حاكى الصِّبا للصبِّ دوحا زاجـلا
إذ يرفـــد الأشواق نسغا سلسـلا
يستنهض الذكرى ومكتوم الجـوى
لو غاضت الذكرى ومعشوقٌ قـَــلا
واليوم وافاني صِبــاً غنّى لــهُ
قلــبيْ بتعــلال اللقــا مسترسلا
ما كنت في شكٍّ لأقصـيْ أصلـه
في كـلِّ ما يقضــيْ دليـلا حافـلا
عـلاّنُ ذو نفـحٍ عذيبـيٌّ حَـوى
عــودا وريحانا وسِعـدا خيضــلا
رَوْحُ الرعابيب العـذارى فيحــُه
كالصـَّرْدِ للنجـران بالـورد احتلـى
تختالـه الحُسنان يدنـو مُبْشــرا
يستــاق تيهانــا ربابــا ريفـلا
آلاؤه تحكــي اختصارا إنــه
مـن آل مبعـوث تسامى واعتلــى
يا طِيـْبُ أهلِ البيتِ حيـّا مرحبا
مسـراك للثـّـاوي مزامـيرا تــلا
هم فلكُ منجاةٍ ونبراسُ الدُّجــى
والعـروة الوثقــى وطابـوا موئـلا
أزكى أقانيــمٍ ملـوكٌ أرضِعـوا
من كوثر العرش العظيـم المنهـــلا
الأوليـاءُ الأتقيــاءُ الأعصمـو
ن الحائـزو فـوق الثريـّا المنــزلا
يا قاصدا بغـداد عرِّج واتّخــذ
كـَوثى وسرمرتا وطــَفَّ المنفـلا
زُرْ نـُـورَ منجوفٍ ومثوى كاظمٍ
واختِـم بمـَهــْدِيٍّ ومَثوَي كربـلا
واستنشق الطيب المسجّى حولهـا
هاتــي رياضٌ من فراديس العــُلا
قبــِّل ثراهـا وانحنـي رضوانها
من بعد طُهــر النفس كان الفيصـلا
يا سادةَ الأخرى وأعراف الأُلــَى
فلتعـذروا قلبـا بصبريـن اصطلـى
صبرٌ على شوقٍ لألقـى أرضكـم
والصـّـبر فالأيـّام دقـّت جُلجـُلا
شتـّان، ما فـَجُّ الفيافـي بيننـا
لكـنّ كابوسـا تلَظـّـى كلكــلا
أمّا مضى فالفوز، أو إمـّا مضت
فلتقبلــوا مِنـِّى سلامـا نوفــلا