أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاد علي أكبر - مراجعات ذهنية بسيطة...















المزيد.....

مراجعات ذهنية بسيطة...


فؤاد علي أكبر

الحوار المتمدن-العدد: 3869 - 2012 / 10 / 3 - 09:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يُذكر الله في وطن مثلما يُذكر في أوطاننا ولا من طمأنينة.. لايُرفع الدعاء في وطن مثلما يُرفع في أوطاننا ولا من مستجيب..

فما هي الحكاية؟

في أوطاننا يُظلم الناس ويُقهرون وبدلاً من أن يَعملوا على دفع الظُلم والوقوف بوجهة الظالم فهم يُعجبون بالظالم وقسوته ويسألون الله في أنفسهم أن يَلطف بهم والله لا يستجيب.. في أوطاننا يُذل الناس ويُهانون كل يوم وبدلاً من أن يثوروا لكرامتهم المهدورة ولايقبلوا بالإهانة فهم يتذلَّلون للمُهين ويطلبون من الله أن يُلقي المحبة في قلوب المتجبرين والله لايستجيب.. في أوطاننا يُعتقل الناس ويُعدمون ويُبادون بالآلآف وبدلاً من أن يفعلوا شئ لأنقاذ أنفسهم وإخوانهم ويدافعوا عن بعضهم فَهُم يصفقون للطغاة ويتوجهون إلى الله بالدعاء أن يُلين قلوب المجرمين وأن لايُريهم مكروهاً والله لا يستجيب.. في أوطاننا يُساق الناس إلى الحروب والمحارق والمهالك وبدلاً من أن يرفضوا العدوان ويتمسكوا بالسلام والمحبة ويحافظوا على حياتهم وحياة أبناءهم فهم يُطيعون البغاة ويتوسلون بالله أن لايغضب عليهم ويَنصرهم ويعيدهم سالمين والله لايستجيب.. في أوطاننا يَصعد الأراذل والأشرار والمنافقون والدجالون واللصوص على أكتاف الناس ليحكموهم ويتسلطوا على رقابهم وبدلاً من أن يُسقطوهم ويُعيدوهم إلى الحضيض الذي جاءوا منه فهُم ينحنون لهم ويمكنونهم من رقابهم ويقولون لله ربنا لاتسلط علينا أشرارنا والله لايستجيب.. في أوطاننا يُجوَّع الناس وتُسرق ثرواتهم وخيراتهم وبدلاً من أن يدافعواعن قوتهم وقوت أجيالهم ويصونوا نِعَمهم فهم يرضون بالفُتَات وبما مَنَّ عليهم اللصوص ويطلبون من الله أن يُشبعهم من رزقه والله لايستجيب.. في أوطاننا يُلقن الناس على الإلتزام بالموروث وبدلاً من أن يُفكروا ويتقدموا فَهُم يُمجدون المتخلفين ويتمسكون بالماضي ويطلبون من الله أن يغير حالهم إلى أحسن حال والله لايستجيب.. في أوطاننا يُستغل الناس في إيمانهم بالله وفي معتقداتهم وبدلاً من أن يحافظوا على أيمانهم ويَعصموا أنفسهم من الإستغلال فهم يُبيحون أنفسهم للمُستغلين والمتاجرين بالدين ويتقربون لله من خلالهم والله لا يستجيب.. في أوطاننا يُحرض الناس على القتل والحقد والضغينة والكراهية فيما بينهم وبدلاً من أن يمقتوا ذلك ويقفوا صفاً واحداً ضد من يفرقهم فَهُم يستسيغونه ويطيعون من يحرضهم ويتوجهون إلى الله أن يجمع شملهم ويَقيهم شرالفِتْنَةُ والله لايستجيب.. في أوطاننا يُزج بمرضى العُصَاب واليائسين والجهلة بين الناس ليَقتلوا أنفسهم والأبرياء من حولهم وبدلاً من أن يُعالجوا ويُعاقب مُحرضيهم فَهُم يُلقبون بالشهداء أو الإرهابيين ويُدعى لهم بالجنة أو تصب عليهم اللعنات والله لايستجيب.. في أوطاننا يُقتل الناس جزافاً في كل مكان وبدلاً من أن يَنبَّذَوا العنف والتطرف ويُطاردوا الجناة ويَقتصّوا منهم فَهُم ينتقمون من بعضهم ويهرعون إلى أوكار المجرمين ويرفعون أيديهم إلى الله أن يمنحهم القوة والرَّهبة والله لايستجيب.. في أوطاننا يُذبح الناس على الإسم والشكل والملبس والمدينة والرأي والشعور والعاطفة والدين والمذهب والعقيدة والعرق وبدلاً من أن ينتصروا للضحايا ويُدينوا الجاني فَهُم يُلقون باللَّوم على الضحية ويَلتمسون العذر للقاتل ويريدون من الله أن ينصرهم على الظالمين والله لايستجيب..

والنتيجة...!

لايُظلم الإنسان في وطن مثلما يُظلم في أوطاننا ولا من مغيث.. لا تُغتصب الطفولة في وطن مثلما تُغتصب في أوطاننا ولا من معين.. لا تُهان المرأة في وطن مثلما تُهان في أوطاننا ولا من منصف.. لا تُنتهك الحرية والكرامة والحياة مثلما تُنتهك في أوطاننا ولا من ذائد.. لايُحارب الفكر في وطن مثلما يُحارب في أوطاننا ولا من رادّ.. لا يُقدس الجهل في وطن مثلما يُقدس في أوطاننا ولا من هاد.. لا يُقتل الأبرياء والمساكين والشرفاء والأحرار والخيرين في وطن مثلما يُقتلون في أوطاننا ولا من ناصر.. لا يُورِّث الطغاة والدجالين والمجرمين والمنافقين والمتملقين في وطن مثلما يُورِّثون في أوطاننا ولا من صالح..

وأخيراً...

في أوطاننا يَتصوَّر الناس بأنهم مذنبون وبدلاً من أن يدركوا بأنهم ليسوا سوى ضحايا وعليهم أن يتخلصوا ممن يظلمهم ويضللهم ويستغلهم فهم يجلدون ذاتهم ويجودون بما لديهم للجناة أبتغاء مرضاة الله والله لا يستجيب.. وفي أوطاننا الكثير والكثير مما يُنذر بالأسوء والخطير



#فؤاد_علي_أكبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين أكبر منزلة من الله والإنسان...!
- * اقْرَأ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ
- نِيران البوعزيزي تَصلِية سَعير وحُجُب دُخَان عن حَقيقة الكَث ...
- صاحب الزمان والسفياني أسلحة الربيع الطائفي لأبادة شعوب المنط ...
- الربيع الطائفي يحرق آخر أوراق الخريف الديمقراطي العربي
- لِنَعُد لِسِيرَتِنا الأُولى
- متلازمة ستوكهولم والمغرمون بصدام ومن على شاكلته من مجرمين وح ...
- المُتَدَيِّنون أَكثرُ جُرْأَةً عَلى الله
- نَزَغات الشَيطان العُظمى
- رِسالة إِلى ...فَخامَة دَولَة رَئيس مَعالي سَماحَة السَيد ال ...
- كُلُّكُمْ رُعاع وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ قَتلِ رَعِيَّتِه ...
- حَدَّثَني شَقيقيَ المَجْنُون...
- الديمقراطية العراقية وأنتاج البدائل الصدامية
- على قارعة الطريق ...
- جرائم لاتحضا بأهتمام الأنام والحكام والإعلام في العراق
- أشكالية المكون الكوردي الفيلي في المشهد العراقي
- مطلوب عشائرياً...!
- الكورد الفيليون ..أزمة لغة أم لهجة أم وطن؟
- إِغتِيال وَطَن
- التَزمُّت الديني ودوره في تخريب البُنية الأخلاقية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فؤاد علي أكبر - مراجعات ذهنية بسيطة...