سامي العباس
الحوار المتمدن-العدد: 1124 - 2005 / 3 / 1 - 12:37
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
يخلص عبدالله العروي في كتابيه الهامين:العرب والفكر التاريخي-الايديولوجيه العربيه المعاصرة الى هذا السؤال:
من يقوم بمهمّة عقلنة المجتمع العربي ؟ و كمحاولة للحصول على جواب يطرح سؤاله هذا على خمس فئات,يشير ضمنا بتوجيهه السؤال اليها حصرا, الى حصر الممكن في نطاق احتمالات خمسة.وهذه الفئات هي على التوالي:الجيش والحزب السياسي والبيروقراطيه والعمال والنخبة المثقفة...وفيماعدا العمال فان الفئات المتبقية الاربعة_-في ظل الوضع الراهن_تتشارك الانتماء الى البرجوازية الصغيرة بشقيها:الريفي /المديني ..وفي تقليب للممكنات نكتشف بسهولة ان السؤال بتحديده للحقل اللذي يتوقع فيه الجواب يقوم بمهمتين :الاولى توسيع نطاق البحث بحيث يشمل شطرا واسعا من البنية الاجتماعية.
الثانية :اغلاق لحدود الخيارات بحيث يتعذر على السؤال التجول خارج التخوم المرسومة ,وبالتالي تضييع فرصةمتابعة البحث فيما تبقى من البنية الاقتصادية – الاجتماعية..
يخلص العروي بسهولة الى ان الجناح الثوري من الفئة المثقفة هو من سيقوم بمهمة عقلنة المجتمع العربي..
وبادىء ذي بدء: ان الكتابين الصادرين مطلع السبعينات مدهشان بهذا المستوى من السيطرة على الادوات المعرفية ذات الهوية الغربية من قبل مثقف عالم ثالثي..ومنالنقد المبكر لظاهرة الدولة القومية التي شرعت في بنائها البرجوازية الصغيرة العربية تحت غطاء كثيف من الدعاية الايديولوجية امنها لها داعية التقنية..وهو الثالث في ترتيب سبقه فيه كل من الشيخ والسياسي الليبرالي على التوالي.حيث يكشف العروي من زاوية المؤرخ -الفيلسوف ا ن هؤلاء الثلاثة ممثلون لثلاثة اجيال من المثقفين شكلت ثلاث لحظات مر بها الوعي العربي منذ بدء النهضة..وإذ يحدد الثلاثة:ثلاث كيفيات للقضية الاساسية للمجتمع العربي هي ايضا على التوالي : في الايمان الديني , في التنظيم السياسي ,في النشاط العلمي والتقني (1) ,فإن الثلاثة يمفصلون خطابهم الثقافي على ثلاثة اطوار مرت بها الدولة :المستعمرة,فالمستقلة ,فالقومية(2)...
***
محمد عبده , و لطفي السيد, و سلامة موسى , ثلاثة رموز لثلاث لحظات مر بها الوعي العربي أٌمنت غطاءاً ايديولو جيا ً مسيطراً على ثلاث حقب مرت بها الدولة : المستعمرَة , فالمستقلّة , فالقومية ,كانت على التوالي:
الإيديولوجيا الدينية. و الإيديولوجيا الليبرالية , و الإيديولوجيا القومية _ الإشتراكية . و الملفت للنظر أن التناوب على احتلال مركز الهيمنة من قبل الأيديولوجيات الثلاثة قد ضبط خطواته بشكلٍ عام على إيقاع المراحل التي مرت بها الدولة ( المستعمرة , فالمستقلة , فالقومية ) وصولاً إلى مطلع السبعينات من القرن العشرين , حيث بدأ يلوح في الأفق بوادر ترتيب جديد , لكأن التاريخ يتمهل مفسحاً المجال لإعادة النظر في من يحتل موقع الهيمنة الذي تتنافس عليه خيول السباق الثلاثة : الشيخ , و السياسي الليبرالي , و داعية التقنية .
و لعل ما يقتضي التنويه إليه أن عبد الله العروي لم يقصّر في كشف استمرارية الوعي الديني بين أحشاء الوعيين الليبرالي و القومي . إذأن اياًّ من الأخيرين لم يصفي حسابه نهائياً مع خصمه الأيديولوجي , بل كل ما فعله أنه حوّل هذا الأخير ( الوعي الديني ) إلى قوة احتياطية يتّكئ عليها في الأزمات التي تعترض سيرورة سجاله مع الغرب . ولعل النزعة الإنتقائية المهيمنة على عملية المثاقفة مع الغرب عند كلٍّ من الليبرالي و داعية التقنية القومي تجد تفسيرها في تداخل الظلال بين لحظات الوعي الثلاثة . و قد يكون تزيداً في الكلام الإشارة إلى أن تداخل الظلال هذا يعكس رمادية الحدود بين الفئات الإجتماعية المتراتبة في إطار بنية اجتماعية _ اقتصادية تتمايز تحت تأثير ثقل التأخر التارخي . إنه نوعٌ من وعكة صحية ألمانية تمر بها البنية الإقتصادية _ الجتماعية العربية لكنها تمطت كثيراً لاتساع فجوة التأخر العربية
***
و قد يكون في اتهام العروي بالنزعة الثقافية إجحافاً بالهوية الماركسية المعلنة من قبل الرجل , إلا أن إغماض العين من قبله عن الممكنات التي يفتح عليها تعمق عملية الرسملة في بنية المجتمع العربي , و التي أنجزت شطرها الأكبر الدولة القومية , قد لا يجد تفسيره إلا في نطاق الغواية التي مارسها الحقل الثقافي على العروي و أدواته المعرفية .
إن البقاء أكثر مما ينبغي عند المستوى الثقافي للظاهرة يضيق مساحة الرؤية. فما يعتمل داخل البنية الإقتصادية _ الإجتماعية يتأخر وصول تأثيراته عادة إلى البنية الثقافية . ولا ينقذ المحلل من خطر الإنزلاق إلى أحكام و تقييمات مضللة إلا الهبوط مع عدة الشغل الفكرية إلى البنية الإقتصادية _ الإجتماعية المراد كشف سيرورتها و مفارق الممكنات التي تنتظرها .
***
بين ألمانيا و العالم الثالث قاسم مشترك هو التاريخ المعاق . من هذا القاسم المشترك ينطلق عبد الله العروي في دعوته مثقف العالم الثالث لإعادة اكتشاف ماركس بواسطة و في إطار التاريخانية (3) .
إن ألمانيا التي سلكت طريق إنكلترا و فرنسا تحت قيادة الفلاسفة (الواعية ) لاتحت القيادة ( العمياء ) لرجال الأعمال و المحامين (4) مدعوّةً لأن تكون المثال المحتذى لمجتمعات العالم الثالث . على خلفية هذا الفهم: لسيرورة التطور تحت الإحساس بالتأخر , يضََيق عبد الله العروي فسحة الخيار , ليحصره أخيراً في ممكن وحيد ينهض به المثقف الثوري . إلا أن سؤالا سيطرح نفسه عند هذه النقطة من المحاكمة . و هو بمقدار ما سيظهر كعقبة ناتئة على طريقٍ مستقيمة إلا أنه سيطرد ظلالاً من اللبس و سوء الفهم . السؤال هو :
هل المثقف أكان ثورياً أم غير ذلك مقطوع الجذور لجهة خطابه الأيديولوجي عن الجدل الذي يحكم البنية الإجتماعية _ الإقتصادية ؟
ليس المثقف الأيديولوجي في رأيي سوى الطبقة و قد تفاصحت . و لا يعمينا عن رؤية هذه الحقيقة تداخل الظلال و الألوان في الخطاب الأيديولوجي للمثقف . فليست هذه الألوان و الظلال إلا انعكاساً للتداخل الذي تعيشه بنية اجتماعية _ اقتصادية قبل نقطة متقدمة من تمايزها . إن استقلالية المثقف : هي هامش يصنعه الوعي على الحواف الخارجية للطبقة , يناور فية المثقف بحثاً عما يسميه بالحقائق المجردة .
عندما يدعو العروي إلى إعادة اكتشاف ماركس بواسطة و في نطاق التاريخانية فإنه يدعو إلى إضاءة ذاك التشابه في الشروط التي أنتجت وعياً ماركسياً لها ...فماركس الخارج من معطف الأيديولوجيا الألمانية هو ما نحتاجه في هذا الجزء المتأخر من العالم و ليس ماركس المعاد قراءته ليبرالياً ...
هل هذا ما نحتاجه فعلاً ؟ ... أسمح لنفسي بإثارة بعض الأسئلة _ الإعتراضات .
***
1- أليست زاوية الرؤية هذه لماركس هي زاوية الرؤية اللينينية , و الماوية ... الخ . و بالتالي ألا يطلق انهيار تجارب الإنتقال إلى الإشتراكية المتكئة على زاوية الرؤية هذه نقاشا ً حول صوابية النظر إلى الماركسية بهذا المنظار ؟
2- هل يمكننا فصل الوعي بالتأخر عن التأخر بشكل مطلق وحاسم ؟ و إلا ما معنى الطابع الكاريكاتوري لاشتقاق الماركسية على يد الرفاق : كيم إيل سونغ , وبول بوت , و الراحل بعد لأي خالد بكد اش ؟
3- هل نحن بحاجة إلى الحزب العقائدي ( بغض النظر عن المحتوى العقائدي ) ؟
لقد غطت العقائدية بقشرتها اليتيمة تفاعلات الفساد الأولى و منعت روائحها من الظهور في الوقت الذي يسمح للمجتمع بمعالجتها , مما جعل هذا الأخير يختنق لاحقاً بها إثر انفجار الفساد و انتشاره ليغطي الفضاء الإجتماعي
تهدف هذه الأسئلة - الإعتراضات للدخول في حوار حول النتائج التي ستتمخض عن هذا الدور للمثقف بزوادته الماركسية - الأيديولوجية التي يقترحها العروي .
ألا تستبطن هذه الرؤية مبالغةً في تعظيم دور الإرادة ( المتكئة على الوعي بالتأخر التاريخي ) في صنع سيرورة الخروج من التخلف ؟
و بالعودة إلى المثال الألماني , هل المشهد هو نهضة يقودها المثقفون ؟ ... أم طبقة زادها الوعي بالتأخر حماساً للخروج منه . مع ما يرافق هذا الحماس عادةً من تشوش و اضطرابات ذهنية ؟
إنها الأيديولوجيا الألمانية بديلاً لليبرالية مشتقة من فلسفة عصر الأنوار . إلا أن الأمور إذا أخذت بخواتيمها فإن السؤال الذي سيطرح نفسه : ما الذي تبقى من الأيديولوجيا الألمانية في ألمانيا المعاصرة ؟
لقد ذابت مع ذوبان الإحساس بالتأخر التاريخي .
***
لمحاولة العروي فهم الماركسية في إطار التاريخانية و جهان , أسمح لنفسي بإطلاق حكم قيمة عليهما عبر توصيفهما بالوجه الإيجابي و الوجه السلبي ... الوجه الأول : يتجلى في دفع العروي عملية المثاقفة مع الغرب و إنتاجه المعرفي إلى مستوى أعمق من الإقتباس ( وهو صيغة في المثاقفة مهيمنة على الأنتلجنسيا العربية ) . إن الإقتباس و خصوصاً في حقل العلوم الإجتماعية هو اقتطاع لهذه العلوم من سياقها و محاولة اقحامها في سياق مختلف , وهو أمر يشبه اقتطاع الجمل من سياقها لتهبط بالتالي قدرتها على إيصال المعنى إلى ما قد يفضي إلى نقيضه .
في رحلتنا نحو ماركس علينا أن نحصد حقولاً من المعرفة زرعتها أوروبا الناهضة من رقادها قبل ستة قرون . فكما يقول العروي : علينا عندما نحل المسألة ألا نكتفي بترديد النظرية التي تصلح لحلها .
و للوصول إلى هذا المستوى من القدرة على هضم و تمثل العلوم علينا أن نذاكر ليس النظريات فقط بل و أيضاً البراهين المنطقية لهذه النظريات , وتطبيقاتها في حل الإشكاليات ذات الطابع الإقتصادي أو الإجتماعي ... إلخ
و لعل النتائج الفولكلورية التي أفضت إليها عمليات نقل الفلسفات الغربية : الليبرالية , الماركسية , الوجودية ... إلخ
في إطار صيغة الإقتباس المهيمنة حتى الآن , هي التي تعطي الأهمية الخاصة للجهد الذي بذله العروي خارج هذا السياق (سياق الإقتباس ) . و علينا بالتالي واجب ا لاعتراف للعروي أن جهده المعرفي يشكل نقطة علام تشير إلى نهاية مرحلة و بدء أخرى في عملية المثاقفة مع الغرب . فهو إذ يشكل طفرة في سيرورة امتلاك الأنتلجنسيا العربية لوعي حديث , يشير بنفس الوقت إلى بدء وصول الأنتلجنسيا العربية إلى نقطة التوتر الخلاق التي تفصل بين التراكم الكمي و التبدل الكيفي في مجرى عملية المثاقفة الجارية مع الغرب .
أما الوجه السلبي لهذه الدعوة فهو تعيينه لماركس الأيديولوجي كعدة شغل فكرية مقترحة لمثقف العالم الثالث الثوري . إن تقييمي هذا ليس أكثر من نقطة انطلاق للدخول في حوار نقدي حول اختيار العروي لماركس الأيديولوجي .
يستند العروي في اختياره لماركس الأيديولوجي إلى ظاهرة تقاسم المثقف في ألمانيا و العالم الثالث( الإحساس بالتاريخ المعاق )
وهو نوع من فضاء( فكري – نفسي ) يحيط بالمثقف كما يحيط الغلاف الجوي بالكرة الأرضية .
و لئن كان النص الماركسي قد جرى تأويله: ليبرالياً , و أنسياً , ومنهجياً , و عقدياً .. إلخ (5) فإن التأويل في حد ذاته محاولة لإعادة فهم ماركس تحت ضغط شروط اجتماعية _ اقتصادية متباينة . من هنا فإن مثقف العالم الثالث الذي يعيش شرطاً مشابهاً لذاك الذي عاشه ماركس الشاب هو بالأحرى الأجدر على فهم ما يخترنه النص الماركسي من معاني تحيط بالإشكاليه الألمانية المتجددة على نحو متكرر في العالم الثالث(التحول المتأخر الى الراسماليه ) .
و كما يقول العروي , فإن ماركس الذي حافظ على جوهر الإشكاليات التي عالجتها الأيديولوجيا الألمانية فإنه في نفس الوقت قد انتزعها من سياقها المحلي ليعطيها بعداً كونياً يمكن لمثقف العالم الثالث ( 6) أن يلتقطه على نحوٍ أكثر جدارة .
ما هي الإشكالية الألمانية التي أعطاها ماركس هذا البعد الكوني ؟
إنها إشكالية الانتقال إلى الرأسمالية في ظل الإحساس بالتاريخ المعاق .
من أين يأتي هذا الإحساس بالتاريخ المعاق ؟ إنه يأتي من الإحساس بالهوة التي تفصل بين مجتمعين يعيشان تفاوتاً في التطور . إنها وعكة نفسية لم يسلم منها إلا المثقف الإنكليزي و المثقف الفرنسي و ذلك لفقدانهما الرائز الذي يمكن بواسطته قياس درجة تأخر مجتمعيهما .
حول التأخر الألماني أدارت الأنتلجنسيا الألمانية ورشة فكرية . و كما يقول العروي فإن الأيديولوجيا (7) الألمانية لم تضع بصراحة الأسئلة المهمة التالية : 1- ما هو المستوى الأعلى الذي يقاس عليه تأخر ألمانية ؟
2-هل يمكن تدارك ذلك التأخر ؟ 3- ما هي واسطة التدارك ؟ بيد أنها أجابت عنها كلها ضمنياً .... نظرت الأيديولوجيا الألمانية إلى السياسة اليعقوبية كتجسيد لمستوى التطور الأعلى المنشود , و نظرت إلى الوعي بالتأخر كدليل على إمكانية تداركه , ونظرت إلى المثقف كوسيلة لهذا التدارك .
ماذا فعل ماركس بهذه الإشكالية ؟ جعل منها نتيجة و عنوان التأخر . كانت في الواقع وسيلة خلط و تعقيد لا وسيلة توضيح , لأنها كانت هي ذاتها تعبيراً وفياً لتأخر ألمانية .. لذلك كان المثقف يتخيل أنه يتحمل مسؤولية الإنسانية جمعاء , و إنه يملك مفتاح كل المشكلات لأنه يظن في قدرته على طرحها و تحليلها بأنه يتغلب عليها و يحلها في الواقع . و راح ماركس يبحث عن الواقع و راء و تحت تخيلات المثقفين . اكتشف وراء و تحت السياسة اليعقوبية: التشكيلة الاقتصادية _ الاجتماعية , وراء و تحت التأخر التاريخي تأخر علاقات الإنتاج بالنسبة لقوى الإنتاج , وراء و تحت النخبة المثقفة الساخطة و البائسة و المنتقدة : الطبقة العاملة العصرية ...
في هذه العودة إلى ظروف إنتاج ماركس لماركسيته يكمن اختيار عبد الله العروي للماركسية الأيديولوجية . هل هي ثقة بالنفس مفرطة ؟ أم استجابة على نحو حميم لمثقف يصغي جيداً لهسهسة التحولات في البنية الاجتماعية - الاقتصادية ؟ أم هو حسن تصرف من مثقف فسيطر على أدواته المعرفية ؟ .......
لعله في العروي تتلاقى الدوافع الثلاثة ... و لكن أليس في مجرد الانتقاء مغامرة ينبغي التحوط لها ببقية الأسلحة التي يجري رميها بدعوى أنها غير لازمة أو أنها لا تناسب شرطنا التاريخي ؟ ...
و حتى لا يكون اعتراضنا نظرياً , فلنجرب الاحتكام إلى حاجاتنا كما هي ملء السمع و البصر .
- إ ن الديمقراطية السياسية التي تحولت عمود ا فقريا للهموم العربية الراهنة قد لا تجد ذريعتها الفلسفية في . _الماركسية الايديولوجية بل في الماركسية الانسية ..
-كما ان انكسار الحلم الاشتراكي اللذي راود الفئات الشعبية و النخب المثقفة الثورية في منتصف القرن تتحمل الماركسية الايديولوجيه شطراً من مسؤولية شحن المخيال الاجتماعي به . و لعل ماركس الأممية الثانية هو الأكثر قدرة على فتح العيادة الفكرية - النفسية المجهزة بوسائل علاجية مناسبة .
- كذلك فإن النقطة التي و صلت إليها عملية الرسملة لبنى الإنتاج العربية وما أفضت إليه لجهة بلورة هوية الحامل الاجتماعي لعملية الخروج من التخلف قد تكون الماركسية الأيديولوجية وراء حجبه عن مدى رؤية العروي .
- في خلفية انتقاء العروي: المثقف الثوري لمهمة عقلنة المجتمع العربي يكمن الضباب الذي أثاره ماركس الأيديولوجي . و بعبارة أخرى إن انتقاء العروي لماركس الأيديولوجي كعدة شغل هو الذي حجب عن العروي رؤية التبدل الذي جرى على البنية الاجتماعية _ الاقتصادية للمجتمع العربي الذي مضى على بدء رسملة بنى الإنتاج في بعض أصقاعه ما يقارب القرن .
- و لعل في تحديد العروي للمثقف الثوري كأداة لعقلنة المجتمع العربي فيه شيء من النكوص نحو الأيديولوجيا الألمانية . أظن أن العروي قد انزلق إليها وهو يعالج صلة الماركسية بالأيديولوجيا الألمانية .
إنها ملاحظات نسوقها على هامش كتابي العروي الهامين : الأيديولوجيا العربية و المعاصرة , و العرب و الفكر التاريخي ...
ملاحظات تستدرج حواراً هادئاً حولها لا سباباً أو ... تراشقاً بالاتهامات ....
* * * *
هوامش :
(1)-الايديولوجيه العربيه المعاصرة-ص 45
(2) = = = -ص6
(3)العرب والفكر التاريخي-فصل:الماركسية ومثقف العالم الثالث
(4)نفس المصدر
(5)= =
(6) = = ص193
(7)= = ص194
#سامي_العباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟