طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3866 - 2012 / 9 / 30 - 00:50
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تأسيس الكنيسة الكاثوليكية في مصر
8- وجاءت الخطوة الجريئة من روما من أجل تواجدها واستقرارها في مصر، وهذه الخطوة تعتبر اخطر ما فعله بابوات كرسي روما على مدى العصور السابقة من لاون الأول وخلقيدونية، إلى لاون الثالث عسر 256 (1878-1903) الذي عمل بقراره البابوي وإجراءاته على تأسيس الكنيسة الكاثوليكية في مصر وتكوينها كمؤسسة ثابتة. بقيام بطريكية الأقباط الكاثوليك وتأسيس أول إيبارشيتين كاثوليكيتين في المنيا والأقصر..
والقصة تبدأ كما هو معروف أن المعلم غالي سرجيوس أحد المباشرين الكبار في عهد حكم محمد على (1805-1848) والذي انضم مع أسرته إلى الكنيسة الكاثوليكية وتبعة روما (24).. قد طلب من البابا بيوس السابع 251 (1800-1823) بضرورة تعيين بطريرك للأقباط الكاثوليك في مصر.. فاستجاب بابا روما لطلبه -رغم موت المعلم غالي مقتولاُ عام 1822م- بتعيين النائب الرسولي مكسيموس جويد (1824-1831) بطريركًا للكنيسة في مصر. ولكن هذا التعيين لم يتم؟!! (25)
St-Takla.org Image: Saint Cyril the Great Coptic Pope of Alexandria - Pope Kirellos El Kabir
صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة قبطية، قداسة البابا القديس كيرلس الكبير، عمود الدين بابا الإسكندرية
ثم جاءت خطوة البابا لاون الثالث عشر بقراره الصادر من 26 نوفمبر عام 1895م بتأسيس البطريرطية الكاثوليكية بالقاهرة وتعيين الأنبا كيرلس مقار أسقفًا ونائبًا رسوليًا لها. وصار لقبه "أسقف قيصرية فيلبس والنائب الرسولي على الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.. وتتبعه إيبارشية المنيا ومقرها المنيا، وإيباشية الأقصر ومقرها طهطا.. وبعد عدة شهور تم في مايو عام 1896م سيامة أول أسقفين للإيبارشيتين هما الأنبا مكسيموس صيدفاوي (1896-1925) للمنيا، والأنبا أغناطيوس برزى (1896-1925) للأقصر (26)..
وفي 19 يونيو عام 1899م عين البابا لاون الثالث عشر الأنبا كيرلس مقار بطريركًا لكرسي الإسكندرية. وتم تجليسه في 31 يوليو من نفس العام. ليكون أول بطاركة الأقباط الكاثوليك.. واعترفت به الحكومة المصرية في يناير عام 1900م رسميًا بعد أن تخلي بعد أن تخلى عن الحماية النمساوية المجرية لطائفته، أسوة بالبابا كيرلس الخامس بطريرك الأقباط الأرثوذكس 112 (1874-1829) (27).
وهكذا بدأت الكنيسة الكاثوليكية الرسمية في مصر مع بداية القرن العشرين.. بينما كان تواجد الكاثوليك قبل هذا التاريخ هو مجرد تواجد لطائفة أجنبية تحت الحماية الأجنبية وفي ظل التبعية لكرسي روما (28).. وكان عددهم وقتئذ نحو 6 آلاف قبطي كاثوليكي (29).
ولكن نعود ونتساءل.. ما علاقة هذا النائب الرسولي أو البطريرك فيما بعد بالكنيسة المرقسية مار مرقس الرسول وكرسي الإسكندرية؟! هل يتبع هذا الرجل وطائفته إيمان مار مرقس الرسول وخلفاء مار مرقس البابوات أثناسيوس الرسولي وكيرلس الكبير وديوسقوروس؟َ!! في حين أنه وطائفته من أتباع كرسي روما أو كرسي بطرس الرسول كما يزعمون، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وحتى لو أخذنا بهذا الرأي، فهل هو وطائفته على إيمان القديس بطرس الرسول..؟!! أنه وطائفته من المصريين التبع لكرسي روما ولإيمان روما الجديد الذي أخذ به لاون الأول منذ عام 440م, ولا علاقة بهم على الإطلاق بمار مرقس الرسول مؤسس كرسي الإسكندرية العظيم...
وعمومًا.. إستعاد البطريرك كيرلس مقار ذاكرته الأرثوذكسية من جديد، وواجه مسألة سلطان وعصمة بابا روما واصطدم بها، فاستدعاه بابا روما بيوس العاشر 257 (1903-1914) إلى روما في مايو 1908م. وقد استقالته. ويُذكر أنه عاش سنوات الأخيرة في لبنان. ألف خلالها كتابه المشهور "الوضع الإلهي في تأسيس الكنيسة" الذي يكشف فيه كل الحقائق والأسرار بخصوص كنيسة روما وتأسيسها وسلطانها.. وقد ترجم هذا الكتاب العلامة الأسقف إيسوذورس أسقف دير البراموس (1897-1942) (30), وأخيرًا توفى في عام 1921م.
إيبارشيات كاثوليكية في مصر
9- منذ استقالة الأنبا كيرلس مقار عام 1908م، لم تٌقدم روما على تعيين بطاركة آخرين حتى عام 1947م، عندما قام البابا بيوس الثاني عشر 260 (1939-1958) بتعيين الأنبا مرقس خزام بطريركًا (1947-1958).. وإثر وفاته اختير الأنبا أسطفانوس الأول (1958-1986) ليكون البطريرك الثالث للأقباط الكاثوليك في عهد بابا روما يوحنا الثالث والعشرين 261 (1958-1962)..
وبعد أن قدم البطريرك أسطفانوس الأول استقالته لمرضه وتقدمه في السن عام 1986م اختير البطريرك الحالي الأنبا أسطفانوس الثاني ليكون البطريرك الرابع..
من ناحية أخرى تأسست إيبارشيات جديدة للأقباط الكاثوليك بعد المنيا والأقصر. وهي (31): إيبارشية أسيوط (1947م) وإيبارشية سوهاج (1982م) - إيبارشية الإسماعيلية (1983م).
http://st-takla.org/books/amir-nasr/alex-rome/gathering.html
تعليق...
الغزو الفرنسي جاء بالكاثوليك من أوربا الغربية إلى مصر بعد احتلالها
انتبه إلى هذا التاريخ (قد طلب من البابا بيوس السابع 251 (1800-1823) بضرورة تعيين بطريرك للأقباط الكاثوليك في مصر).. ثم قارن مع تاريخ الغزو الفرنسي لمصر
نبذة تاريخية
في صيف عام 1798, وبالتحديد في 19 أيار سنة 1798، خرجت قوات معززة من الجيش الفرنسي من مدينة طولون في جنوب فرنسا, وهذه القوات وُضعت تحت قيادة ومسؤولية ضابط صغير السن آنذاك في الجيش الفرنسي, وعبقري بالتخطيط والتكتيك العسكري, ويدعى نابليون بونابرت(1) (Napoleon Bonaparte), عُرف فيما بعد هذا الجيش بـ "جيش الشرق" الفرنسي (Arm’ee d’orient), وكان قوام وتعداد جيش نابليون آنذاك 36826 جنديًا وضابطًا, يرافقهم حوالي 1200 عالم وخبير فرنسي. هدف قوات الحملة الفرنسية احتلال مصر وبلاد الشام بهدف السيطرة على الطريق التجارية للهند ورفع شأن فرنسا كدولة عظمى واستعمارية في أوروبا.
قبل وصول قوات الجيش الفرنسي إلى مصر, احتلت هذه القوات جزيرة مالطة التي كانت تحت حكم فرسان القديس يوحنا, والذين كانوا تحت حماية قيصر روسيا, ومن ثم تابعت الحملة سيرها نحو مصر. وبالرغم من تعقب الأسطول الانجليزي بقيادة الأميرال نلسون (Nelson) لتحركات الأسطول الفرنسي, إلا أن الأسطول الإنجليزي لم يتمكن ولم ينجح بمعرفة هدف ووجهة القوات الفرنسية.
في 21 تموز سنة 1798 نزلت القوات الفرنسية بميناء الإسكندرية, وفي أولى المعارك بالقرب من الأهرام – معركة الأهرام – اشتبك الجيش الفرنسي بقيادة نابليون مع قوات المماليك, وكان الانتصار في هذه المعركة حليف القوات الفرنسية. ورغم أن قوات الأسطول الإنجليزي تعقبت مسيرة القوات الفرنسية واشتبك الطرفان في معركة أبي قير, التي تغلب فيها الأسطول الإنجليزي بقيادة نلسون والذي استطاع إبادة الأسطول الفرنسي عن بكرة أبيه, لكن ذلك لم يعرقل ويمنع نابليون من فرض سيادته وسيطرته على مصر.
والدولة العثمانية الفاسدة المتآمرة على ألامه الإسلامية جاءت بالارثذوكس الروم إلى مصر وسوريا من أوربا الشرقية إبان الاحتلال الفرنسي للوطن العربي
لعبت كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك دورا هامًّا في قيادة المسيحيين العرب. فقد كان قادتها دوما من المسيحيين الناطقين بالعربية، بينما اعتادت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن يقودها بطاركة قادمون من اليونان حتى عام 1899 م. وفي عام 1835م اعترفت السلطات العثمانية بالبطريرك مكسيميوس الثالث مظلوم بطريرك أنطاكية للروم الملكيين الكاثوليك كقائد ملة أي راعي طائفة دينية مميَّزة في الامبراطورية. كما منح البابا غريغوريوس السادس عشر البطريرك مكسيميوس الثالث لقب بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم وهذا اللقب الثلاثيّ لا يزال يحمله بطاركة هذه الكنيسة حتى يومنا هذا.
كان البطريرك غريغوريوس الثاني يوسف (1864-1897) معارضًا قويا لقضية العصمة الباباوية المطروحة انذاك على البحث في المجمع الفاتيكاني الأول. وكان موقفه هذا ناجمًا عن يقينه بأن من شأن إعلان هذه العقيدة أن يسبب توترا كبيرًا في العلاقات القائمة بين الملكيين الكاثوليك وباقي المسيحيين الشرقيين. وهذا ما حدث فعلا. أمّا في المجمع الفاتيكاني الثاني فقد دافع البطريرك الملكيّ مكسيموس الرابع الصايغ دفاعًا حاسمًا عن التراث المسيحيّ الشرقي وبذلك نال احتراما كبيرا في صفوف الملكيين الأرثوذكس الذين حضروا ذلك المجمع بصفة مراقبين. وواصل خلَفُه البطريرك مكسيموس الخامس حكيم (1967-2000) مسيرة اسلافه في إقامة علاقات أخوية طيبة بين كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك وسائرالكنائس المسيحية الأرثوذكسيّة الشرقية.
إنّ البطريرك الملكيّ الحالي هو غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك. ومقرّه الرسميّ في حارة الزّيتون - الباب الشّرقيّ - بالعاصمة السورية دمشق. ويبلغ تعداد أبناء هذه الطائفة قرابة 1350000، ويقال ان أكثر من نصفهم يقيمون في بلاد الاغتراب.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%86%D9%8A%D8%B3%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83%D9%8A%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%83
تابع في المقالة القادمة حقيقة تاريخ الأقباط
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟