أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - المجتمع العدواني..والذهان














المزيد.....

المجتمع العدواني..والذهان


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 20:39
المحور: المجتمع المدني
    



يعني (الذهان) مجموعة الامراض العقلية، واكثرها شيوعا الفصام (الشيزوفرينيا)، ويعني (العصاب) مجموعة الاضطرابات النفسية، واكثرها شيوعا هو الاكتئاب. والفرق الرئيس بينهما هو أن الذهاني يفقد اتصاله بالواقع ويكون سلوكه غريبا وشاذا، وتفكيره مضطربا، فيما يبقى العصابي على اتصال بالواقع بالرغم من شعوره بالضعف وسوء التوافق مع نفسه ومع الآخرين.
والحالة التي تثير الانتباه ان الاحصاءات العالمية تشير الى ان نسبة الاكتئاب في المجتمعات المتحضره وبضمنها الصناعية اعلى منها في المجتمعات المتأخرة حضارة، فيما نسبة الذهان والبارانويا في المجتمعات المتأخره اعلى منها في المجتمعات المتقدمه.
والنقطة الجوهرية هنا هي ان نسبة الشفاء والخلاص من الاكتئاب، تكون اعلى من نسبته في حالات الذهان..ما يعني ان فرصة خلاص الفرد من العدوان الموجه الى الذات في المجتمعات المتحضرة تكون اكبر من فرصة انحسار العدوان الذي يرتبط وجوده بوجود حالات الذهان في الفرد الذي يعيش في المجتمعات المتأخره.وأن المجتمعات المتحضرة تنمو فيها ثقافة تشجع على سلوك التسامح والتعاون والايثار،فيما تنمو في المجتمعات النامية ثقافة تشجع على العدوان،ولك ان تلحظ هذا في المجتمعات العربية وفي المجتمع العراقي تحديدا.
وطبقا لتدني المستوى الحضاري للمجتمع وشيوع المعتقدات المتخلفة، فأن اسقاطات العدوان لدى الفرد في المجتمع المتخلف تأخذ وسائل عديدة في ظهورها، كاتهام الفرد الذهاني غيره بمحاولات تسميمه او عمل السحر ضده. ولقد وجدنا في مستشفى الرشاد (الشماعية) اكثر من حالة بينها رجل بعمر الثلاثين قتل امه! متهما اياها بأنها تحاول تسميمه..فضلا عن ازدهار ثقافة العرافين والعرافات..ليس شعبيا فقط،بل وفضائيا ايضا!.
وهنالك فرق بين العدوان الاكتئابي والعدوان الذهاني. فعلّة المكتئب انه يعاني من حاجة وعوز الى حب الآخرين له، وأنه يعتبر نفسه مسؤولا عن هذا الفقدان، فيقوم بتوجيه العدوان نحو ذاته ليعاقبها، فيما اخفاق الذهاني في اقامة علاقات اجتماعية سليمة مع الآخرين، يدفعه الى توجيه العدوان نحوهم، معتبرا انهم هم السبب وليس هو في هذا الاخفاق. ولا يكون العدوان هنا جسديا بالضرورة، بل سلوكيا وفكريا، من قبيل اللامبالاة والغرور والكبرياء والتوجس وتسفيه الآخرين.
غير ان اخطر ما يتصف به الذهاني هو حساسيته المفرطة للنقد، لأنه يعتبر اي نقد يوجه له..من قبيل الاذلال والاهانة..بل انه قد يهول تصرفا بسيطا من آخر يختلف معه في الرأي، ويعطيه حجما من الخطورة يجعل الرد عليه بعنف امرا واجبا.
اليس هذا ما هو حاصل في مجتمعاتنا العربية..العدوانية؟!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكاليات في الدين والسلطة.ثانيا:السلطة (1-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (4-4)
- في سيكولوجيا الأزمة
- اشكاليات في الدين والسلطة (3-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (2-4)
- اشكاليات في الدين والسلطة (1-4)
- ثقافة نفسية(72):صراع الأدوار
- الأمراض النفسية في الأغاني العراقية
- المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا
- الوساوس الدينية
- ناجي عطا الله..في مجلس النواب العراقي!(فنتازيا)
- المسلسلات الرمضانية وفضائح السلطة
- بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي
- ثقافة نفسية(71):التوتر..يجعلك مريضا!
- ثقافة نفسية(70):جهازك العصبي في رمضان
- الأخصائيون النفسيون وثورات ربيع العرب
- آخر خرافات العراقيين!
- المتقاعد..بمفهوم العراقيين!
- ازدواج الشخصية العراقية – تصحيح مفهوم
- ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري


المزيد.....




- منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي ...
- بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ ...
- كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا ...
- بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
- تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم ...
- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - قاسم حسين صالح - المجتمع العدواني..والذهان