أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - الى متى يبقى البعير على التلِ














المزيد.....

الى متى يبقى البعير على التلِ


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان كتاب القراءة للصف الاول الابتدائي قد اعطى جوابا حاسما وقاطعا للتساؤل الذي يطرحه عنوان هذه السطور حيث حدد المساء كزمن اقصى لمكوث البعير على التلِ ولأجل اضفاء الصورة القطعية على هذه الاجابة نرى ان الصفحة نفسها قد تضمنت تساؤلا أخر لايمت للتساؤل السابق بصلة عندما رغب السائل في معرفة من الذي كوى رداءه فنال مراده هذه المرة ايضا حيث جاءه الجواب سريعا في ان ( سلمى ) هي التي انهت المهمة وكوَت الرداء. قد يرى البعض غرابة في مغزى ايجاد علاقة بين درس القراءة لأطفال ابرياء وبين لعب السياسة التي لم تكن البراءة باي حال من الاحوال احدى سماتها الرئيسة لكن الكثيرون يتفقون معي في اختبار كل طرق واساليب العلاج للمتوعكين والمرضى من السياسة العربية بشكل عام والعراقية بشكل خاص املا في ان يفعل ادب الاطفال ماعجز عن فعله ادب الكبار

لقد اوجدت حالة العالم احادي القطب بعد انهيار المعسكر الشيوعي وانتهاء الحرب الباردة حاجة ملحة لديناميكية فعالة في الاستجابة لمتغيرات السياسة العالمية وضرورة استقراء ملامحها المستقبلية لبناء خطة واقعية متكاملة تحدد على اسس علمية الامكانيات المتاحة فلا تتورط القيادة السياسية في معارك محسومة النتائج سابقا كما لا تظهر في الوقت نفسه بمظهر التابع الذليل الذي ينتظر الرسالة - التي اصبحت تقرأ علانية ولا ترسل بواسطة مندوبين - ليبدأ بتطبيقها حرفيا. اذا كانت الحرب الباردة قد كفلت لعدد من الدول والمنظمات فرصا جدية سمحت لبعير الموقف السياسي لتلك الدول والمنظمات من التواجد لزمن اظافي بعد المساء على التل لا بل التحجر هناك بعد ان وِِفِرَت له كل مستلزمات الوقاية والامان فان انتهاء تلك الحرب الباردة اوجد حاجة جدية للتفكير احيانا بسحب ذالك البعير ونقصد به النظام السياسي قبل المساء احيانا حفاظا على امنه وسلامته حيث نرى ان روسيا نفسها تتحاشى في بعض الاوقات اخراج - بعيرها - تجنبا لاصابته بالزكام

وهكذا كانت التجربة العراقية فرصة ثمينة للكثيرين في ضرورة التنبه الى زيادة سرعة استجابتهم وتفاعلهم مع متطلبات التنين الامريكي حيث اصبح خطاب او تصريحات الرئيس الامريكي بمثابة رسائل – مسجات – فورية ترى طريقها للتطبيق حتى اصبح البعض يتنافس في اظهار سرعة الاستجابة وهذا ما حدث قبل ايام اثناء زيارة الرئيس الامريكي للاتحاد الاوربي حيث اعطى خطابه هناك تعليمات شاملة اصبحت في الايام التي تلته خطة عمل للكثير من زعماء العالم فاسرع الرئيس المصري الى الاعلان عن اجراء تغيير في االقانون المصري فحلَ الانتخاب محل الاستفتاء في اختيار الرئيس كما اعلنت سوريا عن رغبتها في الانسحاب من لبنان بدون شروط وتأييدها للجهود المبذولة من قبل السلطة الفلسطينية والحكومة الاسرائيلية للوصول الى ( السلام المنشود ) ودفعت برأس سبعاوي واخرين من قياديي النظام السابق في العراق عربونا لصداقة تهدف من خلالها المحافظة على – بعيرها – اما ايران وروسيا فكانت لهما هدية مشتركة للرئيس بوش تمثلت في توقيعهما على معاهدة اعادة الوقود المستنفذ الى روسيا والذي سيتم استخدامه في محطة بوشهر الذرية كما ارسلت كوريا الشمالية لشقيقتها الجنوبية راجية اخبار الولايات المتحدة عن استعدادها للعودة الى المباحثات السداسية.

انه لغريب ومؤسف حقا هذا الذي يفعله بعض الجيران والاشقاء وبعض الفضائيات في التحريض على بقاء البعير العراقي او العملية السياسية في العراق على التل بحجة الصمود في الوقت الذي اصبح – بعير – هذه الدول يعمل على ( الريمونت كونترول ) حيث لمسة يد بسيطة كافية للتحكم في خروجه ودخوله تبعا للظروف المناخية الدولية. لقد ان الاوان للعراقيين الذين ذاقوا الامرين بسبب اظطرارهم على تقديم ثمن باهض نتيجة اخطاء تاريخية ارتكبها بعيرهم السياسي لدوافع عديدة ان يستخلصوا الدروس من تلك التجارب المريرة وينطلقوا في سياسة جديدة تتماشى مع روح العصر وتلبي اولا وقبل كل شئ الحاجات المشروعة للشعب العراقي حيث تضع مصلحة هذا الشعب وامنه واستقراره وازدهاره فوق كل اعتبار. ما دمنا نعمل بقانون الفعل ورد الفعل فليكن العرب والجيران والعالم فداءّ للعراق بعد ان بقي العراق لعقود فداء لكل اؤلئك

قد يتصور البعض مخطئا ان هذا يمثل جبنا و دعوة لقبول الاحتلال ولكن الاحداث الدراماتيكية التي تحدث في لبنان تعطي درسا طازجا في كيفية الوصول الى الهدف بتضحيات محدودة حيث هاهي المظاهرات السلمية اكثر فعلا من عشرات المفخخات وهي في طريقها الى اخراج جنود الاحتلال بعد ان اسقطت الحكومة كما يشير الدرس اللبناني الى ذكاء المعارضة وفطنتها السياسية في التحكم بخروج ودخول – بعيرها – تبعا للمتغيرات وبالشكل الذي لايسبب الانتصار المرحلي غرورا يكون سببا لنكسة قادمة
ترى متى يتعلم اطراف اللعبة السياسية في العراق على اختلاف خلفياتهم فن ضبط حركة خروج بعيرهم السياسي الى التل وعودته منه ويدركون ان الخروج والعودة كلاهما فطنة وشجاعة في توقيتهما . ان ذالك ليس امرا هينا على اطراف اللعبة في العراق طالما انهم قد انقسموا الى فرعين رئيسيين الاول وجد في التفخيخ والارهاب اسلوبا اعتنقه والثاني لاوقت لديه لكي يحك رأسه فهو مشغول حتى النخاع في كيفية تقسيم الكعكة التي فاز بها مؤخرا



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمعية الوطنية العراقية - شركة النقل العام
- كوريا الشمالية ترتدي المعطف لحماية ملابسها الداخلية
- اغتيال الحريري والشرق الاوسط الكبير
- وقفة مع المرجع الانتخابي اية الله فريد ايار
- سياسة كسر الظهر وصراع تجار المخدرات
- الائتلاف العراقي الموحد في الفخ
- - دعاية بعد الانتخابات - اياد جمال
- الانتخابات --- ميدالية قفز الحواجز
- يا مرشحنا دوس بنزين عل المِيَة وتسعة وتسعين
- المنصب في العراق هذا الهم الذي يتصارعون من اجله
- الاحزاب الخضر النائمة المُنوَََّمة
- كفى دور السمك الماًكول والمذموم
- شيراك - علّمهم اصول الحب
- الابرياء ضحايا المهزلة
- الدكاكين السياسية العراقية اصحاب بسطات ام وكلاء للحصة التموي ...


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع بتي حنا - الى متى يبقى البعير على التلِ