أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - أنفاق الفوضى المظلمة















المزيد.....

أنفاق الفوضى المظلمة


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 20:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محبط أنا, حائر, قلق, الغموض اصبح يلف كل شيئ من حولى. المشكلات أصبحت من لوازم الحياة‏ التى نعيش, والمؤسف ألا نري حلا‏ او بصيص من أمل, لا فى المستقبل القريب أو البعيد, فالنفق مظلم حالك السواد لايبدو له نهاية ولابصيص نور يلوح فى الأفق من بعيد.. حتى بعد الفورات التى نسميها بالربيع العربى ! ‏
نفق الأزمة الفلسطينية الذى استمر حالك السواد أربعة وستون عاما أو يزيد, وكل عام يزداد النفق إظلاما فمن يمكنه رؤية شعاع ضوء هناك ؟ هل يبزغ نور قبل نهاية هذا العام أم بعد انقضاء هذا القرن الجديد؟ وهل الأزمة فقط بين العرب واسرائيل وحدهما, أم بين إمارة حماس ومملكة عباس؟ أم الأزمة من صنع الذين مازالوا وبعد كل هذه السنوات يتاجرون بالقضية ويتاجرون بدماء وأرواح الشباب المخدوع الذي دفع ولايزال يدفع الثمن من حاضره ومستقبله‏ وقادة فلسطين لا يكترثون, من يستطيع أن يتنبأ بمصيرغزة أو رام اللة بعد بضع أو عشرات من سنوات..؟!
نفق العراق الذى استمر اكثرمن تسع سنوات شديد الظلام, ما بين استعمار جاثم وتناحر طائفى وقتل على الهوية, وجماعات دموية تدعى المقاومة وتقتل الآلاف من العراقيين وتخطف وتهدد كل مخالف ولا تتعرض للمستعمر إلا قليلا, وساسة فقدوا الضمير لا همّ لهم غير مصالحهم الشخصية والطائفية حتى أوشكت العراق أن تتقسم إلى دويلات.! وحتي بعد أن رحل المستعمر, ماذا بعد؟ هل يتصور أحد أن العراق سوف يعود بلدا مستقرا آمنا متعايشا بين سنييه وشيعته وأكراده, وقتل وتهجير مسيحييه؟ هل يستطيع كل فصيل أن ينسي ضحاياه ويزيل متفجراته ويجمع السلاح من أيدى ميليشياته ؟‏ من يستطيع أن يتنبأ بشكل العراق بعد بضع أو عشرات من السنوات..؟!
نفق لبنان الذى كان واحة للديموقراطية وجنّة البلدان العربية, فهان على ساسته من معارضة وموالاة وأصبح كل فريق يأتمر بأوامر خارجية دون النظر لمصلحة لبنان الجريح ؟ من يمكنه توقع الأحداث القادمة في وطن بلا جيش حقيقى يحميه وحكومة بلا قوة‏ تسنده،‏ وجيش هش بلا قدرة‏ فاعلة، وانفلات واحتكام للشارع, ومقاومة تمتلك القوة والغطرسة, وكنا نظن سلاحها موجها للخارج فنراه اليوم موجها لصدور أخوة المصير. من يستطيع التنبؤ بمستقبل لبنان ولا تنفجر فيه حرب داخلية فى أى لحظة, حرب تدمر كل شيء‏ ؟ من يحمي لبنان من نفسه ومن غطرسة القوة‏ ومن عمالة فرقائه..؟
نفق السودان الدائم والمتجدد, من قلاقل الجنوب والنزاع المسلح الذى انتهى بتوقيع اتفاق نيفاشا الذى لم يحل المشكلة وأدى فى النهاية للإنفصال, وحتى الإنفصال لم يحل مشكلات عاصية على تثبيت الحدود ومحاصصة البترول. وازداد النفق إظلاما بانتقال النزاع إلى دارفور التى تعج بالحركات المسلحة بعضها يبحث عن الانفصال وأخري تبحث عن الحكم الذاتي, وما يحدث فى دارفور يحدث مثله فى كردفان, وبين هذا وذاك يقف نظام الحكم السوداني عاجزا وقد فقد بوصلته وضعفت قوة حكومته المركزية في السيطرة علي المناطق السودانية, إلا أن هذه الاحداث تدق ناقوس الخطر بعنف حول مستقبل السودان وسلامته ووحدة أراضيه, من يستطيع التنبؤ بمستقبل السودان فى الاستقرار دون نزاع بعد بضع أو عشرات من السنوات..؟!
حتى اليمن الذى كنا نسميه بالسعيد, أصبح تعيسا بيد أبنائه, تخلص من جاويشه صالح ولكن ذيوله مازالت مسيطرة, وجماعة الحيثيين مازالت مهيمنة, وأعلام القاعدة مرفوعة على الكثير من مناطقه, ودعاة الانفصال فى الجنوب تنخر فى استقراره. فمن يستطيع أن يتنبا بشكل اليمن بعد بضع أو عشرات من السنوات..؟!
نفق سوريا الحالك السواد وقتلاه من أفراد الشعب بالمئات وتفرقهم بين دول الجوار كلاجئين, تستباح أعراض بناته جشعا ونهشا باسم حماية الأعراض وهى فى حقيقة الأمر نخاسة بإسم جديد. الشعب السورى المسكين واقع بين مطرقة حكم ديكتاتورى كمم الأفواه واستبد بالحكم ومازال يدافع عن سلطانه بالمدافع وقنابل الطائرات, وبين سندان مقاومة عميلة هى حشد من مرتزقة الأخوان وفتوات القاعدة مدعومين من دول الجوار كالسعودية وقطر وتركيا وتمويل أمريكى إسرائيلى متخفى تحت إسم جيش التحرير الحر, الذى لا يتورع عن إبادة كل من يقف فى طريقه ويلصق جرائمه بجيش الديكتاتور. فمن يستطيع أن يتنبأ بالسلام أوالاستقرار فى سوريا بعد بضع أو عشرات من السنوات..؟!
وحتى تونس التى انطلقت منها شرارة الفوران العربى بعد انتحار بو عزة وانتفاضة الشعب التونسى وهروب الديكتاتور بن على وأسرته, تسلق الأخوان وامتطوا الثورة والآن يتحكمون ويتآمرون على حرية الشعب التونسى الأبى. لكن النساء فى تونس صامدات وغير راضيات بانتقاص حقوقهن التى حصلن عليها فى زمن الديكتاتور, الانتفاضات اشتعلت من جديد ضد السلفيين والوهابيين والأخوانيين والفوضى تعم البلاد. فمن يستطيع أن يتنبأ بالسلام والاستقرار فى تونس بعد بضع أو عشرات من السنوات..؟!
وفى ليبيا التى حكمها المجنون بالحديد والنار وكتاب أخضر بلون ما يتعاطاه من مخدرات, أدت شطحاته لثورة الشعب الليبى وسانده الغرب بالتأييد والسلاح بل بجيوشه وعتاده وبعد النجاح أخذ الغرب جزاء سنمار فرأيناهم يحطمون مقابر الحلفاء ويهدمون الصلبان. وبعد انتشار ما عرف بالفيلم المسيئ لنبى الإسلام يحاصرون السفارة الأمريكية ويقتلون السفير وثلاثة من معاونيه بتأييد وتعضيض من الحكومة الليبية. وليبيا منقسمة الآن على نفسها قبليا, كل قبيلة تريد الاستيلاء على الحكم أو إنشاء دويلة خاصة بها. فمن يستطيع أن يتنبأ بالسلام أو الاستقرار فى ليبيا بعد بضع أو عشرات من السنوات ؟!
وفى مصر أرض الكنانة التى كانت محروسة وأصبحت الآن مستباحة ومدهوسة, ثار الشباب الغض مطالبين بالحرية والعدل والديموقراطية, وحين سقط المخلوع تكالب على الثورة وامتطاها الإخوان الخونة وتمكنوا من كل شيئ بمعاونة أمريكا التى لا يهمها ديموقراطية الشعوب قدر الحفاظ على مصالحها ومن يتعهد بالحفاظ عليها. والآن تتم أخونة كل دروب مصر من جيش لأمن لقضاء, وحتى الدستور الذى من المفترض أنه يرسم الطريق للمستقبل الواعد صار بين أيديهم سبوبة ولعبة يلهون بها ويجعلونها هدفا لبقائهم لدهور وأملا لعودة الخلافة التى يصورونها جنة لهم مهما أعادتنا للخلف دهور ودهور. وبعد خراب مالطا يعترف أوباما مخاطبا الأمم المتحدة بأن بلاده مستعدة للتعاون مع متظاهرى التحرير وليس مع من يضهدون الأقباط وأن المستقبل لن يكون لأولائك الذين يهاجمون الأقباط ويهدمون كنائسهم, وكأنها صحوة ضمير أو أنها دعاية انتخابية يتاجر بها لكسب أصوات معارضيه. وحتى مرسى الذى هدد بحرق مصر إذا فاز شفيق يتاجر فى الأمم المتحدة ويعلن أن مصر ستكون دولة ديموقراطية لا عسكرية ولا ثيوقراطية, لا أدرى من يحاول استغفاله هل هم شعب مصر أو الرأى العام العالمى الذى فهم الموقف واستوعب الدرس. ويطالب العالم بتبنى قرار لاحترام الأديان ورموزها, ولا أدرى إذا كان يقصد الإسلام أم كل الأديان التى يسبها ويلعنها هو وكل المسلمين فى العالم فى صلواتهم ستون مرة كل يوم. وأتمنى أن يصدر هذا القرار وأن يوقع عليه رؤساء الدول العربية والإسلامية ليكونوا هم من وضع رقابهم تحت مقصلة العدالة بما كانوا ومازالوا يفعلون. . فمن يستطيع أن يتنبأ بالسلام والاستقرار فى المحروسة بعد بضع أو عشرات من السنوات..؟!
وفى نهاية النفق المظلم يلوح ما بشرتنا به كوندليزا رايس منذ سنوات بفوضى ليتها كانت خلاقة, تظهر لنا خرائط بيرنارد لويس وخطته الجديدة لسايكس بيكو القرن الواحد والعشرين لتقسيم الشرق الأوسط لمئات من الدويلات الهزيلة وقادتنا سادرون فى غيهم وفى عجزهم يسرعون بالتنفيذ..!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق الفوضى المظلمة
- المد الإسلامة والخريف العربى
- العنصرية بين الدولة اليهودية ومؤتمر القمة الإسلامية
- حكايتى مع النظام 4- ( أنور السادات ):
- الخلط بين الديانة والقومية
- النصب بين الأمس واليوم
- آنست يا دك...تووور
- أنا مسيحى سافل ولى الشرف
- جامعة الدول العربية وشفرة النهاية.
- العرشزوق والرئيس الملزوق
- الحرية الجامحة بين الشباب
- بين الثورة والهوجة وركوب الموجة
- حكايتى مع النظام 3 (عبد الناصر)
- الكاميرا الخفية
- الذكرى الثالثة لمذبحة الخنازير
- وطن يعيش فينا
- موسى وإشكالية العبور
- إسرائيل بين حقائق التاريخ وشطحات المؤرخين
- بين موسى وإخناتون .. وفبركة التاريخ والجغرافيا
- حكايتى مع النظام 2-( محمد نجيب)


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - أنفاق الفوضى المظلمة