أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسب الله يحيى - الغني يتسول ! السياسة العراقية تطفيء المستقبل وتكبل البلاد بالديون !














المزيد.....

الغني يتسول ! السياسة العراقية تطفيء المستقبل وتكبل البلاد بالديون !


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 3863 - 2012 / 9 / 27 - 22:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في سابقة خطيرة، وتجه لايخلو من التخطيط لوضع البلاد أسيرة قروض طويلة الأمد وبفوائد مالية لامحدودة؛ قدمت الحكومة العراقية مؤخراً (مشروع البنى التحتية) الى مجلس النواب للتصويت عليه وبمبلغ (37) مليار دولار!!
المشروع وعلى وفق ماقدمت تفاصيله، يرهن العراق ويكبله ويضع مستقبله بأيدي الشركات الأجنبية على مدى سنوات قادمة، من دون أن يتوجه بدراسة الواقع المالي للبلاد، والتحقيق في كيفية صرف المال العام، خاصة وأن العراق يملك ثروات مالية ضخمة من النفط والغاز تحديداً، ينفق منها 70% على الرواتب التشغيلية التي تستنزف خزينة الدولة، في وقت يفترض بالحكومة العمل على ترشيد رواتب الرئاسات الثلاث والنواب والوزراء والمستشارين والوكلاء والخبراء والمدراء والحراسات الامنية الشخصية التي تأخذ من خزينة الدولة أكثر من ثلثها.. من دون أن تكون هناك موزانة في سلم الرواتب التي يفوق الكثير منها كل مسؤول في أية دولة متحضرة، فيما يعيش أكثر من نصف العراقيين في وضع يصل أحياناً أدنى من حد الكفاف ..
كما أن الدولة برئاساتها الثلاث، لم تتمكن منذ عام 2003 حتى الآن التخطيط لبناء دولة مدنية ديمقراطية متقدمة.. في وقت تنوء بثقل تردي الاوضاع الأمنية والفساد المادي والاداري الذي ينخر جسد الدولة برمتها ..
وما يصرف على الرواتب التشغيلية، لايعد حلاً للبطالة ولا تنمية للبلاد، ولا إنجازاً عادلاً، ولا إنفاقاً سليماً، فالوزارات شبه معطلة، ووساطات التعيين لاتعتمد الخبرات ولا العدالة، وعسكرة المجتمع لاتفضي الى الارتقاء به .
وما ينفق من اموال البنى التحتية / الخدمية لايتجاوز الـ 30% وهي نسبة ضئيلة جداً مقارنة بما يصرف من الخزينة على الرواتب السخية التي لاتدر الفوائد إلا على أصحابها ..
كما أن هذه النسبة الـ 30% عرضة للفساد المالي والاداري بحيث لايصل منها الى المواطنين إلا القشور.. وهو الامر يجعل الأمور مجتمعة في حالة تردٍ مستمر وتخلف دائم .
وبدلاً من معالجة هذا الواقع المالي المتردي؛ تلجأ الحكومة الى حلول غريبة، من شأنها أن تلحق بالبلاد أفدح الأضرار، وتجعل منها عرضة لنهب الشركات الأجنبية وتكبيل العراق بثقل الديون وفوائدها لأمد طويل ..
وكان الأمل ان تتوجه (العقول) القائمة على ادارة الدولة العراقية برمتها لمراجعة حالات التدهور المستمرة والمحيطة بها من كل جانب.. بدلاً من الانشغال بالصراعات السياسية التي لايراد منها إلا تسلق سلم السلطة وفرض النفود وتوزيع المراكز الوظيفية بين هذه القوى السياسية .
إن من يشرع القوانين للشعب، لايمكن أن يكون عادلاً وموضوعياً وهو مرشح من قبل فئة معينة أحسنت اليه بمقعد في البرلمان، وقبل ذلك لايمكن لمفوضية انتخابية أن تكون منصفة ونقية واعضاؤها يمثلون أطرافاً سياسية بعينها ..
كل هذه الاساليب في تهيئة عناصر منتقاة وموالية ولصيقة برجالات السلطة ..؛ لم تكف القائمين على شؤون البلاد والعباد، ولذلك توجه المساعدين الى تدمير المستقبل ممسبقاً العراقي وإفشال كل فئة قادمة في حالة عدم تكرار الحاضر وهو ماتخشاه وتحذر منه وما تتوقعه كذلك .
ولو توفرت عقول وطنية مدركة وواعية وحافظة ويهمها مستقبل العراق حقاً؛ لكانت عملت على معالجة الأمور بشكل آخر ولتوجهت لأدارة الأموال العراقية إدارة علمية وموضوعية دقيقة، تهدف الى مراقبة المال العام ووضعه بأيادٍ نظيفة، وشجعت القطاع الخاص في تولي مهام البناء والاعمار، لا الاعتماد كلياً على شركات أجنبية تنهب أموال العراقيين.. ذلك أن العراق يمكن له انتاج الكثير من المواد الغذائية وتنظيف احيائه وتبليط شوارعه وبناء بيوته ومدارسه ومستوصفاته ..وحتى في توليد الطاقة الكهربائية بوصفه بلداً منتجاً للنفظ، وتنقية مياهه بوصفه يمتلك ثروة مائية هائلة، بدأت تجف بسبب السياسات غير العقلانية مع دول الجوار .
نعم .. العراقيون قادرون على اعمار بلادهم.. إذا ما تيسرت لهم دولة تحمي أمنهم وسلامتهم وثرواتهم.. لا أن تفكر بمستقبل يطفيء آمالهم ويجعل منهم مجرد أناس كسالى يتسولون قوتهم وكل مستلزمات حياتهم من الخارج .
إن هذه الرؤى لايمكن أن تسهم في تطوير العراق، وإنما هدمه وتدميره وجعله أسيراً لسنوات طويلة قادمة.. لدى شركات لايهمها من امور العراق والعراقيين سوى ما يحصدونه من أرباح وذلك من خلال مايسمى (مشروع البنى التحتية) الذي لايعالج الفقر والبطالة والمرض ومن قبل ذلك أمن العراق واستقلاله الوطني والاقتصادي وإنما جعله عرضة للنهب وعلى وفق شكل براق يوحي بأن الأمور قد حلّت على وفق أحسن وأفضل الحلول، فيما نتبين ان جوهر الحقيقة لايفضي الا الى نتائج من شأنها أن تبقي العراق على احواله المتردية حاضراً وممتداً الى مستقبل مجهول ..
ولعل الاصرار على هذا (المشروع) منذ عام 2009 وحتى الآن يؤشر على أن نمط التفكير وسبل التوجه.. بقيت سلبية وجامدة ومحنطة طوال هذه المدة.. ومن شأنها أن تظل تنظر الى هذا (المشروع) الذي لايشرع الا للفشل ..على مدى الزمن المستقبل الآفل، وما من سبيل للحيلولة دون تنفيذه إلا بفضحه والكشف عن النوايا الخفية التي تكمن وراءه .



#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايهما أهم ...الوطن ام السلطة؟
- توبة طائر نقار الخشب/ قراءة في كتاب : - الحكمة الكردية - للد ...
- العملة ..مع من تتعامل ؟
- مقترح مشروع خطة إنقاذ وطني لوزارة الثقافة العراقية
- المتقاعدون .. سينما ومسرح!
- متى يتعلم الطغاة من حكمة الشعوب ؟
- لم يعد السكوت ممكناً
- البطاقة التموينية ..تستغيث !
- ريتشارد الثالث : جدارية صلاح القصب الاخيرة
- اديب القليه جي ذاكرة 97 عاماً من المسرح العراقي
- مفاتيح جديدة امام وزارة الثقافة
- سامي شورش .. سامياً
- الأيفادات المفتوحة
- في بغداد .. وزارة الثقافة للأستيراد والتصدير تقيم : لأول مرة ...
- مؤتمر الطفولة الدولي.. طعنات لاطفالنا!
- في بغداد .. خمس مهرجانات دولية في اسبوعين
- وزارة الثقافة : إنشاء دار لم يسكنها أحد !
- إستقالة
- مهرجان دهوك الثقافي الثالث: ألق كوردي بأفق مفتوح مهرجان دهوك ...
- في الثقافة السياسية العراقية الراهنة: السفينة تغرق.. فمن هو ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم ...
- سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء ...
- أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
- هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
- نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
- مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو ...
- منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب ...
- رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسب الله يحيى - الغني يتسول ! السياسة العراقية تطفيء المستقبل وتكبل البلاد بالديون !