أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الكريم حسون - عادوا والعود غير أحمد















المزيد.....

عادوا والعود غير أحمد


علي عبد الكريم حسون

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 18:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عادوا والعود غير أحمد .....
علي عبد الكريم حسون
--------------------------
الرئيس ( مام جلال ) يعود بعد غياب ثلاث أشهر , وجرابه خاوي . الرئيس الآخر رئيس القائمة العراقية يعود أيضا إلى مجلس النواب , والذي هو عضو فيه , بعد غياب أكثر من سنتين , ولكن لأقل من ساعة , يطّل فيها , موزعا إبتسامة عضوض على فرصة لم يحسن إستثمارها . والرئيس الآخر لمجلس الوزراء , قابع في حصن منطقته الخضراء , محاطا بمستشاريه العسكريين والمدنيين , الذين خرجوا من تنظيمات البعث المقبور : الشعبة والفرقة والعضو العامل , مغيرين ولائهم , واضعين خبرتهم القمعية تحت تصرف الحاكم الجديد , خالقين منه ديكتاتورا يتماهى مع سلف مقبور . رئيس رابع لمجلس النواب , الذي يديره بطريقة آمر القطعة العسكرية زاجرا هذا وحاجبا عن آخر حق التكلم , فنشاهده مغيرا لمواقفه وتحالفاته وعينه على الموصل أكثر مما على العراق , آملا بإستعادة مجد عروبي أفل منذ زمن بعيد .
سيناريو سحب الثقة تراجع ليحل محله أكثر من سيناريو , فها هو قانون البنى التحتية ذو الورقتين فقط , بفحواه , التي يطلب فيها رئيس الوزراء , الذي تنازل وجاء للمجلس , عارضا إياه , مهددا بالويل والثبور , إذا لم تجري الموافقة عليه . يطلب الرجل ومن ورائه , أفواه فاغرة أشداقها , مليارات تصل للأربعين $, برسم رهن نفط العراق لشركات لم يسمّها ولم يشخصها , ولمشاريع تحمل عناوين السكن وبناء المدارس والخدمات والصحة وووو ... ولكن بدون تفصيل .
هذا الطلب الفريد من نوعه , على نطاق الكون كله , فالمائة والتسعين دولة في العالم , لم ترهن موردها الرئيسي أبدا . وجميع الدول الريعية , سواءا المعتمدة على مورد آحادي , أو على المساعدات والمعونات , لم تجرؤ على الرهن أبدا . ولم يجب السيد رئيس الوزراء وهو في نهاية دورته الثانية : لماذا لايلجأ لأستثمار موارد ميزانيته الهائلة ذات المائة مليار $ وبسعر برميل مفترض ( 85 $ ) ومباعا بأكثر من 100$ . وميزانيات البلد منذ 2004 ولغاية 2012 بلغت أكثر من 500 مليار $ ؟؟؟؟ .
سيناريو آخر وهو قانون العفو العام , والمساومات حوله بالتصويت عليه سلة واحدة مع قانون البنى التحتية . وفرحة وشماتة الآخرين ضده , بعد حادث هروب سجناء تكريت .
المزاج الجماهيري على أشده من التذمر ولكنه غير منظّم عبر مظاهرة أو إحتجاج أو إعتصام , ليتوحد بإتجاه التعسف والظلم والأجحاف .
يلاحظ أنه بدأت في الفترة الأخيرة , تنامي ظاهرة سيطرة الميليشيات المسلحة التابعة لأحزاب دينية , بالهيمنة على بعض المناطق وخصوصا في أحياء الوشاش والحرية والشعلة . حيث كان لعصائب أهل الحق نفوذ واسع عليها , يقابله نفوذ ولكن أقل للمجلس الأسلامي ولمنظمة بدر . ولكن بموازاتهم , ينافسهم تيارهم الأم , الصدريين وجيشهم جيش المهدي , والذي يظهر أحيانا مستعرضا أفراده بدون سلاح , أو يصطدم مع من إنشقوا عنه من العصائب بالسلاح , كما حدث في الشعلة مطلع الشهر الحالي .
هناك نشاط إنتخابي أولي لترشيح عدد لأنتخابات مجالس المحافظات والأقضية والنواحي . ينشط فيها التيار الصدري . حيث يجري تعليق بوسترات وبالحجم الكبير للمرشحين , أو للدعاية العامة وفي أماكن بارزة , جابهتها القوى الأخرى المنافسة بالتمزيق . وفي هذا المجال الأستباقي للأنتخابات تنشط أحزاب الأسلام السياسي الشيعية في بغداد , باللجوء الى الرشاوي للمواطنين والعوائل , حيث قامت منظمة بدر بإعطاء عوائل مناطق ناحية عكركوف ( آلبو معيدي والزجابلة ) 3 كارتات موبايل فئة خمسة آلاف دينار مع دشداشة .
المواطنون عموما يعربون عن حالة الفشل الكبير للحكومة في ّأدارة الدولة بمرافقها كافة . حيث يشيرون لتركز إهتمام المسؤلين بشؤونهم السياسية والشخصية , مهملين الشعب الذي يعاني من تردي الخدمات والبطالة واستشراء الفساد .

الوضع الأمني في, بغداد الكبرى , متدهور بشكل مريع بالمفخخات والعبوات الناسفة واللاصقة والأغتيالات التي لكاتم الصوت دور ( البطولة ) الأجرامية فيها . فهو يتجول منتقيا ضحاياه من بين أفراد السيطرات وضباط الجيش والشرطة وموظفي الدولة , لتستكمل سياراته المفخخة باقي المهمة السوداء ..... وحيث يكتفي من ينطق بإسم الحكومة أو الداخلية أو الدفاع , بالوصف فقط , ليزيد آلام ذوي الضحايا من هذه الكوميديا السوداء .
كان يوم التاسع من الشهر التاسع أيلول , هو يوم أحد دامي, حيث وصل السفاح المتجول , الى سوق الطيور في مدينة الحرية , ليصيب ويقتل , طيور الحمام والناس السابلة , فتتناثر أشلائهم صارخة وما من مجيب .,. وفي نفس اللحظات وبالتزامن , ينتقل الأرهاب , ليفخخ مطعم الرياضي الشعبي في الشعلة , ويسرع للوشاش حيث يفجر في الشارع الرئيسي لهذا الحي الشعبي صغير المساحة كثيف السكان , وقرب مقهى شعبي . فيستشهد 34 مواطنا , , وليجرح 30 مواطنا آخر . وبالتزامن أيضا يفجّر في ثلاث مواقع بمنطقة التاجي فيقتل ويجرح العشرات .
. لم يعد المواطن يقتنع بالتصريحات البائسة للمسؤولين والخبراء الأمنيين والناطقين الأعلاميين , فهناك جملة واحدة لاتتغير , بتحميل ( القاعدة ودولة العراق الأسلامية وفلول البعث ) المسؤولية . وهي وإن كانت صحيحة , فهي عمومية ليس فيها من الملموسية شيء . فأين الجناة والفاعلين والمنفذين والمخططين ؟؟ هل أتوا من كوكب آخر ليختفوا بعدها , منتظرين ليضربوا ضربة موجعة أخرى ؟ أين الجهد الأستخباري بالمعلومة الأستباقية ؟؟ إنها دائرة مغلقة ليس فيها من مخرج أمني .....
فحتى المناشير التي وزعت في بعض مناطق بغداد وعلى وجه التحديد في منطقة الدوانم بمدينة الشعلة والتي تحمل توقيع ( حزب البعث ) وبعنوان عائدون , كانت بظلمة الليل ونثرها على الأرض , حيث لم تكن لهم الشجاعة على توزيعها على الناس .
.
يعاني أهل بغداد عموما من ارتفاع مستمر ومتواصل في أسعار الفواكه والخضر والمواد الغذائية الأخرى كاللحوم والدجاج والبيض مما أثقل كاهلهم . علما أن سكان جميع المناطق وبدون استثناء هم من ذوي الدخل المحدود والمتقاعدين والكسبة والكادحين , فقصور الأغنياء وتجمعات ( مولاتهم ) واستثماراتهم , محصورة في مناطق محددة . فهم يتجهون للأستثمار ذو الربح السريع , مثل بناء الفنادق ( الكاظمية ) والمطاعم الفاخرة ( المنصور والعطيفية ) والمولات الهائلة ( الكاظمية والقادسية والمنصور والعطيفية ) والى المضاربة في أسعار قطع الأراضي وايجارات السكن . ولشراء القصور الضخمة والمسيجة والمحمية بأرتال السيارات والحمايا ت ( قصور بهاء الأعرجي وموفق الربيعي في الكاظمية وقصر محافظ بغداد في الشالجية وقصر أحمد الجلبي في البستان بالحرية ) .
لقد تزامن بدء العام الدراسي بعد شهر رمضان والعيد الذين أهلكا العائلة العراقية إقتصاديا , لتبدأ مرحلة تجهيز الأبناء الطلبة بالمستلزمات الدراسية من ملابس وأحذية وقرطاسية وغيرها , والتي كانت أيضا بأسعار باهضة ونوعيات رديئة الصنع , مما تسبب في إحلال خلل كبير في ميزانية العائلة المتواضعة .
نظرا للأوضاع الأمنية المنفلتة وغلاء أسعار المواد الغذائية والأستهلاكية وحالة البطالة لدى الشباب . فقد كان الأستياء والتذمر والأنزعاج واضحا من سوء الخدمات عامة وحالة الخناق التي أحدثها الجيش والسيطرات وعدم السماح لسيارات الحمل الناقلة لبضائع أصحاب المحال التجارية ومحلات البقالة . توضح ذلك في منطقة الوشاش وكذلك في ناحية عكركوف , التي يرفع فيها حظر التجوال بعد السادسة صباحا , مما يؤدي الى تأخر الفلاحين بإيصال محصولهم الى علاوي بيع الخضر والفواكه .



#علي_عبد_الكريم_حسون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلام عادل ودوره السياسي في العراق 1922 - 1963 / الجزء الثاني
- سلام عادل ودوره السياسي في العراق 1922 - 1963
- جلس النواب يبشر أهل العراق بخصخصة الكهرباء
- الرابع عشر من تموز 1958 ثورة أم انقلاب
- الشيوعيين العراقيين وموقفهم من الدين
- التشكيلة الأجتماعية الأقتصادية في عراق مابعد 2003
- في المشاهدة يجري قتل من يعزف الموسيقى
- يوم افترشت الثقافة الأرض في شارع المتنبي
- يوم إفترشت الثقافة الأرض في شارع المتنبي
- أربعة أيام أخيرة بإنتظار نهاية الحرب
- مابعد الثانية عشرة ليلا من يوم رفض الرئيس إنذار التحالف
- الناصري لقب تلقب به أبناء الناصرية
- معلمون في الأهوار 2 - 2
- معلمون في الأهوار
- أيام الجامعة في عهد الأخوين عارف
- أيام التلمذة وبدايات الانتماء
- الناصرية مدينة تؤبن أبناءها
- لتلميذ في قبضة الجلاد


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الكريم حسون - عادوا والعود غير أحمد