|
بيان ( 1 ) الإرادة . . قبل الهرولة
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 22:37
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
أساتذة الجامعة الأعزاء : إننا نقف على مرحلة خطرة للبلد والجامعة اليمنية ، وهي مرحلة لا يجدي فيها التجريب ، إما أن نخط تجربة نوعية لإعادة بناء الصرح الأكاديمي – اليمني على أسس وقواعد سليمة ، أو نعيد إنتاج الجامعة وفق ما كانت عليه من تداع كلي للقيم الأكاديمية بما عرفناها قبلا . . وبأردية جديدة مخادعة متنوعة ، نكرر من خلالها مجددا صناعة الوهم والتوهيم والتذرع وتزييف الحقائق ، وما يترتب على ذلك لاحقا ضرورة عودة الفساد والإفساد الإداري والمالي والعلاقاتي والأخلاقي ، فتنهار القيم على صعيد كلية البنائية الهيكلية المنظمة للحياة الأكاديمية ، ومعها ينهار التعليم فينتج عن ذلك تدهور مخرجات العملية التعليمية ، وما ينعكس عن ذلك إنتاج مسوخ شابة تنعدم لديها الكفاءة العلمية والخبراتية والثقافية ، وتتأصل في مكون شخصيتها تلك المؤسسات اللاأخلاقية التي تم إكسابها لدفع الخريجين من قبل المنظومة الكلية للإدارة التنظيمية للحياة الجامعية عبر متراكم ثابت خلال أعوام الدراسة في الجامعة . إننا يجب أن نلاحظ أنفسنا – كأساتذة - في الآونة الأخيرة في جامعة تعز ، خاصة كتأثر مقلد عاطفي وانفعالي مع ما يجري في جامعة صنعاء حول انتخاب رئيس الجامعة ونوابه ، كنزعة استبدالية للتعيين بآلية الانتخاب . وإذا تمعنا في أنفسنا بتجرد كامل سنجد أنا نتدافع بانتهازية وأنانية مع بعض في محاولة كل يقصي الآخر ، ويكيف إنقاذ الجامعة والعملية التعليمية للجامعة لذاته دون غيره – وهي ذات المتجهات السابقة التي قادت إلى انهيار الجامعة كليا – والغريب أن الجميع يتحدث عن التغيير والتطوير وأهلية الكفاءة والاستحقاق بصورة يعاد معها مجددا قيم الانحلال السابقة ، والتي تقوم على مبادئ رخوة منحلة مؤطرة بمقولات مفادها : (غلق الملفات ، تصفير العداد . . ونحن أبناء اليوم وما جرى أمس ننساه ) ، والذي معناه نفي التمايز بين المتنافسين للترشح – علما ، أخلاقا ، خبرة ، تاريخا ، ثقافة ، قيمة ، قدرة ، عطاء ، خدمة . . وسماتا شخصية معلمة بكل واحد عن الآخر . أيها الزملاء ، إن المجتمع ينظر إلينا فيما نفعل ، وانتم تعلمون أننا نعيش في مجتمع بسيط يعرف المحيط كل واحد منا ويعرف خصائصه وتاريخه ، فإما نخرج لهم قيادة قدوة رفيعة تمنح للجامعة وأستاذها وعامليها وطلاب العلم فيها مكانتهم التي يجب أن تكون بالنسبة للمجتمع والشارع ، وإما أن نخرج لهم ما يجعلنا أضحوكة فتفقد المهابة والمكانة الاجتماعية للجامعة ، فنكون على ما نفعله خاسرين ومرتكبي جرم – دون قصد منا – بفعل تأصل قيم انحطاط الماضي القريب في أنفسنا دون دراية ، فنجدنا نتوزع المقومات القديمة لاختيار الأشخاص لشغل المناصب بانتقائية وتذرعيه ذاتية صرفة ، ينزع كل واحد منا انتقاء ما يلبس عليه بتفسيرية ساذجة تجعل هذا المقوم ألتذرعي لا يلبس على غيره . يا قادة النخبة المجتمعية ، إننا نعلم ، أن كل واحد منا منذ تعين في الجامعة وحتى هذه اللحظة لم نعلم ماهي ماهية الجامعة ؟ وماذا تعني ؟ وكيف تعلم عن غيرها من صروح التعليم والخدمة الاجتماعية ؟ ، لم نعلم ما هي المرتكزات التي تقوم عليها الجامعة كصرح نوعي الإنتاج لا يماثله أي صرح آخر ؟ ، لم نعلم كيف للجامعة أن تكون قائدة التحديث المجتمعي للعمل المؤسسي ، وما هو العمل المؤسسي كبناء منتج لا بيروقراطي متكلس ؟ إننا نعلم أننا لم نسأل أنفسنا : كيف لعملية إحلال الكادر الوطني محل الأجنبي يتنج تدهورا في مخرجات التعليم والقيم الأخلاقية التي لا تحترم العلم أو التقاليد العلمية أو قيمته للخريج والمجتمع ؟ إن أستاذ الجامعة بعلمه وفكره وخبراته قائد تغييري شجاع بذاته ، كيف له أن يقف سلبيا تجاه النخر لهذا الصرح وحرفه عن حقيقة وجوده الذي يقوم عليه ، بل والأسوأ أن يتدافع الكثرة من هؤلاء القادة المعول عليهم المجتمع لإنقاذه يتسابقون للتطبع الانقيادي للسياسي والعمل بصورة حثيثة على تطبيع كافة المكونات لهذا الصرح – بكل الوسائل الإرضائية أو الإستهدافية – كدور مناقض كليا لقيمة الصفة الأكاديمية التي نحملها ، ومناهض استبدادي لتحسن المجتمع وحياة الناس بما يفرز إليهم من حوامل بشرية مدمرة أو غير كفاءة ، تتخرج من الجامعة لتكون عالة على المجتمع بدلا من أن تكون منقذه له . إننا نعلم أن هناك الكثير والكثير ، فيكفي أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع آمال شعبنا الذي لم يعرف أمنا أو استقرارا أو تحسنا لحياته منذ أزمان طويلة ، فحقيقة التوجه للترشيح مبنية على نزعة إحداث القطيعة مع كامل صور الدمار السابقة ، إنها تقوم على نزعة التغيير الهادف ، على قيم النبالة لانتقاء قادة يمتلكون الأهلية للانتقال بالجامعة والبلد إلى الأمان وتثبيت قيم التحويل التنموي عبر العلم – لا استبدال أشخاص بآخرين – إنها مهمة صعبة لا يمتلك الأهلية إلا قلائل نادرة ، وبيدهم ستتغير أحوال الجميع والتعليم – إننا نحتاج الوقوف بصدق مع أنفسنا دون تجاهل لقدرة وسمات كل واحد منا مع نفسه ودون رياء مع غيره ودون عداء وثقافة كراهية تجاه الآخر – لنرتفع عن أنفسنا وعن الصغائر ، ولنكن عند حد المسؤولية العلمية والأخلاقية لتقديم صالح الأمة ومستقبل حياة أجيالنا القادمة بتوحيد إرادتنا الرصينة خارج التوازنات السياسية واللهث على المناصب والفرص ، وتجسيدها بأولئك الذين نعرف سماتهم أنهم دون غيرهم يمتلكون أحقية الالتفاف وراءهم لينتصر مسار التغيير التصحيحي للوضع الأكاديمي والاجتماعي بما يمنح الجامعة ومن فيها قدرهم الرفيع ، ولن يكون ذلك إلا عبر معايير متعددة – مجردة غير انتقائية انتهازية - تمثل مشروطيات شغل المنصب بما يتناسب وحقيقة ذلك المنصب بما يقطع إرث السابق ، ويحقق مسألة التغيير إلى الأفضل .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخطط اتجاهات المشروع الإبداعي الفكري لعمل دائرة الفكر والثقا
...
-
دراسة تعريفية واحصائية لسرطان الثدي - اليمن - 3
-
دراسة تعريفية واحصائية لسرطان الثدي - اليمن - 2
-
دراسة تعريفية واحصائية لسرطان الثدي - اليمن
-
مؤتمر الحوار الوطني ( اليمني ) . . مفتاح الانتقال الاجتماعي
...
-
أ . . أ قدرٌٌ . . ممكن له أن يأتي
-
بيان تنبيه : الهيئة العامة للمعاشات . . وكر لفساد المطلق وال
...
-
التدريس الأولي - الجامعي - للجهاز العصبي
-
مشروع الرؤية الإستراتيجية لعمل منظمات الحزب الاشتراكي اليمني
-
مشروع اتجاهات الإنتقال التحديثي للعمل الحزبي - اليمني
-
الجزء الثاني من مشروع تعز. . في مبادرة حل المسألة الجنوبية
-
الجزء الثالث / الفصل الأول من : مشروع مبادرة تعز . . في حل ا
...
-
عودة الإنتهاك للوطن ( اليمني )
-
أنواع من الاسماك في اليمن . . والامراض الشائعة
-
تعز مسؤولية المبادرة في حل المسالة الجنوبية
-
أدبيات ثورة فبراير 2011م. الشعبية . . اليمنية
-
رهنية الحزب الاشتراكي اليمني في معادلة وضع الخروج
-
من الذاكرة . . قصيدة منسية
-
إرهاصات المسار اليمني . . بين المجلس الانتقالي والمجلس الوطن
...
-
المجلس الوطني للشباب الثوري الفاعل لبناء المدنية - ساحة الحر
...
المزيد.....
-
نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة شقيق الرفيق السعودي لعمالكي عضو
...
-
الحزب الشيوعي العراقي: تضامنا مع الشيوعيين السوريين ضد القر
...
-
موسكو: ألمانيا تحاول التملّص من الاعتراف بحصار لينينغراد إبا
...
-
مظاهرات بألمانيا السبت وغدا ضد اليمين المتطرف
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 589
-
تحليل - فرنسا: عندما يستخدم رئيس الوزراء فرانسوا بيرو أطروحا
...
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|