|
الكي اخر الدواء والقوة اخر سبل الاقناع
عبد الحكيم عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 12:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السلام عليكم ورحمة الله: قال من عمل في الطب ان اخر الدواء الكي فقديما عندما يعجز الاطباء في معالجة المريض بالاستطبابات المتوفره يلجؤون الى الكي بالنار وهو اخر اساليب العلاج واليوم يلجأ الاطباء الى الجراحه كحل بديل بعد فشل العلاج بالادويه وكذالك الانسان لجأ لااستخدام القوه كسبيل اخير للاقناع بعد فشل كل اساليب الاقناع بالتي هي احسن وكان اول من لجأ الى استخدام القوه الاباء في تعاملهم وتربيتهم لااولادهم بعد فشل اساليب الاقناع بالتي هي احسن في اقناع ابنائهم بالالتزام بتوصيات ابائهم واستخدم هذا الاسلوب حتى مع الحيونات فلذا نرى مروض الاسود يستخدم السوط في تعامله معهم لان بعض البشر لاتنفع معهم الاساليب الحسنه في الاقناع والتوجيه فمنهم اناس تخاف ماتختشيش وانا س لاتاتي الا باصك على ادمغتهم لانهم بلا ادمغه فلذلك نجد الكثير من الدول والممالك لجأت الى استخدام القوه كحل بعد فشل اساليب الاقناع بالمعروف وبالتي هي احسن ومنها الدوله الاسلاميه والتي كلفت بنشر دينها للناس كافه فهو دين أممي وعلى المسلمين الدعوة اليه وكان الاسلوب في الدعوه الى الدين بالتي هي احسن
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ( 125سورة النحل
وبعد ان فشل معهم اسلوب الدعوة بالتي هي احسن جاء اسلوب الدعوة الى الدين بالقوه
قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولايحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } [التوبة : 29 ]
اما من يدعي ان الاسلام او المسلمون جاؤوا لااحتلال الدول بالقوه والانتفاع بخيراتهم وسبي نسائهم ومن بعض فقهاء في الدين الاسلامي فمنهم من يدعى ان اسلوب الدعوة الى دين الله بالتي هي احسن قد نسخها الله ياآيات القتال فهم لايفقهون عن الاسلام شيئا وهم بلاء الامة الاسلاميه والاسلام والغريب ان منهم من يحمل شهادة الدكثوراه ونهج نهجهم وادعى ادعائهم ايضا من غير الفقهاء من يحمل شهادة الدكثوراه ايضا وبعضهم يقول يامسلمون انك جئتم لتحرروا البلاد وتدعوهم الى الاسلام فلماذا بعد ان حررتموهم ماعدتم ادراجكم من حيث اتيتم وتركتموهم يديورون بلادهم بانفسهم لماذا بقيتم حكاما عليهم وحتى اثبت لم يدعي هذا الادعاء بطلان دعواهم هذه انقل لكم محاورة دارت بين كسرى الفرس وبين احد المسلمين عندما قدم المسلمون الى فارس بجيوشهم للدعوه الى دين الله بعدما فشلت كل جهود الاقناع معهم بالتي هي احسن والتي تبين بشكل واضح ان ليس للمسلمين رغبه في احتلال اي بلد او الانتفاع بخيراته او سبي نساءهم او استعباد رجالهم
وعندما وصل الوفد إلى (المدائن) ودخلوا على كسرى سألهم ما جاء بكم؟ وما دعاكم لغزونا والولوغ ببلادنا؟ أمن أجل أننا تشاغلنا عنكم اجترأتم علينا ؟… فأجابه (النعمان بن مقرن المزني)، مذكـِّراً إياه ببعث الله لرسوله محمد ـ عليه السلام ـ وما جاء به من عند الله من خير للإنسانية ، ثم دعاه إلى الإسلام قائلاً : “ثم أمرنا ـ أي الرسول صلى الله عليه وسلم ـ أن نبدأ من يلينا من الأمم فندعوهم إلى الإنصاف ، فنحن ندعوكم إلى ديننا، وهو دين حَسّنَ الحسن ، وقبّح القبيح كلـَّه ، فإن أبيتم فأمر من الشر هو أهون من آخر شر منه: الجزاء (الجزية) فإن أبيتم فالمناجزة ، فإن استجبتم إلى ديننا خلفنا فيكم كتاب الله ، وأقمناكم عليه ، أن تحكموا بأحكامه … ونرجع عنكم وشأنكم وبلادكم … وإن اتقيتمونا بالجزاء (الجزية) قبلنا ومنعناكم [أي دافعنا عنكم ؛ لأن الجزية مقابل الدفاع بشرط أن تترك حرية الحوار والتفاعل الثقافي قائمة ، ليعرف الناس الإسلام على حقيقته] ، وإلا قاتلناكم
اذا عندما كان المسلمون يهمون بنشر دينهم يعرضون على من يتوجهون لدعوتهم الى الاسلام خياران قبل القتال الخيار الاول هو الدخول في الاسلام فاذا قبلوا يتركون فيهم من المسلمين من يعلمهم امور الدين ويتركون البلد لااهلها يحكمونها بانفسهم وان لم يقبلوا عليهم دفع الجزيه فان قبلوا يتركون لهم بلادهم يحكمونها بانفسهم مع السماح للدعاة الى الاسلام الدعوه اليه في بلادهم فان لم يقبلوا فالقتال وللحرب قوانينها
وهذا ماحدث عند فتح بلاد الصين من قبل المسلمين فعندما قبلوا بالجزيه عاد المسلمين اداراجهم وتركوا للصينين ادارة وحكم بلادهم فليس للمسلمين اي غاية غير نشر دينهم الذي امرهم بنشره الله
واليوم نجد استخدام اسلوب القوه كحل اخير للاقناع ماحصل بعد احتلال العراق للكويت في تسعينات القرن الماضي حيث توافدت على حكومة العراق انذالك الشخصيات الحكوميه ومن اعلى المراتب والشخصيات المشهوره في عالم السياسه لاقناع حكومة العراق بالانسحاب من الكويت ولما لم تفلح كل الوساطات لاقناع حكومة العراق من الانسحاب من الكويت استخدم مع الحكومة العراقيه انذاك اسلوب العقوبات الاقتصاديه وبرنامج النفط مقابل الغذاء وما اطلق عليه بالحصار الاقتصادي وبعدما لم تفلح كل تلك الاساليب بالتي هي احسن لاقناع حكومة العراق بالانسحاب من الكويت جاء الخيار الاخير باستخدام القوه لااقناع حكومة العراق بالانسحاب من الكويت وحددت ساعة الصفر لااستخدام تلك القوه وجيشت الجيوش الامميه لهذا الغرض وعندما لم تفلح كل تلك الاساليب تم ضرب العراق بالصواريخ العابرة للقارات وبالطائرات وكان ضحية هذه القوة الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ وايضا تم استخدام ذات القوه مع العراق بعد ذالك لاجبار ذات الحكومه عن التخلي عن اسلحة الدمار الشامل بعد ان عجزت اساليب الحوار بالتي هي احسن عن ثني حكومة العراق عن غيها واستخدم ذات الاسلوب مع الحكومه اللبيه التي مانفع معها الاسلوب بالتي هي احسن للتحاور من شعبها الثائر من اجل الحصول على حريته وحقوقه وراح ضحية استخدام القوه الكثير من الابرياء وكذالك الحال مع افغانستان واليمن وغيرها من الدول بحجة محاربة الارهاب فاذا اردنا ان ننتقد المسلمين على استخدام القوة كسبيل لفشل اسلوب الاقناع بالتي هي احسن علينا ان ننتقد الدول الكبرى صاحبة الدعوة للحريات ورفض استخدام اسلوب القوة في حل النزاعات بين الدول واذا اردنا ان نتهم المسلمون بالارهاب
علينا ان نتهم الدول الكبرى اليوم بالارهاب فما يرتكبونه بحق الابرياء من جرائم قتل جراء استخدامهم لااسلوب القوه في الاقناع واذا سوغنا لتلك الدول استخدامهم للقوه علينا ان نسوغ للمسلمين ماقاموا به من استخدامهم للقوه كسبيل اخير للاقناع ونشر دينهم اذا كنا فعلا لانكيل بمكيالين واذا كنا فعلا منصفين ولاتلعب بنا العواطف والرغبات والتوجهات اطنابها
#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألآارميون هم عرب, اذا القرأن نزل بلغة العرب أي كان خطهم
-
نعم الانسان صلح ولكن كم هي نسبة التصليح الى نسبة ماخربه؟
-
رد على مقال/سادية إله أم بشر ساديون- نحن نخلق آلهتنا
-
هل الجينات الوراثيه مسؤوله عن نقل العلوم والمعرفه من الابوين
...
-
قالوا كيف تعرف الكذبه ,قالوا من عظمها/حرق مكتبة الاسكندريه
-
ماهي تلك القوه التي تقف وراء ذلك ومن هي,هجرة اسماك السلمون
-
انها الحكمة اللاهيه التي جعلت الانسان يصلح اخطاء الخلق
-
ستعرف من منا السطحي والهايف ردا على مداخلة حكيم العارف
-
ذاكانت الديانه الاسلاميه دخليه على مصر فالديانه المسيحيه كذا
...
-
سأستمر بالعوده/ردا على تعليق وليد بداوايد/على مقالي عدالة عم
...
-
الاستعباد غير العبوديه ,وعدالة عمر بن الخطاب لايختلف عليها ا
...
-
توضيح/ردا على مقال اباحة نكاح الغلمان في القرآن الكريم/للكات
...
-
بقاء اتباع موسى واتباع عيسى حتى يومنا هذا احياء دليل لايرقى
...
-
هل يعني منع الاماء من ارتداء الحجاب هوموافقه على تعرضهن للاذ
...
-
الحجاب للتمايز ولكن غايته العفه, والختان للتمايز ولكن غايته
...
-
يبدو انك تعيش في كوكب غير كوكبنا/رد لمالك بارودي
-
رسالة اسئله الى صديق على حافة الالحاد والى كل حصيف صاحب عقل
...
-
ماهي الاسباب وراء قتل عثمان بن عفان؟ ولماذا يخشى السلفين الخ
...
-
واذا بليتم با المعاصي فاستتروا
-
المثليه الجنسيه هل تحافظ على النوع
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|