أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - حكومة العدالة والتنمية















المزيد.....

حكومة العدالة والتنمية


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 03:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ي حكومة,تشكلت بفوز حزب العدالة والتنمية بالأغلبية,فقد احتل الحزب
الديني لأول مرة في تاريخ المغربي السياسي,المرتبة الأولى,في سياق
الحراكات الإجتاعية التي تحولت إلى فعل سياسي,عصف بأنظمة سياسية,كانت
بعيدة كل البعد عن الديمقراطية,وفي الأخير كانت الحركات الدينية هي
المستفيد الأول من التحولات السياسية التي عرفتها هذه الدول,مصر تونس
وليبيا,فجنت ما زرعه غيرها,ليتأكد للعالم العربي,مدى تجدر الفكر
الديني,في وجدان وذهن الإنسان العربي,رغم انتشار الفكر الحداثي فيه,وتعمق
الفنون وتقدم الخطابات المتنورة,فتونس كانت دولة شبه علمانية,ولم تكن
مظاهر التدين مقبولة,بل إن البعد الشخصي في الديني فرض منذ أيام الحبيب
بورقيبة,كما أن التعليم بتونس قطع أشواطا بعيدة في تثقيف الفتاة وانفتاح
الفكر على ما هو إنساني بعيدا عن كل أشكال الإنغلاق السلفي رغم وجوده,كما
أن التجربة الفنية في مصر كانت محاصرة ثقافيا للفكر السلفي,إذ فرضت عليه
الإنحباس نسبيا في المساجد والأمكنة الخاصة بالأفراد أو الجماعات
الدينية,التي كانت تؤسس دورا للتجمعات شبه سرية,خاصة بحركة الإخوان
المسلمين,لكن حزب العدالة والتنمية استفاد من تجارب الحركات الدينية
بالمشرق,وأحسن توظيفها,فكيف تكيف مع الشروط المغربية بغايات مشرقية؟وكيف
استطاع إخفاء قوته والتحكم فيها إلى أن يضمن ثقة الحكم فيه؟وبماذا انتصر
في معركة اتهامه بمناصرة الإرهاب؟
1من الدعوة إلى السياسة
كل حركة دعوية,في عمقها هي ممارسة سياسية متدرجة,يختزلها السلفي بالقولة
التي يعتقد أنها حديث,يهدي الله بالسلطان أكثر مما يهدي بالقرآن.
ومحتوى هذه القولة واضح,إذ هو دعوة صريحة لممارسة السياسية,لأجل الوصول
إلى السلطة,أي تملك الدولة بغية فرض المشروع الإسلامي الديني على
المجتمعات العربية برمتها,وقد بدأ التمهيد له قبل ظهور كتاب معالم في
الطريق لسيد قطب,ولم يحسم النقاش فيه إلا بعد توالي الكتابات
الإسلامية,وكبار قادة الفكر السلفي,الذين دافعوا عن فكرة الإسلام دين
ودولة,مما سوف يترتب عنه,كون الشريعة هي القوانين المنظمة لعلاقة الناس
بالله,ولكن الأهم علاقة الناس مع بعضهم,ثم العلاقة مع الدولة والحاكم,من
هنا استفاد حزب العدالة والتنمية من تجربة الإخوان المسلمين,وفي الوقت
نفسه دافع عن خصوصية الفكر الإسلامي المغربي,تجنبا لمناوشات خصومه
السياسيين وكذلك رقابات الحكم,رغم أن العدالة والتنمية يدرك التاريخ
العنيف للشبيبة الإسلامية كتنظيم سري,لكنه راهن على ما سمي
بالمراجعات,والنقاشات التي قادتها حركة الإصلاح والتجديد,لتبدو رائدة
التخلص من الفكر الداعي للعنف وتربح ثقة النظام ومستشاريه,الذين يتوجسون
خيفة من الحركات الإسلامية.
2من الخوف إلى التخويف
كانت حركة التوحيد والإصلاح,واضحة الملامح,فهمها هو توحيد الحركات
الدينية,هذا شعار موجه لكل التجمعات الدينية,بمختلف مشاربها
وتوجهاتها,عدا تلك التي تعتقد أن لها القدرة على تملك الدولة بالقوة
والعنف,ولذلك حدد غايتها السياسية,واعتبرت أهم ملامح الحزب السياسي
المعبر عنها,وهي الإصلاح,وقبل أن تصل لهذه المرحلة,كانت لديها تخوفات من
مضايقات النظام,ومن ردود فعل حتى التشكيلات السياسية المغربية,وخصوصا
اليسارية منها,لكن اللعبة سرعان ما انقلبت,وصار الحزب,يخوف من المد
الأصولي العنيف,بعدما انفجرت الشوارع العربية بالثورات التي آلت في
الأخير لصالح الحركات الدينية,فبدا حزب العدالة والتنمية بمثابة الخلاص
من البديل العنيف,وهو المرشح أكثر من غيره لاكتساب ثقة الجماهير
الثائرة,والتحكم العاطفي فيها,خصوصا عندما يرفع شعارات من منطلق أنه حزب
إسلامي,لم يسبق له أن كان في الحكومة أو تحالف مع أية أغلبية,يمينية أو
يسارية,هنا صار حزب العدالة والتنمية صوت الخلاص,بالتحكم فيه يتم ضبط
إيقاعات الشارع المغربي,كما أن له القدرة على الحوار مع الحركات
الإسلامية الراديكالية,وأهمها العدل والإحسان,التي دعمته انتخابيا دون
التصريح بذلك علنا.
3من الهيمنة إلى السيطرة
كان الفكر الديني منتشرا في المغرب قبل ظهور الحركات الإسلامية,لكن
كتابات الإخوان المسلمين والحركات الوهابية,غزت الذهنية المغربية,إبان ما
عرف بالجهاد الأفغاني,وصراع الحركات الجهادية ضد ما عرف بالمد
الشيوعي,بحيث كان التحالف مع المسيحيين الأمركان واجب يوحي بضرورة محاربة
الوثني قبل أتباع الديانات التوحيدية,وقد خدع الكثير من المسلمين بهذه
الأسطورة,التي مهدت لها السعودية وحلفاؤها من الدول الخليجية العربية,من
هنا استمد حزب العدالة والتنمية هيمنته على المتدين المغربي,بحيث بدا قبل
التحول إلى حزب كجماعة تناصر المسلمين المظلومين في كل بقاع الأرض,وتحاول
مد يد المساعدة للمحتاجين منهم والضعفاء,وبعد الإنخراط الفعال في
السياسة,تحولت الهيمنة إلى سيطرة,وصارت هناك آليات التحكم والفرز مع
ضرورة الإنصات للقرارات وتنفيذها والمحاسبة,ليمتد ذلك إلى الحكومة,من
خلال عدم تفعيل المتفق حوله مع الحكومة السابقة,من قبيل التوظيف
المباشر,والتراجع عنه أمام توصيات الإنصاف والمصالحة,التي لم يعتد بها في
الملفات الكبرى,فاستجابت لها حكومة بن كيران في مسألة تشغيل سكان الصحرا
من ذوي الشهادات العليا.
4من الحكم إلى التحكم
أمام الصلاحيات التي وسعها الدستور الجديد,وجد حزب العدالة والتنمية
نفسه, أكثر قدرة على التصرف,والمحاججة لممارسة صلاحياته كحزب أغلبي,أكثر
من كونه حكومة,برئيس حريص على تجسيد ما لا يضر بتحالفه,بحيث يمهد دائما
لوزرائه بالتنصل من الملفات الشائكة,ليتورط فيها غيرهم,بينما يكتفي هو
بتسجيل النقاط الرابحة في معاركه ضد الهشاشة والفقر,وبعض الرتوشات,التي
كيفما كانت بساطتها فإنها تترك أثرا لدى المواطنين وعامة الناس,وتتم
نسبتها لحزب العدالة والتنمية دون ذكر الحكومة والأحزاب المشكلة لها.
هكذا تكون حكومة العدالة والتنمية,حكومة حزب ديني لا يفكر إلا في كسب
النقاط على حساب المتحالفين معه أكثر من ربح رهان التنمية والتقدم,وكأن
الحزب يخفي برنامجا بديلا يستعد لتطبيقه عندما يفوز وحده في انتخابات
أخرى ويكون حاصلا على الأغلبية المطلقة.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الدولة في المغرب
- سلطة الريع في المغرب
- الثقافة واليسار المغربي
- التعليم الخصوصي في المغرب
- إسلامية اليسار المغربي
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات
- مغرب التوقفات
- متاهات مغربيبة
- الحركة النسائية في المغرب
- يسارية المثقف
- بؤس اليسار المغربي
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة
- الإسلاميون في المغرب
- تأثيرية بن كيران
- الإسلام والقبيلة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - حكومة العدالة والتنمية