أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - الأخضر الإبراهيمي أمام الامتحان الأصعب














المزيد.....

الأخضر الإبراهيمي أمام الامتحان الأصعب


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 3865 - 2012 / 9 / 29 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أنّ الممثل الخاص المشترك الأخضر الإبراهيمي صاحب تجربة طويلة في الملفات الشائكة، وقد عُرف بالصبر والمثابرة في تحركاته بين الأطراف المتصارعة، لكنه سيجد في الحالة السورية امتحاناً أصعب مما وجده في الأزمات السابقة. أما السبب في ذلك ليس فيما يمكنه فعله بشكل مختلف، بل كيف ستتصرف الأطراف المؤثرة بشكل مختلف. إذ أنّ الحالة السورية لم تتشابك مع الحسابات الدولية المتضاربة فحسب، بل تداخلت مع الصراعات الإقليمية، والتعقيدات الداخلية، خاصة أنّ سلطة آل الأسد أبدت استعدادها لاستخدام أقصى درجات العنف للتشبث بالسلطة.
وفي الواقع لا يكفي أن يبدّل السيد الإبراهيمي في التسمية من مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى ممثل لهما، كما لا يكفيه أن يطرق باب الحل السياسي، في بلد غابت عنه السياسة لأكثر من أربعة عقود، بمعزل عن الحل الأمني، بعد أن اكتوى الشعب السوري من الخيار الأمني للسلطة طوال تسعة عشر شهراً.
ثم أنّ السيد الإبراهيمي يحاول إيجاد حل بعد أن فشلت جميع المبادرات العربية والدولية السابقة، وآخرها مهمة المبعوث كوفي عنان، وبعد أن بات الحل العسكري هو الأكثر رجحاناً بين السلطة وأغلب أطياف الثورة السورية، بما فيها الجيش الوطني السوري.
وعليه يحق لنا أن نتساءل: هل سينغمس السيد الإبراهيمي في جعل مصائب الشعب السوري حقل تجارب للألاعيب السياسية الدولية والإقليمية ؟ وهل سينتظر استنفاذ سلطة آل الأسد والشعب السوري كل عناصر القوة لديهما ؟ أم أنّ بلوغ همجية السلطة حدها الأقصى، باستخدامها الطائرات الحربية والمروحيات وبراميل المتفجرات ضد سكان المدن والبلدات السورية، بات يسمح بطرح سياسي يوقف عجلة الموت اليومي ؟ وهل بات اللاعبون الإقليميون والدوليون مقتنعين بأنّ ما جرى ويجري على الأرض السورية بدّل الكثير من قواعد اللعبة ؟ وهل باتت الصفقات الإقليمية والدولية، بما فيها الملف النووي الإيراني، لا تنضج إلا على صفيح ساخن يرقص فوقه الشعب السوري ؟
وهكذا يبدو أنه ليس من شيء يبرر للدبلوماسي الأخضر الإبراهيمي، الواسع التجارب والخبرة، بقبول مهمة الممثل الخاص للأمينين العامين للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية للتوصل إلى حل يرضي الشعب السوري، سوى أنه تلقى تطمينات ما بأنّ الحالة السورية على طريق الإنضاج. أو يعلم تماماً مدى هشاشة الأمل في خلق تحقيق نتيجة إيجابية قريبة، وأنه داخل إلى الحلبة لملئ الفراغ الدبلوماسي الدولي لفترة ما، لريثما تكتمل الخطط التي ترسم لمرحلة ما بعد الانتخابات الأمريكية.
وعلى الرغم من كل التحفظات، التي يمكن أن نبديها على مهمة السيد الإبراهيمي خاصة ما يتعلق بإعطاء سلطة آل الأسد فسحة إضافية من الوقت لمزيد من قتل السوريين، فإنّ انسحابه سيعني ترك سورية خالية من أي صوت إلا من صوت المدافع وأنين الضحايا، مما يعني المزيد من المعاناة والمزيد من المشاكل في المستقبل. لهذا يجب عدم إغلاق نافذة الحل السلمي، الذي ينطوي على الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية، مهما بدت صعبة، ولو لإعطاء فرصة أخيرة لتجنب المزيد من دماء السوريين.
ولكن تبدو عناصر الخبرة في التعامل مع النزاعات المعقدة، ذات الأوجه الداخلية والخارجية المتشابكة، وكذلك المعرفة الواسعة والدقيقة بمجريات السياسات الشرق أوسطية وشبكة العلاقات الواسعة التي يملكها الإبراهيمي، عناصر أساسية وضرورية بلا شك، ولكن غير كافية لإنجاح مهمته. إذ يدرك بالتأكيد صعوبة إيجاد حل، يرضي الشعب السوري ويتناسب مع حجم التضحيات التي قدمها منذ انطلاق ثورته في آذار 2011، لذلك كان حذراً في تصريحاته حول احتمالات النجاح، وتحدث عن نجاح مرتبط بتحقيق بعض الشروط، التي أهمها توافق دولي فاعل، يسمح له ببلورة خطة عمل للوصول إلى الحل السياسي.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أية عدالة انتقالية بعد التغيير في سورية ؟
- عندما يحاول عنان - قضم - الثورة السورية
- إشكالية الدولة السورية وأهم أسئلتها
- هل ستدفع روسيا ثمن خطأ خيارها في سورية ؟
- نحو ثقافة سياسية متجددة في سورية
- سلطة آل الأسد أفشلت خطة عنان
- الرهان على الوطنية السورية الجامعة
- عن العلاقة بين التنمية والديمقراطية
- السيناريوهات الممكنة للحل في سورية
- محددات عصر التنوير ... عن علاقة الوطن بالدولة
- التغيير الذي نحتاجه في العالم العربي
- خمسة وأربعون عاما على هزيمة العرب الكبرى
- 64 عاما على النكبة الفلسطينية
- بشأن صهر ثقافات الأقليات
- حول حق الشعب السوري في التدخل الإنساني
- الهويات الفرعية القاتلة
- نحو الاستقلال الثاني .. مستقبل سورية الجديدة يصنع اليوم
- المجتمع الدولي ما زال متحفظاً إزاء التدخل العسكري
- حق الشعوب في التنمية
- أبرز التحديات التي تواجه التحول الديمقراطي في العالم العربي


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله تركماني - الأخضر الإبراهيمي أمام الامتحان الأصعب