أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلامة كيلة - أي معنى للشعب وأي منظور له؟














المزيد.....

أي معنى للشعب وأي منظور له؟


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 3863 - 2012 / 9 / 27 - 09:22
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في كل النقاشات والتحليلات التي تتعلق بالثورات في الوطن العربي، يبدو أن الغائب الوحيد هو الشعب على رغم أنه هو الذي صنع الثورات ولا يزال. كل النقاش يذهب إلى تناول النظم والإمبريالية والأحزاب. والإمبريالية هنا يجرى تناولها من منظور سياسي، أي بمعنى التدخل الذي تقوم به الدول والضغوط التي تمارسها، والسياسات التي تتيعها من أجل السيطرة. أي يبقى النقاش والتحليل منحصرين في ما يمكن أن نطلق عليه «المستوى السياسي»، الذي هو «فوق» الشعب. فالنخب ترى أنها «فوق»، فلا تنظر إلى «تحت»، حيث ربما «الغوغاء»، أو البسطاء «الطيبون»، لكن الذين لا يفيدون في شيء في «القضايا الكبرى»، التي هي السياسة والدولة.

في كل ذلك ليس من شعب، هو شيء ينظر إليه من علٍ، وربما يكون وسيلة تستخدم في خطاب تبريري. مصطلح يذكر لتأكيد شرعية أو التعمية على سياسة معينة. فتبقى السياسة هي ذلك النشاط الهادف إلى تناول الدولة والسلطة، لتبرير الحكم أو لنقده ورفضه. وبهذا ينظر إلى الإمبريالية التي يتكرر ذكرها كثيراً في الخطاب «اليساري» كسياسة عدوانية، وليس كتكوين اقتصادي عالمي. فيبتسر كل العالم في بضعة مصطلحات، مثل الإمبريالية، الديموقراطية، الحرية، الاستبداد والديكتاتورية، السلطة والمعارضة. وفي كل ذلك ليس من شعب، على رغم أن ذكر كل هذه المصطلحات يدرج في «خدمة الشعب». وتوضع «الأهداف السامية» منها في سياق تحقيق مطالب الشعب، والأخرى في سياق الدفاع عن الشعب.

وإذا كان يربط كل ما هو اقتصادي وطبقي بمنظور ماركسي، فقد عنى البعد عنها عدم رؤية «الإنسان الواقعي»، الإنسان بصفته كائناً يحتاج إلى العمل، والى الأجر لكي يستطيع العيش أولاً، قبل أن يفكّر في المجتمع والحياة والسياسة والدولة، وبالتالي الحرية والديموقراطية والوطن والإمبريالية، ويتلمس الاستبداد والديكتاتورية. أي يحتاج إلى «الوجود البيولوجي» قبل أن يتقبل «الوجود الأيديولوجي». بالتالي تصبح مسائل الوجود المعيشي هي التي تفتح على فهم الاقتصاد وكل التوضّع «السياسي» له. وهي التي تفتح على فهم طبيعة تكيفه أو رفضه التكوين الاقتصادي السياسي الذي يحكمه. ولهذا تكون مسائل السياسة بعيدة من تحسسه، خصوصاً في ما يتعلق بالأفكار، ومن ثم تفسير تلمسه الضغط السلطوي عبرها.

الانحـــسار في المستوى السياسي يفقد القدرة على فهــم واقع الـــناس، وطبيعة مشكلاتهم، وربما لا يلمس إلا طابع «وعيهم». وبالتالي يفقد القدرة على معرفة طبيعة «احتقانهم»، وحدود انضغاطهم بفعل الوضع الذي يعيشون فيه.

المنظور السياسوي هذا فرض ألا تتوقع النخب حدوث الثورات أصلاً بالضبط، لأنها لم تكن تتلمس الاحتقان المتنامي لدى الشعب، ولم تكن على معرفة بالوضع الاقتصادي المزري الذي يعيشه، وبالسحق الذي يشعر به، وبالمهانة التي يتعرض لها من نظم استبدادية مافيوية. فهذا المستوى ليس من اختصاصها، لأنها معنية بـ «القضايا الكبرى». ولهذا فالشعب هو ليس من هذه «القضايا الكبرى»، التي ستبدو، في الواقع، كتجريد وعموميات. حيث لم يلتفت هذا الشعب إلى السياسة، ولم يطرح مسائل الحرية والديموقراطية، ولا دعم هذا الحزب أو ذاك، لهذا لم يدخل في «المجال الراداري» للنخب، التي كما قلنا انحصرت في «المستوى السياسي». الأمر الذي جعلها بعيدة من تلمس تراكم الاحتقان كلما ارتفعت الأسعار، وتجمّد الرتب، أو تقلصت إمكانات العمل... أي كلما ازداد عدد العاطلين من العمل والمفقرين.

وكذلك كانت بعيدة من معرفة ماذا يعني تراكم الاحتقان، وأنه سينفجر في لحظة ما ليُحدث ثورة هائلة. بعد ذلك كيف يمكن ان نفهم معنى أن يثور الشعب؟



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة السورية في عالم جديد
- الوضع السورى .. المعقد
- الماركسية وطريق انتصار الانتفاضات في البلدان العربية
- عن الخطاب السياسي للمعارضة السورية
- الإمبريالية: كسياسة أم كاقتصاد سياسي؟
- الثورة ستنتصر والأسد سيسقط
- ملاحظات حول أزمة الماركسية في الوطن العربي
- الحركة القومية العربية: تجربة نصف قرن - فصل من كتاب -الهزيمة ...
- الخلافة الإسلامية وأوهام العودة إلى الوراء
- مصائر الشمولية سورية في صيرورة الثورة
- سلامة كيلة في حوار مفتوح حول: الانتفاضات في الوطن العربي، لم ...
- بعد انتصارات الإسلاميين: الفارق بين الإسلام التركي والإسلام ...
- بعد الانتفاضات العربية الإسلام السياسي في قمة مجده أو.. غرور ...
- ماذا بعد تشكيل المجلس الوطني السوري؟ حال المعارضة السورية بع ...
- عن دور الإسلاميين في الانتفاضة السورية
- حدود -الممانعة- السورية
- الماركسية و دور اليسار في الثورات العربية
- في مصر، النظام لم يسقط بعد
- إستراتيجية مكافحة الثورات العربية
- المقاومة والممانعة في زمن الانتفاضات العربية


المزيد.....




- الإفراج عن الضابط عمر نزار المحكوم بالمؤبد عن جريمة قتل متظا ...
-  الآلاف يحتشدون في كافة أنحاء المملكة المتحدة لوضع حد للفاشي ...
- الفصائل الفلسطينية: موقفنا ثابت من المفاوضات بضرورة تنفيذ ما ...
- تركيا: ضبط أسلحة خاصة بحزب العمال الكردستاني في شمال العراق ...
- العراق.. تبرئة ضابط أدين بقتل متظاهرين في -مجزرة جسر الزيتون ...
- لا سبيل لمواجهة السياسات اللاشعبية سوى بالمزيد من تنظيم وتقو ...
- الجبهة الشعبية: تتوجه بالتحية إلى المقاومة والشعب اللبناني ...
- الدفاع التركية: تحييد عنصرين من حزب العمال الكردستاني شمال س ...
- أكاديمي أميركي: وصف ترامب لهاريس بأنها شيوعية يظهر قلقه الوا ...
- تجديد حبس للصحفي ياسر أبو العلا 15 يوم.. وممدوح والخطيب أمام ...


المزيد.....

- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلامة كيلة - أي معنى للشعب وأي منظور له؟