ذكرياتي في اليمن - الحلقة الثالثة

عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 01:55
المحور: سيرة ذاتية
    

ذكرياتي في اليمن – الحلقة الثالثة
الأستاذ المساعد الدكتور عصام عبد العزيز المعموري – معهد إعداد المعلمين – بعقوبة – العراق
...................................................................................................................
استلمت كتاب وزارة التربية اليمانية وتوجهت صوب محافظة أبين في جنوب البلاد للتدريس في إحدى مدارسها الثانوية وللوصول الى هذه المحافظة عليك الذهاب الى عدن أولا" ثم اليها أو الذهاب اليها عن طريق محافظة ( البيضاء ) مرورا" بمدينة ( مكيراس ) وما يسمى بالعقبة وهذا طريق يصفه البعض بالخطورة فنصحوني بسلك طريق صنعاء-عدن – أبين ، واخترت أن أسافر الساعة الثانية عشرة ليلا" لكي أكون هناك بحدود التاسعة صباحا" لأن المسافة بين صنعاء وعدن تستغرق مايقارب السبع ساعات أو أكثر من ذلك بقليل ، وذهبت الى الكراج الذي يسمونه ( فرزة ) وانطلق بنا السائق بسرعة فائقة وهو في قمة النشاط والسعادة وهو يمضغ في فمه ( القات ) حيث يملأ شدقيه به لكي يبقى مستيقظا" لأطول فترة وتصدح من مسجل سيارته إحدى الأغنيات اليمانية ذات الإيقاعات السريعة والمتلاحقة وبصوت عال لم يتذمر منه أحد سواي لأنهم اعتادوا ذلك ، وكنت أتمنى لو كان السفر نهارا" كي أتمتع بجمال الطبيعة الأخاذ على امتداد المسافة بين صنعاء وعدن .
كانت محطتي الأولى منطقة ( الشيخ عثمان ) التابعة لمحافظة ( عدن ) حيث وصلتها الساعة السابعة والنصف صباحا" وفضلت أن يكون فطوري في ( أبين ) وبعد تناولي الفطور توجهت صوب مديرية تربية أبين حيث سلّمت كتابي وانتظرت ربع ساعة حتى نادوا علي من قبل شخص عرفت أنه المسئول عن توزيع المدرسين الوافدين من الخارج وبادرته بالتحية والرجاء بأن يلبي لي طلبين أحدهما أن أكون في مدرسة فيها مدرس عراقي على الأقل وأن يكون مناخ المنطقة التي تقع فيها المدرسة لطيفا" فقال لي : لك ما أردت ، وتم تكليفي بالتدريس في مديرية ( مودية ) في مدرسة ( الشهيد جواس ) الذي قتل في أحداث 13 يناير (كانون الثاني ) 1986 التي ستأتي تفاصيلها فيما بعد .
مودية هي إحدى مديريات محافظة أبين حيث تتكون هذه المحافظة من 11 مديرية هي (المحفد ، مودية ، جيشان ، لودر ، سباح ، رصد ، سرار ، الوضيع ، أحور ، زنجبار ، خنفر ) ولكل محافظة من محافظات الجنوب مركز للمحافظة يسمونه ( العاصمة ) وكانت ( زنجبار ) عاصمة ( أبين ) حيث تقع ( زنجبار ) الى الشرق من عدن على بعد نحو 60 كيلومترا" .
اقترن اسم أبين بمقولة شهيرة يكرهها أبناء المحافظة ويعتبرونها تقليلا" من شأنهم ومجحفة بحقهم وأنها لعنة أبدية ظلت تلاحقهم وكلما حدثت مشكلة بين أبناء هذه المحافظة وأبناء محافظة أخرى يذكّرونهم بهذه المقولة التي تنص :
( أبين بلد الحاس والحسحاس والظلم الشديد .. شابها معلول وشجاعها مقتول ، شرها للأذنين ورزقها للحجلين .. لا حيها سال ولا ميتها شهيد ) والحاس هو البعوض أما الحسحاس فهو صغيرة البعوض.. هذه المقولة قالها تاجر حضرمي ( نسبة الى حضرموت ) اسمه ( عمر بن علي الوحش ) دخل أبين قبل مئات السنين ومعه قرش فرنسي واستطاع أن يجمع تجارة كبيرة وعند مغادرته أبين مع قافلته والتي جرفها السيل والتي تصفه كتب التاريخ بالعارم ولم يتبق لذلك السيد الا القرش الفرنسي الذي كان بحوزته عند دخوله أبين وحينها أطلق مقولته المذكورة آنفا" .

#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات