عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3868 - 2012 / 10 / 2 - 21:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد كنا قد كتبنا في مقدمة كتابنا (أزمة التنوير) عرضا للموضوعات التي تناولناها كتمهيد نظري تاريخي،.لولوج موضوعنا عن أزمة التنوير منذ خمسة عشر عاما في الطبعة الأولى، التي لا بد منها لكي نتلمس أفاق مستقبل التنوير عربيا، ليمكن تناوله في نموذجه الخصوصي السوري اليوم، حيث قسمنا الكتاب إلى قسمين : القسم الأول يتصل بمشكلة التراث بين الخطاب النهضوي التنويري والخطاب العربي المعاصر النكوصي عن روح وحلم التنوير، الذي شغل المثقف النهضوي التنويري منذ القرن التاسع عشر، حيث حلم فرح انطون منذ عام 1903، وذلك عندما نشر كتابه عن (ابن رشد) ،بأن يأتي اليوم الذي لا يبقى على وجه الأرض من يحتاج إلى موضوعه ...وهو الكتاب الذي أثار أرقى نقاش نظري عن العلمانية والإسلام حتى اليوم ،وذلك على حلقات في مجلة (الجامعة) بين فرح أنطون والإمام محمد عبده الذي لم يسفهه أو يتعالى عليه بموقعه الديني العالي،ولا على موضوعه حينها وهو إمام ألأمة ...
ومن ثم حلم الكوكبي المعبر عنه بخاتمة كتابه (طبائع الاستبداد ) في ذات الزمن، أي الزمن الذي عبر فيه فرح انطون عن أمنيته في أن يصبح كتابه (ابن رشد) بلحظة قادمة كتابا متقادما (مضجرا ومملا) للأجيال القادمة التي ينبغي أن تكون قد تخطت أفكاره، لكن الكواكبي (البركاني المزاج والرؤية )، يعبر عن حالة الضجر الفكرية والتأملية لأنطون، بنبوءة أن كلماته إذا كانت حينها ( كلمات حق وصيحة وفي واد ، إن ذهبت اليوم مع الريح قد تذهب غدا بالأوتاد) ...نعم الثورة السورية في سياق الربيع العربي، تحقق الحلم التنويري لفرح أنطون والكواكبي، حيث ثقافة النت الكوكبية والثورة المعرفية المعلوماتية، تجعل من كتاب أنطون عن (ابن رشد ) مضجرا للعقل الحداثي، وأن كلمات الكواكبي إن كانت من قبل صيحة في واد، فإنها مع جيل أحفاده المتشبعين بحساسية الثقافة الحقوقية الكونية الديموقراطية الحداثية المؤسسة كونيا على اقتصاد المعرفة، ستذهب بكل الأوتاد .... عقلا حديثا وضميرا مثقلا بالكرامة والإباء، وإرادة تاريخية تستمد معاني صلابتها من إرث حضاري متنوع الثقافات والديانات والمذاهب والجنسيات والأعراق ...الذي لن تستطيع أن تقوضه الهمجية الأسدية ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟