تعليم الجنس للاطفال - متى ؟ وكم ؟ (2)

مجدى زكريا

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 14:52
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

يبدو ان كثيرين من الوالدين ذوى الضمير الحى يظنون انه يمكن معالجة موضوع التربية الجنسية خلال محادثة مربكة عن الوقائع المتعلقة بالجنس والولادة فى نزهة لعشر دقائق مع ولدهم البالغ من العمر 13 سنة. ولكن فى احوال كثيرة جدا يبرهن ذلك انه ليس قليلا الى حد بعيد فحسب, ولكنه متأخر كثيرا لسنوات. فليس غير عادى بالنسبة الى والد محب ان يعلق : " كل ماحاولت ان اقوله لهم تقريبا, بدا انهم عرفوه من قبل. "
فهل هناك طريقة افضل لتعليم هذه المسائل المهمة ؟ واذا كان الامر كذلك, فمتى يجب ان يبدأ الوالدون, وماذا يمكنهم ان يفعلوا ويقولوا ؟
بحكمة, منذ ولادة الطفل تقريبا, يجب ان تبدأوا بوضع الاساس لمنح هذا الارشاد الحيوى, واذا بدأتم حين يكون الطفل صغيرا, يمكنكم ان تزودوا المعلومات بهدوء, فى جرعات يسهل استبعابها وفق مقدرة طفلكم على الاستفادة.
فيما يغسل الوالدون صغارهم, يمكن ان بعلموهم عن اعضاء جسدهم : " هذا صدركم . . . معدتكم . . . ركبتكم. " ولم القفز من المعدة الى الركبة ؟ هل ما هو بينهما هو مخجل ؟ ام انه خصوصى فقط ؟ بالتأكيد, لن نستعمل كلمات الشارع غير المتسمة بالاحترام لهذه الاعضاء الخصوصية. ولكن لم لا نقول ببساطة " قضيب " او " فرج ". فهذان ايضا جزء من الخليقة التى دعاها الله " حسنة جدا " - تكوين 1 ععد 31. كورنثوس الاولى 12 من عدد 21 الى 24.
وفى ما بعد, ربما عندما يرى الولد حفاضا يجرى تغييره, يمكنكم ان تقولوا باحترام ان الصبيان لديهم قضيب والبنات فرج. ويمكنكم ان تشرحوا بلياقة ان هذه الامور شخصية. ويجب التكلم عنها فقط فى العائلة, لا مع الاولاد الاخرين او مع الناس خارج العائلة.
وهكذا, يمكنكم ان تشرحوا امورا كثيرة قبل احتمال ان تصير هذه مربكة, مبتدأين باكرا ومتقدمين تدريجيا فيما تنمو مقدرة الطفل على الفهم.
عندما يكون فى الثالثة او الخامسة من العمر, يمكن ان يبدأ الولد بالتساؤل عن الولادة وقد يسأل : " من اين يأتى الاطفال ؟ " يمكنكم ان تجيبوا ببساطة " لقد نموت ( من النمو ) فى مكان دافئ امن (مدة على الالف ) داخل الماما. "
وسيكفى ذلك على الارجح للوقت الحاضر. وفيما بعد قد يسأل الولد : " كيف يخرج الطفل ؟ " ويمكنكم ان تجيبوا : " صنع الله فتحة خصوصية ليخرج منها الطفل. " ان مدى انتباه الاولاد الصغار قصير, لذلك فان الاجوبة الافضل هى البسيطة والمباشرة. زودوا القليل من المعلومات اللازمة كل مرة, مدخرين المزيد لوقت لاحق.
اذا كان الوالدون منتبهين, يمكنهم ان يجدوا الكثير من الفرص للتعليم. فاذا كانت نسيبة من الاقرباء تتوقع طفلا, يمكن للام ان تقول : " العمة فلانة ستلد طفلها قريبا - لقد كنت بهذا الحجم تقريبا قبل ان تولد انت بأسابيع قليلة. " ان الولادة المتوقعة لاخ او اخت صغيرين يمكن ان تمنح اشهرا من التربية المثيرة والمبهجة.
وفى مابعد قد يتساءل الولد : " كيف ابتدأ الطفل ؟ " والجواب البسيط هو : " تجتمع بزرة من الاب الى بيضة من الام فيبتدئ الطفل بالنمو, تماما كما تنمو البزرة فى التراب لتصير زهرة او شجرة. " وفى وقت اخر قد يسأل الولد : " كيف تصل بزرة الاب الى الام ؟ " يمكنكم ان تقولوا, بطريقة تتسم بالاحترام : " انت تعرف كيف الصبى مصنوع, فله قضيب, والام لها فتحة فى جسدها تلائم القضيب, فيجرى زرع البزرة. لفد صنعنا الله على هذا النحو لكى يتمكن الاطفال من النمو فى مكان حسن ودافئ حتى يصيروا كبارا كفاية ليعيشوا وحدهم, ثم يولد طفل رائع جديد ".
ويمكنكم ان تتكلموا بروح فيها تعجب وانبهار من الطريقة الرائعة التى بها رتب الله هذه الامور.
يجب ان تحترزوا لئلا تؤجلوا الاسئلة بالعبارة المربكة : " ساخبرك فى ما بعد عندما تصير كبيرا كفاية. " قيمكن لذلك ان يزيد فضول الاولاد مما يدفعهم الى طلب المعلومات من مصادر غير مناسبة فى مكان اخر. والولد الذى يكون كبيرا كفاية ليطرح السؤال هو كبير كفاية لينال جوابا بسيطا ومتسما بالاحترام. والفشل فى تزويد جواب يمكن ان يثبط اولادكم عن التطلع اليكم فى ما بعد من اجل المعلومات.
يشعر والدون كثيرون ان اولادهم يجب ان يمتلكوا فهما اساسيا عن هذه الامور على الاقل قبل ان يبدأوا المدرسة, حيث يمكن ان يسمعوا معلومات اقل دقة بكثير من اولاد اخرين.
شرح جد : " لم اطرح اية اسئلة, ولكن عندما كنت فى السادسة من العمر, قرر والدى ان الوقت قد حان ليشرح من اين يأتى الاطفال, وقال ان الاتحاد الجنسى للرجل والمرأة الذى يمكن ان ينتج طفلا هو طبيعى تماما كالاكل, لكن الله قال ان ذلك هو فقط للاشخاص المتزوجين. وهكذا, يكون هناك ام واب على السواء ليحبا الولد ويعتنيا به. " واضاف هذا الجد : " كان الشرح الذى اعطاه فى وقته تماما. فكنت قد رأيت اولادا فى السادسة من العمر يضحكون على صور جنسية استنتجوا اننى لا افهمها. "
بالتأكيد, لا يجب تقديم شرح كهذا, كشئ مخجل, بل كشئ خصوصى, ويمكنكم ان تكرروا ان ذلك سر العائلة الذى لا يجب ان يذكر للاولاد الاخرين او لاشخاص خارج العائلة. واذا زل الولد فى ما يتعلق بذلك, يمكنكم ان تقولوا بلطف : " هس, تذكر هذا سرنا, ونحن نتكلم به فقط فى العائلة. "
اذا كانت الحاجة الى هذه المناقشة تصدم اى قارئ, ففكروا فى عدد الوالدين الشبان ذوى الضمير الحى الذين يبحثون عن طريقة تتسم بالاحترام ليشرحوا لاولادهم هذه الامور. أليس الشرح الصريح فى بيت محب افضل بكثير من الطريقة التى تعلم بها والدون كثيرون هذه الامور اولا, من مصادر دنيئة خارج العائلة ؟
اذا اصغيتم حقا واجبتم عن الاسئلة بطريقة بسيطة وتتسم بالاحترام, فستجعلون من السهل ان يأتى اولادكم اليكم بأسئلة اخرى فيما تمضى السنون وتنمو حاجتهم الى المعلومات.
" يتبع "

#مجدى_زكريا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات