أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - لا يا فتح .. إنك الأمل














المزيد.....


لا يا فتح .. إنك الأمل


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 00:51
المحور: القضية الفلسطينية
    



قف أيها التاريخ لحظة لنقول، ليس فقط الحقيقة، بل لنقول سفر التأصيل في لحظة انقشاع التضليل عن العقول، ولحظة إصلاح كتاراكت العيون لتعود حدة البصر الفلسطيني ترى على الأرض ما ينفع الناس وما لا ينفع الناس.

هي أزمة وطنية وحزبية كشفت بظهر الغيب أن الطريق كانت ولازالت رغم وعورتها لفتح، وأن فتح هي فلسطين وأن فلسطين هي فتح.

لم يعد في هذه الفتح، في الظاهر والباطن، ما يغري الآخرين في البحث عما يفيد الذات من مكاسب، ولم يعد فيها مغانم، بل تطفو على السطح المغارم، ولكن، هي لمن يرى بعين فلسطينية نقية الإحساس والمعنى، وحنكة الماضي والمستقبل، وما يتحرك في الوجدان وما يترجمه اللسان، لكل من هو فلسطيني أصيل حمل فلسطين هماً، وجعل من قضيتها شرفا تدنو إليه نفوس الطيبين الأقوياء، وليس الطيبين البلهاء في رحلة استعادة بوصلة القيام، ولمن هو صاحب قضية نقول.


انكشف الطابق بكل تفاصيله، وانكشف القادر وغير القادر، وانكشف الهاوي من المحترف، وعاد الفلسطيني المتسلح بوعيه الوطني يقرأ الأوراق، صدمته فتح، ليس فقط بماضيها، بتاريخها، بشهدائها، بأسراها، بجرحاها، بسياساتها، بنضالها، ليس بكل هذا، ولكن فقط بما هُدم وما يجري هدمه مما بنته هذه الفتح في نصف قرن مضى.

الوعي الخالص نحو قضيتنا الوطنية يفيد بأن الفتح كانت تبني أينما حلت، ولم تهدم مطلقا.

فتح كانت تبني في عقول الفلسطينيين قضية، وتبني في مكان تواجدها مؤسسة، قد نختلف على مدى نجاعتها، ولكنها، كانت تبني ولا تهدم، فتح بنت في الاعتبار والمعنى شجون شعب شرده الاحتلال فأصبح مقاتلا، وأصبح صاحب قضية، فتح بنت في الذاكرة جبال من التراث ما واجه الأعداء بأننا شعب له تاريخ، فتح بنت في المحافل الدولية اسما صار محفورا ومنطوقا بفلسطين، فتح بنت في كل دولة ما تيسر من تمثيل، كنا أحيانا نستهين به، فتح بنت في القدس بيوتا وفي سائر أرضنا مشاعل تغرس في الأرض كي لا تضيع الأرض في بطن الاحتلال، فتح شقت طرق، وبنت مدارس، وبنت جوامع، وبنت جامعات، وبنت نوادي، وبنت مؤسسات، وبنت مقار لوزارات، وبنت مقار للأمن، والجيش، وبنت عائلات بوظائف، ورغم عدم الرضا عما أخطأت فيه إدارتها، لكنها لم تهدم، كانت فتح بناءة لكل ما قام في الوطن رغم كل شيء.

الآن ونحن نرى ما آلت إليه أمور فلسطين من هدم كل شيء، ومحاولات تصفية القضية من أطراف عدة، نكتشف الجهد الكبير الذي فعله الفتحاويون الفلسطينيون الوطنيون لهذا الشعب، وعلى هذه الأرض.

نعم كان هناك ارتباك في المسار، واجتهاد في الحوار، لكن، هذا إلى حد ما، لم يلوِ عنق الشعب الفلسطيني، ولكنها الفتح واصلت البناء ولم تهدم، إلى أن جاء خلل البناء الداخلي ليعصف ببناء الفتح البناء، ويهرول البنائين عن السقالات في حمية طوشة المتعبين من حمل البناء، فقد اختلفوا على أجرة الوطن، وهنا كانت موجة السهو الكبير، اهتز بناء البنائين ولكن مع اهتزاز البناء الداخلي فتحت أبواب الرزق لمن يتصدون لبناء الوطن فلم يحسنوا صنعا، وعاد الجميع مدركا أن الفتح لن تموت، ولكنها تخلق من جديد. لماذا؟

لأن فتح حاجة للجميع، ولأن الآخرين، إما نائمين، أو، غير قادرين على حمل القضية وسقالاتها، وتوقف الزمن الفلسطيني ينتظر نهوض فتح، وإرادة فتح، وعمال فتح، وأن لا شيء يمضي في هذا الوطن بدون فتح، وعاد الجميع ليعرف قيمة فتح، وأن لا فلسطين بدون فتح، ولكنهم لا يريدون الاعتراف خجلا أو مكابرة.

أنا هنا أعترف، وأنا بكامل قواي العقلية، وفي محنة فتح الطاحنة، وليس بها كما قلت مغانم، أو، ما يغري، لمن أراد الوطن وظيفة، أو، منصبا، أو، ثروة من مال، أو جاه، كما رأينا من هذه القشور التي كادت تطيح بقضيتنا ووطننا. إن فتح يجب أن تنهض، وجاهل كل من أراد أو يرد دمار فتح، وملعون بلعنة الوطن والقضية من لا يساعد في نهوض فتح ..

سؤالي البسيط لكل المكابرين والانتهازيين ومن اختلفوا على أجرة الوطن، هل من أمل لديكم الآن وفي هذه اللحظة بدون فتح قوية ؟

إن الصراع مع إسرائيل يبدأ بفتح وينتهي بفتح، ومن هو واهم في غير ذلك فليأخذنا إلى المستقبل وتقرير المصير إن كان قادرا على ذلك، وغير فتح قد غرقوا في شبر ماء. وعلى الفتحاويين معرفة دورهم من جديد فالقضية والشعب في انتظار هذا الدور الذي ظهر جليا بعد الانكشاف الكبير لكل المبصرين.

29/9/2012م



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهيق وزفير فيسبوكجي
- أصالة الشعب الفلسطيني في مواجهة تشبيص حماس
- الارهاب الجديد
- المسكوت عنه من اتفاق أوسلو
- الضفة تنتفض لاستعادة غزة والأمل
- قابل للإشتعال فقابل للإنفجار
- قتل العمل الجاد في فلسطين
- لا لحماس
- أيها المنكسرين والمهزومين
- مطلوب محاكمة شعبية للرئيس
- أينكم والاستعصاء
- أين كتاب ثورة فلسطين الجديدة
- أين الثورة في فلسطين
- أين القائد
- بيعو وتريح منو
- الضربة القاضية .. عرفات .. ولكن !!
- فلسطين البديلة/دولة غزة .. لن تكون
- ناصر اللحام .. موفاز .. وسلامتك شامي الشامي
- يا ثوار مصر .. نعم للثورة في فلسطين
- المصريون أبدلوا الديكتاتورية بالاستئصال والظلامية


المزيد.....




- متحدثة البيت الأبيض: أوقفنا مساعدات بـ50 مليون دولار لغزة اس ...
- مصدر لـCNN: مبعوث ترامب للشرق الأوسط يلتقي نتنياهو الأربعاء ...
- عناصر شركات خاصة قطرية ومصرية وأمريكية يفتشون مركبات العائدي ...
- بعد إبلاغها بقرار سيد البيت الأبيض.. إسرائيل تعلق على عزم تر ...
- أكسيوس: أمريكا ترسل دفعة من صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا
- ميزات جديدة لآيفون مع تحديث iOS 18.4
- موقع عبري يكشف شروط إسرائيل لسحب قواتها من الأراضي السورية ب ...
- مصر.. -زاحف- غريب يثير فزعا بالبلاد ووزيرة البيئة تتدخل
- تسعى أوروبا الغربية منذ سنوات عديدة إلى العثور على رجال ونسا ...
- رئيس الوزراء الإسرائيلي: ترامب وجه لي دعوة لزيارة البيت الأب ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - لا يا فتح .. إنك الأمل