حلب - أخبار الشرق
أُغلق يوم الثلاثاء منتدى لجان إحياء المجتمع المدني في حلب بالشمع الأحمر، الذين يُنتظر أن يُشهر تحت اسم "منتدى عبد الرحمن الكواكبي للحوار الوطني"، ما أدى إلى تجمع عشرات الرواد أمام مبنى المنتدى وسط دهشة واستغراب وتساؤل المارين عما حدث.
وكان المنتدى درج منذ حوالي سنتين، على لقاء أسبوعي في كل يوم "ثلاثاء" يناقش فيه موضوعاً راهناً فكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً، اعتماداً على الكفاءات المحلية إذا تعذر استقبال ضيف من خارج حلب. واستضاف المنتدى في الماضي شخصيات مثل المفكر المصري نصر حامد أبو زيد، والنائب المستقل رياض سيف قبل أسبوع واحد فقط من اعتقاله العام الماضي، وكذلك خبير الاقتصاد الدكتور عارف دليلة قبل اعتقاله بشهر.
وقالت مصادر في حلب لأخبار الشرق إن نحو 100 من الناشطين والمهتمين بالشأن العام تجمعوا أمام مكتب سمير نشار، الناشط في لجان إحياء المجتمع المدني، والذي يستضيف المنتدى في منطقة العزيزية بحلب؛ وذلك احتجاجاً على منع محاضرة كان سيلقيها المحامي عبد المجيد منجونة عن "النظام الانتخابي في سورية".
وذكرت المصادر أن نشار كان قد تعرض لضغوط أمنية مكثفة لمنع استضافة ندوات في مكتبه. ولكن حضور المنتدى فوجئوا مساء الثلاثاء بالمكتب مغلقاً بالشمع الأحمر من قبل الأمن الجنائي، بذريعة قانونية واهية. ووقف جمهور المنتدى مدة ساعة أمام المكتب احتجاجاً على هذا الإجراء التعسفي منددين بالتضييقات المستمرة على حرية الرأي والتعبير والناشطين الديمقراطيين والمثقفين والمهتمين بالشأن العام في سورية. وقد أكدت الجهات الرسمية المعنية أن الاجراء محض إداري قانوني، وسيتم فتح المكتب حين تقديم الوثائق اللازمة. ولذا اتفق الناشطون على استئناف نشاطهم في 15 تشرين الأول الجاري.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر مقربة من المنتدى أنه كان يقيم نشاطاته متحاشياً الضجيج الإعلامي، لأنه لم يكن يسعى إلى استفزاز السلطات الأمنية، لا سيما بعد قرار إغلاق المنتديات. ولكن المنتدى استفاد من مبدأ "غض النظر" الذي عملت به السلطات، وهو الذي في إطاره يتابع "منتدى جمال الأتاسي للحوار الوطني" بدمشق نشاطه.
وأضافت المصادر لأخبار الشرق "يبدو أن المبادرة لإغلاق المنتدى، كانت خطوة استباقية على طريق إعلانه كمنتدى لـ "الكواكبي"، بعد سنتين من نشاطه تحت مظلة "لجان إحياء المجتمع المدني"، لا سيما وأنه تم تقديم طلب رسمي إلى وزارة الشئون الاجتماعية والعمل للموافقة على قيام "منتدى عبد الرحمن الكواكبي للحوار الوطني".
وكانت 90 شخصية سياسية وثقافية من أطياف فكرية مختلفة بينها 10 نساء، اجتمعت مساء الأحد 24 آذار 2002 في مدينة حلب وقررت إشهار المنتدى والتقدم بطلب الى مديرية الشئون الاجتماعية والعمل من اجل الحصول على الترخيص من الوزارة في دمشق.
وانتخب هؤلاء مجلس إدارة يمثل الأطياف المدنية والسياسية والثقافية في حلب، وهو مكون من: إحسان كيالي، سعد زغلول كواكبي، محمد عبد المجيد منجونة، عبد الرزاق عيد، سمير نشار، رجاء الناصر، مصطفى الجابري، طلال أبو دان، نجيب ددم، فؤاد ايليا، محمد ديب كور. وكان بين المجتمعين في جلسة إشهار المنتدى أيضاً: عبد الرحمن عطبه، أسامة صابوني، سليم عقيل، جلال الدين خانجي، محمد جمال باروت، عمر قشاش، شمس الدين كيلاني، عبد المجيد حمو، وآخرون.