركة النفط، وان كانت بالاستيطان، ولا يحق لسكانها الاصليين العوده لان ذلك سيشكل "كارثه" على مخلفات النظام السابق ويخدش هيلمانهم الاسطوري في المدينه المصادره.

الحلول الانسانيه موجوده دائما، هي وحدها التي تحمي الشعوب، ولكنها تبدو مبكره في الشرق الاوسط، لان هذا الاقليم مازال يرزح تحت سيطرة الجهل والاميه والتخلف الفكري، تقوده - ربما عدى العراق اليوم - عقلية القوميين والسلفيين التي تخطى عمرها الافتراضي نفسه في جميع بقاع الارض الاخرى، الحلول جاهزه، وان لم تكن لليوم فهي للمستقبل بالتاكيد.



الهامش

(*) طبقا لمعاهده سايكس بيكو قسمت كردستان الى سبعة مناطق كالتالي
1- المنطقه الزرقاء على الخارطه الملحقة بالاتفاقيه سميت بمنطقة السيطره الفرنسيه وتضم مناطق الشمال مثل سيواس، دياربكر، بالاضافه الىاللاذقيه وبيروت
2- المنطقه (أ) وسميت بمنطقة النفوذ الفرنسي لتضم مناطق اربيل ودهوك وراوندوز بالاضافه الى الموصل وحلب ودمشق.
3- المنطقه (ب) والتي سميت بمنطقة النفوذ البريطاني وضمت كركوك والسليمانيه بالاضافة الىتكريت والصحراء الغربيه وعمان
4- المنطقة الحمراء التي ادرجت ايضا باسم منطقة السيطره البريطانيه لتشمل خانقين ومندلي وبدره بالاضافة الى بغداد والبصره والكويت
5- بقيت مناطق شرق كردستان مثل كرماشان وسنندج تحت سيطره الدوله الفارسيه
6- مناطق شرق كردستان تركيا اليوم مثل وان وباتمان للامبراطوريه الروسيه
7- المناطق المتبقيه في الاناضول

(**) وضعت المعاهده فلسطين بكاملها من حيفا الى القدس وغزه تحت ادارة مشتركه، اي ممزقه في داخلها بين الادارتين البريطانيه والفرنسيه، واهتمت الاتفاقيه بشرح اسلوب الادارة الثنائيه لميناء حيفا.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منافسه في البرلمان، كم هي طبيعيه؟
- مفارقات انتخابيه
- الكورد الفيليه، درس في الانتخابات
- هذيان بالتركي .. حول الانتخابات
- الكورد الفيليين والقائمه الكوردستانيه
- من تنتخب؟.... ورطه
- روح الطالقاني في جسد اياد جمال الدين
- اكتشاف اسمه الديموقراطيه
- سنه اولى انتخابات
- متى تشترك ايران في دورة الخليج
- الحق و الانتخابات، سؤال...ـ
- وزيرتـنا ورده
- موضة الهجوم على الاكراد
- حزب للاكراد الفيليه .. لماذا؟
- هل تحب القتل؟
- شيخوخة الفكر القومي
- ما بين مقتدى الصدر وكاظم الساهر
- انتخاب رئيسان
- كركوك .. السؤال الغريب
- لكي لا تتحول الحوار المتمدن الى كتابات


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين القطبي - فلسطين وكردستان والحل الذي لابد منه