أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)














المزيد.....


ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 09:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لقاءُ ولايةِ الفقيه والقاعدة هو ثمرةُ نمو الاتجاهات العنفية الاجتماعية(الفاشية) في كلا الجانبين.

لقد رأينا عجزَ المجتمعِ الفارسي المحافظ عن تنمية الاتجاهات الديمقراطية البرجوازية، وعدم تعميقه للثورة المشروطية الديمقراطية في بداية القرن العشرين، وصعود المحافظين العسكريين والدينيين، عبر حكم الشاه، وكان نمو الاتجاهات الهتلرية والفاشية في أوروبا مؤثرا في النخبةِ الحاكمة نحو الاتجاه للهتلرية، فكان تغيير اسم الدولة من فارس إلى إيران مظهرا لذلك، وراحت الأفكارُ المنتجةُ في ألمانيا خاصة بالاستحواذ على بعض المفكرين سواء من العلمانيين أو الدينيين، حيث الجذور القومية المتصلبة الرافضة للنمو الديمقراطي الغربي وهنا توسعتْ عبر الهيمنة القومية على الشعوب غير الفارسية، وغدت الأداةُ العسكرية الحكومية هي المهيمن الوحيد على المجتمع، وكان النفوذ الغربي والخطر السوفيتي ثم نموذجا الاتحاد السوفيتي والصين المجاورين كنظامين رأسماليين حكوميين شموليين، كلها لها أثر في صعود نموذج الدولة القومية الفاشية الإيرانية.

وهو أمرٌ تجسد في سرقةِ الثورة الشعبية من قبل الجماعات القومية المختلفة التي ارتدت أزياء ايديولوجية متعددة، لكنها كلها صعّدت نموذجَ الدولة العسكرية الشمولية، التي وجدتْ في ذبحِ الليبراليين واليساريين الزائفين وجباتها الشهية الأولى، ثم توسعت في الحرب مع العراق توسعا هائلا، ومن ذاك الحين راحت تطيح ببقايا الليبراليةِ الدينية في النظام.

فيما جاءت القاعدةُ من أصولٍ مختلفة، من نمو الحنبلية والسلفية وآراء ابن تيمية في العراق والشام، ومن تغلغلها في الصحارى العربية، فلقد كان ظهورُ هذه الفِرق معبرا عن صعود دور العرب البدو المسلحين المنطوين على ذاتهم الاجتماعية المحافظة بتكويناتها الثقافية الرافضة للخارج، والذوبان في الحداثة ولأثر المجابهة في الحروب الصليبية والتدخلات الأجنبية بأشكالٍ دينية قديمة.

كانت النصوصيةُ الشديدة ورفض الاجتهاد هما عودةٌ كلية للبداوة، وكان صراعها القومي المتواري مع الفرس يتجسد في رفضها للصوفية والفلسفة والمنطق ففتحت الأبواب للنصوصية الحادة وللاعقلانية الاجتماعية بإدخال الأساطير والغيبيات المتطرفة المتوارثة بين العوام، وتحويل كل هذه الثقافة لعنفٍ ومجابهة للمختلف، ولهذا حدثت العودة لأعماق الجزيرة العربية حيث يوجد جمهورٌ كبيرٌ لهذه الثقافة.

وبتواصلِ وجودِها وتحولِها لجماعاتٍ مسلحة واستمرار استهدافها للتحولات الحديثة البسيطة ثم دخولها في التنظيمات السرية والمشاركة في حرب افغانستان، غدت قوة سياسية حربية.

إن قوى عديدة غنية تعيشُ الحياة التقليدية نفسها والاهتمامات(الجهادية) نفسها، وتغذي مثل هذا المشروع فغدا الانغلاق الذاتي والحفاظ على التكوين التقليدي يتداخلان ويتعاونان مع بلدان ومناطق إسلامية تعيشُ نفس ظروف الانغلاق والمحافظة وعدم القدرة على التحديث والديمقراطية، فتحولُ شعارات النضال ضد الاستعمار إلى قمعٍ داخلي على مستوى الحياة المدنية والأسرية.

توحدُ المواقفِ ضد الحداثة والعقلانية السياسية الاجتماعية وتفاقم المواجهات مع العالم الخارجي والغرب أديا إلى تقارب المواقف في بعض المحطات السياسية المشتركة، ورغم أجواء اللاعقلانية والاحتفاليات الدينية التجسدية، والنصوصية الحادة المغايرة، والتباين الشديد في رؤى الرموز الإسلامية وفهم التاريخ الإسلامي، فان مواقف العنف ومواجهة عالم الحداثة بالشمولية والانغلاق، جعل من هذين الفريقين المتباعدين يلتقيان في مواجهة الثورة الديمقراطية التحولية التي تخضلا العالمَ وتدخلُ الأريافَ والبوادي في خضم التحديث، ولكن ليس ثمة سوى العنف، يوجهُ لعزل الشعوب، أو ينقضّ بهجماتٍ متعددة على المختلفين، وتتنامى العزلة في الكهوف وفي البلد المّور، ويمنعُ تطور الثورات الديمقراطية العربية، ويُرفض الاجتهاد الفكري والسياسي، ولا يُعترف بالأنظمة السياسية المستقلة ويعيش الطرفان في ملكوت الطائفة المسيجة ضد التغيير والديمقراطية والتقدم والإنسانية. وليس ثمة حدود للعنف لديهما ولا اعتراف بحد معين للقوة والقسوة في سبيل بقاء الدم السياسي الايديولوجي نقيا لا يُلوث بحداثة عصرية.

وبغياب المرونة يغدو الانكسار في خاتمة المطاف نهاية حتمية للطرفين ولكن الخشية من جر أطراف كثيرة لحومة هذا المستنقع الدموي الواسع وهو أمر يؤشر حتى لحرب كبر.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولاية الفقيهِ والقاعدة (١-٢)
- القيمة في التوحيد
- بنتُ الشاطئ وأبوالعلاء المعري
- تحرك عربي ماركسي ديني (٢-٢)
- تحركٌ عربيٌّ ماركسيٌّ دينيٌّ ´- 1
- ثورة وثورة مضادة
- حقوقُ الإنسانِ والعقلُ السياسي التحديثي
- عنفُ ما قبل الحداثة
- جانبا التشكيلة يمرضان
- الثالوثُ العسكري وفجائعُ الحروب
- الاصطداماتُ الثقافيةُ الدينية
- مشروعٌ متأزمٌ
- القوميتان والصراعُ الاجتماعي
- هل يسرق الإقطاعُ الديني الثورات العربية؟
- أنماطُ التحالفاتِ بين القوى الحديثة
- التشكيلةُ لها تاريخٌ
- العربُ وفشلُ التجريبِ السياسي
- القوميات الكبرى والأفكار
- خنادق وهميةٌ
- الأممُ الكبرى العسكريةُ في الشرق


المزيد.....




- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - ولايةُ الفقيهِ والقاعدة (٢-٢)