أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - هل سيكرر ابو مازن الخطأ القاتل لمسخادوف














المزيد.....

هل سيكرر ابو مازن الخطأ القاتل لمسخادوف


سردار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 12:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


فاز الرئيس محمود عباس (ابومازن) في الإنتخابات الرئاسية الديمقراطية الأخيرة بنسبة كبيرة من الأصوات, وعلى الرغم من وجود مرشحين آخرين, إلاّ ان الغالبية الساحقة قد صوتت له. ان البرنامج السياسي الذي طرحه واعلنه ابو مازن اثناء حملته الإنتخابية كان واضحاً وهو مكوّن من عدة اهداف اهمها كان, التوصل الى هدنة مع اسرائيل بغية وضع حد للدمار والفوضي الذي كانت المناطق الفلسطينية ترزح تحت ثقله, واعادة الحياة الى العملية السلمية المجمدة, والتوصل الى تفاهم وطني واجماع الفصائل المختلفة على الإلتزام ببرنامج موحد في المرحلة التي تلي عملية الإنتخابات, بحيث يؤدي الى سيادة القانون وتوحيد الأجهزة الأمنية وتوليها المسؤولية الأمنية بصورة كاملة. اذن الشعب الفلسطيني صوت بأغلبيته الساحقة لهذا البرنامج, فلا يعقل ان يكون هذا التصويت لشخص ابو مازن وحده, بغض النظر عن وزن هذا الشخص السياسي والوطني, لا سيما وان المرشحين الآخرين ركزوا في حملاتهم الإنتخابية على برامج مختلفة, لا بل ومغايرة ايضاً لبرنامج ابو مازن الإنتخابي.
بعد فوزه في الإنتخابات نشط الرئيس ابو مازن للعمل على تنفيذ برنامجه ووعوده الإنتخابية, فجاءت جملة اجراءات هامة وجدية لاسيما على الصعيد الأمني الداخلي, مما ادى الى خلق الأرضية المناسبة للبدء بتهدئة مع الجانب الإسرائيلي الذي كان بالأساس يعد لعرض خطة انسحاب من اراضي فلسطينية واقرارها بغية تنفيذها, وهو حدث فيما بعد. فبدى ان الوضع يتجه في اتجاهه الصحيح الى ان جاءت العملية الإنتحارية التي قتلت وجرحت عشرات الإسرائيليين في تل ابيب مؤخراً, والتي جاءت لتضع الوضع بأكمله على المحك. مشكلة هذه العملية هي انها جاءت في لحظة موبوءة وخطيرة ومتوترة جداً, وذلك بسبب جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في بيروت قبل اقل من اسبوعين, مما جعل الأبواب مشرعة على مصراعيها امام الكل لكي يتهم. وكالعادة جاءت ردود الفعل سريعة وبدوافع سياسية واضحة, والغريب ان كل الأطراف التي كان يمكن ان توجه اليها اصابع الإتهام سارعت الى بيان موقفها القاضي بعدم تورطها في العملية الانتحارية. لم يطل الوقت حتى اطل كالعادة شخص ما ليعلن مسؤليته عن تنفيذ العملية, والغريب ان خطاب هذا الشخص تجاوز حدود التهجم على اسرائيل لكي يصب جام غضبه على السلطة الفلسطينية, وقد اعلن هذا الإنتحاري عن انتماءه لسرايا القدس وهي الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي التي اعلنت من قبل نفيها التورط في العملية, مما فتح الأبواب مشرعة امام اسرائيل لكي تأخذ كامل الحرية في تعاملها مع الفلسطينيين, وهو ما لم تنتظر اسرائيل طويلاً لكي تقوم به. في الجانب المقابل اتهم الرئيس ابو مازن ما سماها جهات ثالثة, وتعهد بالتعامل معها وعدم فسح المجال امام تهديد مصالح الشعب الفلسطيني وطموحاته. الحقيقة هي ان هذا هو اصعب اختبار يمر به ابو مازن وذلك بعد ان توصل رئيس وزرائه ابو علاء من الحصول على ثقة المجلس التشريعي الفلسطيني للمصادقة على حكومته وبتلك الصورة الدراماتيكية. على نتائج هذا الإختبار يتوقف الكثير بالنسبة لسلطته, لا بل ولكل مشروعه الذي انتخبه شعبه , وايده العالم لكي يقوم بتنفيذه. انه يقف اليوم على مفترق طرق كان لابد له ان يواجهه في يوم ما. وبعيداً الإتهامات والإتهامات المتبادلة, وبعيداً عن متاهة الفاعل الحقيقي والأسئلة التي ربما لن تؤدي قريباً إلاّ الى المزيد من الغموض, فإن ابو مازن مسؤول مسؤولية كاملة عن الوفاء بالتزاماته, اولاً امام نفسه, وثانياً امام ناخبيه, وثالثاً واخيراً امام خصومه و اعداءه وكذلك المجتمع الدولي. في هذه اللحظة بالذات يقف ابو مازن امام ذات اللحظة التي وقف على اعتابها الرئيس الشيشاني المنتخب (اصلان مسخادوف) متردداً مذعوراً لا يقوى على الإرتقاء الى مسؤولياته الجسام في قيادة بلده وشعبه في تلك اللحظة الحاسمة. بعد ان عجز مسخادوف عن القيام بمسؤولياته تحولت بلاده الى خرابة واضطر هو الى الهرب. لم يحسم مسخادوف امر السلطة في البلاد, فضاعت سلطة القرار,وكذلك مصير البلد بينه وبين الإرهابيين. فهل سيكرر ابو مازن نفس الخطأ القاتل الذي ارتكبه مسخادوف بحق شعبه الذي صوت له في انتخابات ديمقراطية, ام ان العكس سوف يحصل في القضية الفلسطينية, ويحسم ابو مازن خياراته وقراراته بمنتهى الشجاعة التي حارب بها اعداءه لسنوات طويلة؟ لكن المشكلة هي ان ضريبة مثل هذه القرارات لن تكون سهلة , بل هي ستكون باهضة بعض الشيئ, ولكن الحقيقة التي يجب ان لا تغيب عن البال هي ان ضريبة التهاون والتساهل مع مثل هذه الأعمال التي ستؤدي الى المزيد من الخراب السياسي والأمني لفلسطين ستكون كارثية الى درجة مدمرة, لذا على ابو مازن ان يكون حازماً وحاسماً, اذ ان اي فشل في هذا الأختبار الأولي سوف يفتح باب العاصفة, وفي المقابل فإن اي نجاح سيكون بمثابة التأسيس لبناء دولة مؤسسات حقيقية وسيادة القانون.مما سيؤدي الى السير في طريق السلام وتحقيق طموح وحلم الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته الحرة المستقلة.



#سردار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواصف دمشق ستسبق زلازل طهران
- كيف اغتالت سوريا رفيق الحريري؟
- ما اشبه اغتيال الحريري باحتلال الكويت
- معضلة السلام الشياشانية تحتاج الى قيادة جديدة
- هذا التشنج هو الذي سيقصم ظهر العراق
- الأب القائد المؤسس
- احوال المسيحيين في كردستان العراق واوهام سليم مطر المريضة
- استهداف مكتب العربية عين لا تحتمل رؤية الحقيقة
- تصريح للناطق الرسمي بأسم المؤتمر الوطني العراقي في كوردستان ...
- كردستان تشرك معها العالم في الإحتفال بكذبة نيسان
- تصريح رسمي للناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي في كردستان
- من نواجه في كركوك؟
- على من تجاوز سعدي يوسف على الطالباني ام على نفسه؟
- استقراء الواقع بادوات جديدة - العلاقات العراقية التركية ودور ...
- اعادة صياغة العلاقات العراقية العربية - مجلس الحكم المؤقت وج ...
- حملة علاء اللامي على العراق ما الهدف منها والى اين يمكن ان ت ...
- معارك وهمية في انتخابات نقابة الصحفيين - هل يمكن قيام الديمق ...
- نزيف الدم الليبيري بين صمت العالم والتردد الأمريكي
- اخبار ومقالت منشورة في (النبأ)الصادرة صباح اليوم بمدينة السل ...
- قراءات - هل تظل الدوامة السارترية تلف بعضهم إلي الأبد؟ - سير ...


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - هل سيكرر ابو مازن الخطأ القاتل لمسخادوف