عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3863 - 2012 / 9 / 27 - 21:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فاجأنا اليوم العقيد (العكيدي) قائد المقاومة في حلب، بأن أحدا لم يستشره أو يستشر قيادة الداخل بنقل قيادة الجيش الحر أو الجيش الوطني الحر إلى الداخل، الذي يعود له الفضل بتحقيق الانتصارات التي لها الأولوية على أهمية العون السياسي أو العسكري للخارج ....
الكارثة أنه ليس هناك من يريد أن يؤمن أن الثورة السورية هي صناعة داخلية وطنية بامتياز ، وأننا جماعة معارضة الخارج كنا ولا زلنا عبئا على مقاومة ثورة الداخل، لكن ليس على كذبة معارضة الداخل(هيئة التنسيق) المفبركة أسديا ...
الكارثة أن الغرب (الديموقراطي) لا يزال لا يريد أن يصدق أن شعوبنا قادرة على صنع ثورات ومن ثم صنع تاريخها ومصائرها،ولهذا يعمد إلى إخراج معارضين من خزائن إداراته الاستعمارية والمخابراتية القديمة :( قوميين باسم ثقافة الهوية - ويساريين باسم ليبراليين -أو إسلاميين باسم الاعتدال ...) لإملاء الشاغر ..
لكن الكارثة الأكبر أن الكثيرين من السوريين أدمنوا هذه الثقافة بعد أن تعودوا عليها خلال نصف قرن من الشمولية الأسدية الطائفية، فقبلوا أن يكونوا قادة معارضة بوصاية وتواطؤ قرار الخارج الغربي أو الإسلامي أو العربي، دون أن يصدقوا أن شعبهم هو الثائر وهو الصانع لتاريخه ومستقبله، وأن لا أحد له الوصاية على دمه إلا هو بذاته ولذاته التي لا أحد يملكها إلاهو في ذاته،ولذا طالت مقاومة هذا الشعب وصمدت رغم الخسائر الاستثنائية في تاريخ الحروب ...
وعلى هذا علينا نحن السوريين –أولا-أن نصدق هذه الحقيقة العظيمة حتى نستطيع أن نقنع بها العالم الخارجي ...ولذا فإني أتفهم بشكل عميق احتجاج قائد المقاومة : الحلبي (العكيدي) والحمصي (قاسم ) وكل قادة الداخل ...حيث ينبغي أن يستشاروا بكل خطوة تتخذ في الخارج، وأن يكون لهم الرأي الراجح على كل قرارات الخارج العسكرية والمدنية، الغربية أو الإسلامية أو العربية ...
وعلى هذا نعلن: يا قادة ثورة مقاومة الداخل -وليس أدعياء معارضة الداخل- نحن معاكم للموت ...!!!
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟