أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عجيب - الهوية القاتلة














المزيد.....

الهوية القاتلة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 12:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الهوية القاتلة
(الغضب والخوف والعدوان)

ما الذي يجعل الإنسان في هذه البلاد, وبغضّ النظر عن موقعه وجنسه وفكره, بحاجة دائمة إلى "عدو" ويريد ويحاول ويلحّ باستمرار حتى الوصول إلى هذه الدرجة- النعمة, فهو يمتلك هوية شخصية وجمعية بعدما يتحقق العدو, بعلاقة طردية بالكم والكيف, والحالة القصوى حينما ينجح بتحويل الآخر إلى النقيض ويكتسب هو أيضا صفة العدو من الجانب المعاكس. إما أن تكون كما أريدك تماما أو تكون عدوّي الخالص. متى ينتهي منطق العداوة,و استعباد أو عبودية الآخر!
المشكلة في "أخلاق التضحية" العامّة والمعممة, والتي كرّستها في العقود الماضية السلفيات الثلاث الدينية والقومية والماركسية. تشكل أخلاق التضحية سبب ونتيجة لثقافة الاستبداد عموما, فهي في الوقت الذي تحرس فيه الأوضاع القائمة ضد التغيير الفعلي(الظلم الاجتماعي والقمع السياسي والكبت العاطفي والفكري) بنفس الوقت تستمر بإنتاج الأجيال الجديدة المعادية للحياة وتلغي فكرة الحقوق من التداول أو تحرف الأنظار عنها بمسمّيات الأخلاق والوطن والشرف إلى آخر اسطوانة الاستبداد الشائعة. أخلاق التضحية تشرح وتفسر حالة"الحول العام" حيث المعنى خارج وعي المتكلم والمتلقي, واللغة في اتجاه والفكر والفهم والحياة بمجملها في اتجاه آخر,سوء تفاهم مستمر ولا أمل.
يوجد منطق خاص يحكم السلوك والفكر في بلادنا يختلف عن المنطق العام في بقية ثقافات ودول العالم, السوري والعربي والمسلم غالبا يعيش بشكل يومي ودائم في حالة تعدد شخصيات, ويتم ذلك بانسجام, وفي هذا المستوى يتم فهم كامل ونادر على مستو المجتمع
فلا أحد يحتجّ أو يستغرب التناقض بين الكلام والوعود وبين التحقيق والتنفيذ, بالعكس الاستغراب يكون من سذاجة المعترضين, أسلوب "عسكري دبّر راسك" هو عصب أخلاقنا الوطنية, والمعنى المباشر للمأثور الثمين: اسرق, اكذب, اقتل, افعل أي شئ لتحصل على غايتك بشرط أن لا تترك أثرا.ذلك يلخّص حالة الهوية القاتلة التي يتناسخ البشر داخلها في بلادنا منذ ألوف السنين, بالإذن من المبدع أمين معلوف.

*

احرقوا الكفرة, احرقوا الخونة..القتل والتصفية فعلا لا مجازا وللنساء قبل الرجال لدى محاولات الخروج من الحظيرة ..جوهر أخلاق التضحية وشعارها الدائم,الخوف والغضب والعدوان متلازمة أفعال الموت بشكل مستمر.الخوف والغضب والعدوان متلازمة لا تنفصل أبدا.
ينبع الخوف من الأغوار السحيقة في النفس وهو بجملته مغروس في المستويين الغريزي والبيولوجي,خارج أو تحت الوعي,ويشكل احتياطي هائل للغضب ثم العدوان,وبعدما يتجاوز عتبة الأمان,سينفجر عند أي فرصة ملائمة, ليعيد الفرد إلى سلفه المتوحش ويعيد المجتمع إلى الغابة.للأسف في هذا الدرك المعتم يتعذر السماع والإصغاء كما تتعذر المشاركة الواعية والمستنيرة, وخيار"إما قاتل أو مقتول" الذي تعرفه ثقافتنا وتصونه باستمرار, بصيغ مختلفة:الصدر أو القبر, الشهادة أو النصر, قلها ومت...لا تترك مجالا, لا للعقل ولا للاختلاف. خصوصيتنا تلك أو هويتنا, استنفذت بالكامل وانتهت صلاحيتها,عقلاؤنا على مدى العصور تم التنكيل بهم وقتلهم وعزلهم في أحسن الأحوال,ذلك ما أدركه باكرا جدا أبو العلاء المعري, واختاره كسبيل وحيد, للتعامل مع مأزق بلا حل,ومرض لا علاج له.
العشق أو السكر حتى التعتعة,آخر ما تبقى لنا في أرض الأجداد القديمة المتعبة.

اللاذقية_ حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأنيث سوريا
- هباء
- بلادنا الرهينة
- حديث ذو شجون
- محنة التحقيق
- مشكلة الرأي والاعتقاد
- مشارق الأرض ومغاربها
- سوريا تلك البلاد التي أحبببناها2
- تلك البلاد التي
- رائحة الموت
- فصل الحكمة
- كأس بثيينة
- بضاعة الأمل
- كرامة الوطن وتحقير المواطن
- 3 العدميون في بلادنا
- العدميون في بلادنا ظاهرة ياسين الحاج صالح
- الجسر
- كذبة بيضاء
- الأبلهان
- مطر في اللاذقية


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين عجيب - الهوية القاتلة