أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي. - الكبير الداديسي - من البنية التبيعية إلى البنية العبودية















المزيد.....


من البنية التبيعية إلى البنية العبودية


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 19:01
المحور: ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.
    


من البنية التبعية إلى البنية العبودية
ذ.الكبير الداديسي
أن تموقع العالم العربي في وسط خريطة العالم جعله يعيش في بؤرة الأحداث العالمية مند القديم ، وقدر له أن يدفع ثمن الصراع بين الفرس والروم قديما وبين الشرق والغرب حديثا وأن تمكن في مرحلة تاريخية من إضعاف طرفي الصراع فكاد يتسيد العالم وكاد يوحد طرفي المعادلة ، بعد أن شكل حلقة وصل واكتفى بلعب دور الوسيط لعقود طويلة دون أن يتمكن من بناء بنية اقتصادية تجعله يجابه الهزات الاقتصادية والسياسية، لذلك ما أن جعلت النهضة والثورة الصناعية و اكتشاف العالم الجديد ... الغرب في غنى عن وساطة العربي حتى أصبح العالم العربي لقمة سائغة بين فكي الحركات الاستعمارية ، وأرضا مؤهلة لتقبل أي استعمار ، ومع ذلك توسل الغرب بكل الوسائل (التنصير، الاستشراق ،الماركونتيلية ...) لاتخاذ الاحتياط اللازم واستهداف مواطن الضعف ... لقد كان الصراع عاما والمعركة شاملة و أمام عجز الواقع العربي اقتصاديا ،عسكريا وسياسيا تم توجيهه نحو الصراع الإيديولوجي فقط ، فحصر دفتي الصراع بين الاسلام والمسيحية وما تفرع عن هذه القضية من مشاكل القيم والتراث ومحاولة دحض فكرة أن التراث العربي ليس سوى نسخة للتراث اليوناني ، فوجد نفسه في موقف المدافع عن تراثه وقيمه ، بعد أن تغلغل الاستعمار ، ونهبت الثروات ، وصار العالم العربي حلقة تابعة لبنية مركزية متحكمة في الإنتاج والغذاء والتقنية والعلم ... مع خلاف كبير بين بنية مركزية الانتاج عندها وليد الحاجة ، العلم والتقنية ورأس المال في خدمة الإنسان ، وبنية تبعية مستهلكة يفرض عليها الإنتاج ، فتم تقسيم العمل العالمي على أساس هاتين البنيتين تحت شعار ( لنا العلم والتقنية ولكم الفلاحة السياحة والمواد الأولية ) . ولما اكتشفت بعض الدول خطورة تقسيم العمل وحاولت الخروج عن البنية التبعية ، لجأ الغرب إلى سياسيات مثل الاحتواء ، الضرب العسكري و التفتيت ( تقسيم منطقة الشام إلى أربع دول ، وفصل السودان عن مصر ...)
فطنت الفئات المثقفة للمأزق لكنها اختلفت في تحديد الأولويات للتخلص من التبعية ؛ بين من يحدد الأولوية في المشكل السياسي فاتجه إلى تنظيم الأحزاب وتأسيس النقابات وقلب الأنظمة في مزج واضح للسياسي بالوطني ...وبين من يحدد الأولوية في محاربة التخلف الفكري من خلال محاربة الأمية ونشر التعليم في خلط للسياسي بالديني ...
و لما كان طريق الإصلاح والتخلص من التبيعة طويلا في مجتمع يسود فيه النمط الزراعي دون أن يحقق الاكتفاء الذاتي لأبنائه ، وترتفع فيه نسبة الأمية لتحطم الأرقام العالمية ، إضافة إلى ارتفاع نسبة الإعالة وضعف العمالة ، لم يجد أبناء هذه الأوطان طريقا مفتوحا أمامهم للتخلص من هذه التبعية سوى الهجرة الجماعية نحو الغرب ، أو التزلف إلى المستفيدين من التبعية وحراس مصالح الغرب ... وعندما تم تضييق منافذ الهجرة ، وضاقت حاشية الحكام بالقلة المستفيدة ، كان لا بد من التغيير ( فالضغط يولد الإنفجار ) ، فكان الانفجار ربيعا انطلقت نسائمه مع ياسمين تونس، وانتشرت روائحه مع فل مصر قبل أن تتطاير دماء عشتار على شقائق نعمان ليبيا واليمن ... وهي تحمل شعارات رافضة للتبعية ، ومنددة بالأخر وحلفائه في الداخل ...
وفي ظل الحماس ، وبعد سنوات القمع ، وحنينا إلى ماضي براق ، وتحت شعارات مدغدغة للحواس والمشاعر ، وبعد تهاوي أنظمة كان يعتقد أنها عتيدة ، وبعد فشل تجربة اليسار المعتدل في بعض البلدان العربية كانت الطريقة معبدة للتيار الإسلامي ، باعتبار الأقرب من حيث الشعار السياسي إلى فكرة التخلص من التبعية ، في محاولة الاستفادة من تجربة اليسار والمجتمع المدني ..
لكن المجتمع المدني في الوطن العربي غير مهيكل و وهو مجتمع مشتت بين جمعيات تتسول ، همها الوحيد هو إشكالية التمويل ، وقد تعددت اهتماماتها بين كم هائل من الجمعيات ، لدرجة تكاد تكون لفئة جمعية مع تناسل الجمعيات التي تهتم بالفئات الهشة كالأمراض المزمنة ( السكري ، السيدا ، السرطان ....، ، وقضايا المرأة المعنفة والمطلقة ، والأم العازبة .. وأطفال الشوارع ،و ضحايا الاعتداء والتحرش الجنسي ... ، وجمعيات البيئة ... فأمام ضعف الموارد المالية ، وقلة تجربة الموارد البشرية اصبحت جمعيات المجتمع المدني في أوطاننا عبئا على الدول بدل أن تكون مساعدا لها ،
وإذا كانت هذه حال المجتمع المدني فإن حال اليسار العربي أكثر قتامة !!! فهو أكثر تشتتا بعدما اتسعت الهوة بين اليسار المعتدل الذي أصبح يصنف ضمن التيار الخائن ، واليسار الراديكالي الذي فقد جماهيره واعتزل كبار مفكريه الساحة ، فغدا لا يقوى على المجاهرة بمواقفه ، ويخاف من مجابهة خصومه ، فترك مفاهيم الاشتراكية يعلوها الصدأ ، وأصبحت في نظر العامة متجاوزة ...
كل ذلك جعل التيار الإسلامي وحيد في الساحة لكنه تيار لا يتوفر على الكفاءات المتخصصة الكافية في كل المجالات ، فليس كل من يحفظ جزءا من القرآن وقادرا على التظاهر بمقدوره تسيير دولة ، في ظل تحكم ثالوث الفقر الجهل والمرض بأغلبية أفراد الشعوب العربية ...
الأكيد ان نجاح التيارات الإسلامية بعد الربيع العربي ، لن تخرج العالم العربي من تبعيته في ظل اقتصاد هش ، وبطالة عالية وأمية متفشية ، ومجتمع مدني مشتت ، ومعارضة يسارية غائبة ، وتخوف غربي من أي سلوك أرعن غير محسوب العواقب ....
لقد كان العدو بالنسبة للجماهير واضحا ، وآليات الصراع محددة ،أما بصعود الإسلامية فقد أصبح العدو هلاميا وآليات الصراع ملتبسة ، وحتى أن كان لبعض الدول في هذه البنية التبعية موارد مالية هامة ( دول الخليج) فإن تنمية المال ليس كافية لتنمية الإنسان ، ولن تؤهلها ا الأموال وحدها لتجد لها مكانا ضمن المتحكمين في التوازن الدولي ، إلا إذا قبلت أن تكون أداة مسخرة لمصالح الغرب وإن لضرب إخوانها
إن العالم العربي اليوم مؤهل أكثر من أي وقت مضى للتخلص من التبعية ، لكن لكي ينتقل إلى وضع أدني حيت يصبح بنية عبودية ، تسقطب الصناعات الغربية تعفيها من الضرائب وتقدم لها التسهيلات وتقدم لها يد عاملة بأثمان زهيدة ، وتكون مقبرة لنفاياتها ، ومقيدة بسلاسل ديونها ، وقواعد لجيوشها ، ومنفذ لأوامرها وشروطها .... وهذه إذن هي قوانين الليبراية المتوحشة ، مما ينبئ بأن فكرة (علم أخر ممكن) هي الآن أبعد بالنسبة للعالم العربي مما كانت عليه قبل الربيع العربي



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتقال السياسي من خلال رواية السحة الشرفة
- موسمية الأسواق بالمغرب
- مذكرات وزارة التعليم تثير جدلا واسعا في المغرب
- الحكومة الجزائرية الجديدة أو إعادة إنتاج الحكومة
- حرب الطرق : الحرب الصامتة في المغرب
- ماذا بعد الربيع العربي تقدم وتطور أم انحطاط وتخلف ؟؟؟


المزيد.....




- الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق ...
- البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
- مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
- المغرب.. إتلاف أكثر من 4 أطنان من المخدرات بمدينة سطات (صور) ...
- ماسك يقرع مجددا جرس الإنذار عن احتمال إفلاس الولايات المتحدة ...
- السجن مع وقف التنفيذ لنشطاء مغاربة مناهضين للتطبيع مع إسرائي ...
- OnePlus تودع عام 2024 بهاتف مميز
- 70 مفقودا بينهم 25 ماليا إثر غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل ال ...
- ضجة في إسرائيل بسبب صدور أمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو
- -هذا لا يمكن أن يستمر-.. الجنود الأوكرانيون يأملون في التوص ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي. - الكبير الداديسي - من البنية التبيعية إلى البنية العبودية