سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 11:58
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
ما أكثر الناس الذين يقضون معظم سني حياتهم وهم يتساءلون عما يريدون أن يفعلوه فيها! فوجودهم ضياع دائم.بالاضافة الى التردد ، هناك الخوف الذي يشل الحركة. يقول بعضهم : أنا مع الحذر ، لا أحب المخاطرة . اذا اخطأت يصيبني الفشل والعار.
فلنكن حذرين !
حذرين؟ حذرين، حذرين؟---وماذا بعد الحذر هو (راوح مكانك) . قبول وضع راهن . منطق الانسان الذي لا يقرر البتة مخافة ارتكاب الخطأ . اذا كنت تبحث عن السلام والأمان لا تفعل شيئا ، وستكون واثقا بانك لن تخطئ . الحذر هو حكمة العجوز الذي اصبحت الحياة بكاملها وراءه ، ولا يرجو شيئا.
أما التحرك والسير والحراك فتعني المخاطرة في السقوط والخطأ والتألم. لكن لكن، من لا يخاطر بشيء لا ينال شيئا. المخاطرة ملازمة للمغامرة . وما من شيء مقرر مسبقا ، ولا يمكننا عمل شيء بدون قليل من الجنون. على الخوف من الفشل ألا يشلنا ويمنعنا من المخاطرة ومن الانطلاق .
المحتارون يخسرون نصف حياتهم والحيويون يضاعفونها.
تردد ، حيرة، انتظار، مواربة، خوف من الفشل، حجج كثيرة تجاوزها اللبنانيون . واندفعوا!!!!. لا يهم اذا كانت البداية سيئة ، فقد كرروا المحاولة ، لا يهم اذا سقطوا سابقا، فهم اليوم ينهضون، لا يهم اذا كانوا قد أخطأوا في السابق، فها هم اليوم يعيدون الكرة وينجحون. المهم أنهم لعبوا اللعبة صح، ودخلوا في المعمعة.
(((((((((((النصر للشجعان))))))))))))))
النصر هو لمن يجرؤ على الهجوم ، لمن يسبق، لمن يهاجم . من يبقى في الدفاع خائفا ، يكون واثقا تقريبا من أنه سيخسر.
يقول سارتر جملة عظيمة لمن يبقون على الخط خوفا من التورط والتعرض للخطر:
(أياديهم بيض، ولكن ليس لديهم أياد)
الأيادي البيض والأيادي النظيفة هي أياد لم تحمل الأعلام، ولم توقد المشاعل، ولم تسهر مع أصحابها مستقبلة فجر جديد.هي أياد لم تستعمل، تلك الأيادي تصنع اليوم العجين الذي سيكون لبنان الغد .
أن أعيش بكرامة يعني أن أختار . فلا نترك الحياة تختار لنا.
لا نترك الآخرون يقررون لنا.
لا نترك الظروف تجرنا وراءها.
لا نترك حياتنا خلفنا بل لنتقدمها.
لنتحمل مسؤولية حياتنا ونعمل منها شيئا.
كل انسان يخلق نفسه من خلال القرارات التي يقررها والاختيارات التي يختارها. وهو الكائن الوحيد في العالم القادر على الاختيار بنفسه وعلى أن يريد نفسه بنفسه .الانسان هو ثمرة حريته واختياراته . وهو بعكس المعادن التي ثبتت وجمدت مرة واحدة والى الابد، وبعكس الحيوان المكيف بوراثته وغرائزه وحتمياته . وقيادة نفسه وتشكيل ذاته.
ففي هذا مجده وسعادته وكرامته .
ما من أحد أفضل من سارتر عرف كيف يوضح هذه النقطة. فبالنسبة اليه، ليس للانسان طبيعة بالمعنى الدقيق . ويختلف عن الحيوانات في أنه يتصف بالمرونة والليونة والتأقلم . انه ليس ثابتا جامدا . فهو قادر على ابداع نفسه وتشكيلها، وعلى أن يصبح ما يقرر أن يكون، واليوم الشعب اللبناني قرر أن يكون حرا، قررأن ينزع رداء الخوف الذي ألبسوه اياه سنين طوال، وأن يقول لا ، للجريمة، لا للعبث بمقدراته، لا للاستهتار بكرانته، لا لسرقة لقمة عيشه.
نبارك لكم من سوريا، ونأمل ألا تحملونا نتيجةأخطاء حكامكم وزمنكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟