|
في -مترو العولمة- الخبر اليقين
دانا جلال
الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 19:02
المحور:
ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.
الكائن الاجتماعي الافتراضي: - سألتني شقراء سويدية في قطار مترو المدينة عن وجهة نظري حول الشعب و المجتمع السويدي. طالبتها بالنظر الى الجالسين في القطار، كانوا متباعدين وكأنهم في خصام تاريخي، صمت مطبق، الكل منشغل بموبايله او تصفح صحيفة شعبية، ذكَّرتُها بان الانسان حسب ارسطو "كائن اجتماعي"، فسألتها ان مات "الاجتماعي" في ظل العولمة ام ان "الاجتماعي" صار افتراضيا، لا يجلس بجوار الاخر، لا يحدثه مواجهةً، له الاستعداد بحديث اسراره دون ان يعرفه ولساعات طويلة عبر الفضاء الالكتروني. ان النظام الرأسمالي الذي كان يفتخر بانه قادر على تحقيق ذات الانسان ( الفرد) جعل منه روبوتا يعمل 5 ايام من اجل يومين يعيشه للتخفيف عن التوترات النفسية لبقية ايام الاسبوع. الحضارة الرأسمالية شوهت الانسان فحولته الى عبد يسجد لأكثر من صنم سلعي وانتاجي، هنا يكمن اهمية البديل المتمثل بالحضارة الديمقراطية التي تحقق ذات الانسان وتعيده الى حالة تناغمه مع الاخر ومع بيئته الطبيعية والاجتماعية. تداخل صورة العالم :- ان يعيش أكثر من مليار إنسان بأقل من دولار واحد يومياً، وضعفهم بأقل من دولارين، ان تنهش البطالة حياة أكثر من مليار إنسان، و تتوقف نبضات اكثر من مليار إنسان قبل الأربعين عاماً، ولا يجد ما يزيد عن 3 مليار إنسان مياه نظيفة للشرب، ويعاني 840 مليون إنسان من سوء التغذية ليست بصورة عن عالم تم تعريفه بالثالث، هي صورة خارجة عن مشهد انساني نجد نقيضها في عالم تم تعريفه بالأول حيث تفوق ثروات أغنى 200 فرد في العالم دخل 41% من سكان الأرض (حوالي 2,8 مليار إنسان)، وتفوق ثروة أغنى 3 أفراد الدخل القومي لـ 48 دولة فقيرة مجتمعة. في صورتين متناقضتين لعالمين تتحكمان بهما قوانين اقتصادية مشتركة، هناك ملامح صور نقيضة للمشهد العام. في الانظمة الرأسمالية تتسع الاستقطابات وتوزيع الثروات مخلفة عشوائيات للمهمشين فيه فقير ما بين 8 فردا وعاطلا ما بين 5 شبابا. ان تقسيم العالم في تراتبية وتسلسل باعتماد "اسلوب الانتاج" او "مستوى دخل الافراد" في سياقات جغرافية، وقومية او قارية كان هو السائد على صعيد النظرية والممارسة الثورية لقوى التغيير العالمي، سياقات وتقسيمات تراجعت وفشلت في خلق جبهة وخندق انساني مشترك ضد قوى الهيمنة الدولية. ان تقسيم العالم بعد التحرر من مفهوم الجغرافية مهمة نظرية تواجه قوى التغيير و المنتدى الاجتماعي كجزء من قوى التغيير المطالبة بوضع اسس نظرية لنضال ضحايا العولمة على الصعيد العالمي كخطوة لابد منها من اجل طرح البديل الانساني لعالم كانت المقارنات فيه بين البشر لتتحول في ظل العولمة ما بين كلاب الاغنياء وفقراء البشر، فمتوسط العمر في سيراليون هو 25 عاما في حين تعيش كلاب أوروبا في رخاء فاحش، ومتوسط عمر يفوق ال30 عاما، وان أكثر من 60 مليون كلب وقطة مدللة يعيشون في بيوت الأمريكان كما وصرف الامريكان هذا العام 37 بليون دولار على حيواناتهم الأليفة، في حين لم يصرفوا اكثر من 6 بلايين دولار على طعام أطفالهم. اننا نشهد ونعيش صراع "ضحايا العولمة" ضد "فرسانها"، صراع لاوجود فيه لمفاهيم الجغرافية التي تحولت الى جزء مخلفات القرن العشرين . عن اليسار :- مازال اليسار العربي اسير الجغرافية القومية وقومنة الجغرافية في نضاله الفكري والجماهيري رغم ان اليسار الكوردي ومن خلال ما طرحه المناضل والمفكر عبد الله اوجلان لمشروعه النضالي وبديله الانساني المتمثل بالكونفدرالية الديموقراطية لشعوب منطقتنا قد خطى خطوات فكرية لوضع اسس مبادي الأمة الديمقراطية والوطن الديمقراطي و الجمهورية الديمقراطية و الدستور الديمقراطيّ. ان كونفدرالية اليسار والقوى الديمقراطية للشعوب التي تشترك مع العرب في فضاء جغرافي مشترك كخطوة لابد منها لعولمة النضال الديمقراطي، فبدون عولمة النضال لا يمكن هزيمة الاسلام السياسي الذي ركب قطار العولمة ليتحكم بالسلطة . ان اليسار الالكتروني والذي تناوله الرفيق رزكار عقراوي بحثا ودراسة يمثل خطوة جريئة لمفهوم النضال والياته وفضاءه، على اليسار العربي اغناءه بغرض اكتشاف ساحات جديدة للنضال ومناضلين لا يحملون المناجل والمطارق، بل يحملون سر تواصل ثوري عابر لحدود الدولة القومية بل ولحواجز طبقية في الصراع لإنهاء ألازمات الغذائية والبيئيّة والماليّة والاقتصادية التي تنتجها الرأسمالية لذاتها وتصدرها لمن حولها والتي ادت الى تفاقم النقل القسري للسكان والاستغلال والمديونية وانعدام العدالة الاجتماعية. والحروب والاحتلال العسكري ونهب الثروات الطبيعية واستغلال الشعوب والمناورة الايديولوجية.
#دانا_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المطالبة بالاعتذار للكورد وأصدقائهم
-
جمهوري إسلامي عراق
-
زلزال العرب - ربيع الاكراد - خريف الاتراك 2-2
-
زلزال العرب - ربيع الاكراد - خريف الاتراك 1-2
-
اللجنة التحضيرية للتجمع الأمازيغي الكوردستاني للصداقة والسلا
...
-
الدولة القومية والفضاء السياسي .. العراق وسوريا نموذجاً
-
استنسخوا النائبة سميرة الموسوي والمتحدث الرسمي
-
كوباني وسلطة الادارة الذاتية الديمقراطية
-
طز بالأكراد
-
صورة الزعيم في يومنا الاخير .. في ذكرى ثورة 14 تموز
-
صدر مادلين مطر وعجز نقابة الصحفيين العراقيين
-
رسالة جنوبية لغرب كوردستان
-
لماذا استهداف قناديل غرب كوردستان (ب ي د) 2-2
-
لماذا استهداف قناديل غرب كوردستان (pyd) 1-2
-
-اخوان مصر- فوز بطعم الخسارة
-
دولة القانون:- تستنسخ المالكي لمواجهة سحب الثقة
-
اعتذر من اطفال يهود العراق فهل تعتذر الحكومة العراقية؟
-
وزارة الثقافة العراقية تُهين مثقفي العراق
-
الفتوى الحائرية والكوميديا العراقية في اغرب مظاهرة عالمية
-
حوار لا يخلو من الهدوء مع د. عبد الخالق حسين
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
المزيد.....
|