|
المصانع الكيماوية -فروتروم- في عكا تهدّد بكارثة: العمال العرب واليهودي دفعوا بصحّتهم ثمن نهم الرّبح! :
رفيق بكري
الحوار المتمدن-العدد: 1123 - 2005 / 2 / 28 - 09:20
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
المصانع الكيماوية "فروتروم" في عكا تهدّد بكارثة: العمال العرب واليهودي دفعوا بصحّتهم ثمن نهم الرّبح! تقرير: رفيق بكري السبت 26/2/2005 * نتيجة فحص مئة عامل اكدت: كلهم مرضى بالسرطان و 40 بامراض الكبد وفيروسات الدم و 40 بامراض الاعصاب وارتجاج الاطراف * ادارة المصنع ترفض دفع اتعاب التقاعد للعمال، والعمال الذين تحدّث عدد منهم لـ الاتحاد يطالبون وزيري المالية والبيئة بمساعدتهم * مرة اخرى تتصدر "المصانع الكيماوية 1952" المعروفة بـ (فروتروم) - مصانع الموت في عكا، وسائل الاعلام واهتمام المؤسسات الحكومية والجهات المسؤولة من جراء النتائج الخطيرة وما تشكله من اخطار بيئية على المنطقة. مكتب المحاماة (برأون) في تل ابيب والذي يترافع عن مئات العمال الذين عملوا في المصنع أجرى فحوصات طبية لمئة عامل، والنتيجة المذهلة: جميعهم مصابون بالامراض المختلفة على النحو التالي: - 20 عاملا مصابون بامراض السرطان. - 40 عاملا مصابون بامراض الكبد واصابات بفيروسات في الدم. - 40 عاملا مصابون بامراض الاعصاب وارتجاج بالاطراف. صاحب المصنع جون فاربر، يملك مصانع كيماوية اخرى في البلاد والخارج منها مصنع (فروتروم) الصغير في منطقة "المفراتس" ومصنع (بلتيموسبايس) لتصنيع البهارات في عكا. وهو يسيطر على (p.v.c ) لتصنيع المصنوعات البلاستيكية في اسرائيل واوروبا، ويرفض دفع تعويضات لعمال المصنع حسب الاتفاق الذي جرى بينه وبين ادارة المصنع ولجنة العمال لدفع 185%. وحسب التقارير التي نشرت في وسائل الاعلام فان ديون المصنع تساوي 150 مليون دولار. ويعيش العمال الذين عملوا عشرات السنين في تلك المصانع اليوم بين نارين، الاولى ان مئات العائلات قذفت الى سوق البطالة دون اتعاب او تعويضات والثانية الاصابات بالامراض الخطيرة المختلفة والشعور بالقلق والحالات النفسية الصعبة. في لقاء لـ "الاتحاد" مع عدد من العمال، ابدوا استعدادهم للحديث وبحرارة عن اوضاعهم لايصال كلمتهم للرأي العام وللدوائر الحكومية المسؤولة. العامل فريد علي من مدينة عكا (51) سنة عمل في المصانع الكيماوية (فروتروم) طيلة 27 عاما.
"الاتحاد": هل تعاني من امراض نتيجة عملك في هذه المصانع؟ علي: نعم، اعاني من مشاكل صحية كثيرة منها آلام في فقرات الرقبة واسفل الظهر وفقدت 90% من اسناني واعاني من مشاكل وآلام في لثة الاسنان واشعر كل الوقت بضعف وتعب جسماني.
"الاتحاد": كيف ومتى علمت عن تأثير عملك على صحتك؟ علي: عملت طيلة هذه السنوات دون ان اعرف خطورة المواد التي نعمل بها، وادارة المصنع لم تعلمنا بذلك، المصنع مبني بطريقة غير قانونية، فمادة الـ (pvc ) موجودة في قاعة مغلقة (وهذا ممنوع) وهي مادة سائلة ولكنها عندما تلامس الهواء تتطاير كالغاز الامر الذي أدى الى استنشاقنا لهذه المواد التي تسبب الامراض السرطانية، ومن هذه المواد، الزئبق وهو مادة مساعدة للتصنيع بدرجة حرارة عالية لاستخراج غاز الكلور منه فيتبخر ويدخل الى الجسم. ويضيف علي: عندما كانت ادارة المصنع تجري الفحوصات الطبية لنا كانوا يجدون نسبة الزئبق عالية في الجسم فيطلبون منا الابتعاد لفترة زمنية عن هذا القسم، ونعود اليه فيما بعد. ويقول علي انا اعرف ما لا يقل عن 30 عاملا ماتوا او مرضوا بالسرطان.
"الاتحاد": وما هي خطواتكم المستقبلية؟ علي: لقد اجتمعت لجنة العمال مع وزير المالية بنيامين نتنياهو، وطالبناه بتحرير الاموال ودفع التعويضات لهم خاصة وان هناك ضمانات مالية من قبل وزارة المالية بقيمة سبعة ملايين دولار. ووعد نتنياهو بدراسة الموضوع على ان تقدم لجنة العمال تقريرا ماليا حول مستحقات العمال، كما ونرجو من وزير البيئة الجديد شالوم سمحون الذي امر باغلاق المصنع بعد ان كشف عن خطورته حل المشكلة، وباعتقادي ان مفاتيح الحل بيديه ونأمل منه مساعدة العمال. العامل البرت اغفايف من عكا عمل في المصنع طيلة 17 عاما وقال لـ "الاتحاد": العمال طيلة 49 سنة كانوا يجهلون الاخطار المحدقة بهم، وبعد ان حصل الانفجار بتاريخ 13/10/2003 قررت وزارة البيئة اغلاق المصنع.
"الاتحاد": هل حرصت ادارة المصنع على الوقاية وأمن العمال؟ اغفايف: لم يع ِ العمال خطورة المواد السامة التي يعملون بها، مثلا مادة الـ (v.c.m) هي غاز سام يتسبب بامراض سرطانية، هذه المادة استعملت في المستشفيات للتخدير، فكان عمال المصنع في الصيف يضعون البطيخ داخل هذه المادة لتبريده... ولم يعرفوا مدى خطورة ذلك. كانت ادارة المصنع تلزم العمال بالدخول الى الحاويات الضخمة التي كان يخزن فيها الغاز ومواد كيماوية اخرى لتنظيفها. هنالك حاوية (الالكتراليزا) كنا نضع فيها الكلور ومواد اخرى ولم تجر للعمال الفحوصات الطبية لخطورة المواد التي عملوا بها. وعندما اراد أي عامل فتح فمه او التذمر من شيء اسكتته الادارة بالمال او الاغراءات الاخرى.
"الاتحاد": ما هي الاخطار الكامنة في هذه المصانع؟ اغفايف: اولا اذا حدثت كارثة في هذه المصانع – يجب اخلاء الناس من المنطقة بمسافة 60 كم. وغالبية العمال الذين عملوا في المصانع اصيبوا بالامراض المختلفة، وحتى العمال الذين لم يصابوا بعد يتهددهم مستقبلا خطر بالامراض الخطيرة ولذلك نحن نعيش في حالة من الرعب المتواصل.
"الاتحاد": ما هو الحل حسب رأيك؟ اغفايف: انا اعمل الآن مع 120 عاملا في المصنع، وظيفتنا حماية المصنع بعد اغلاقه لمنع وقوع كارثة، بناء على قرار محكمة الصلح في حيفا قبل سنة والتي حمّلت وزارة البيئة مسؤولية ما حدث في (فروتروم) خاصة وانها الجهة التي كانت من المفروض ان تفحص صلاحية المكان. ويضيف اغفايف، حتى بعد سنة من قرار المحكمة لم تجر وزارة البيئة أي فحص في المصانع وهذا يدل على اهمال الوزارة من جهة وجهلها من الناحية المهنية في تطبيق عملها، ولذلك علينا نحن العمال حماية المكان ومراقبته لمنع وقوع أي كارثة.
"الاتحاد": ما هي الطريقة للتخلص من المواد الخطيرة المخزنة؟ اغفايف: يمكن ابعاد هذه المواد بواسطة نقلها في سفينة الى خارج البلاد، ولكننا لن نوافق على تنفيذ ذلك الا بعد حل مشكلة العمال ودفع التعويضات لهم. العامل دافيد آبل، 58 سنة من حيفا، عمل في المصانع طيلة 35 عاما. وقال لـ "الاتحاد": في عام 1981 فقدت الشبكية في احدى عيني، واليوم اعاني من الآلام في اليدين والظهر ومشاكل في كفي اليدين ومشاكل ضغط دم ووجدوا مؤخرا في جسمي ورما سرطانيا، وفقدت اكثرية اسناني.
"الاتحاد": وماذا ستفعل؟ دافيد: لقد عملت في كل الاقسام والمواد الاكثر خطورة، وعندما عرفت ماذا حصل لي منجراء ذلك كان الوقت متأخرا... ولكن نضالنا اليوم هو كيف سنحصل على حقوقنا ودفع مستحقات التقاعد، اما الاضرار الصحية فهذه قضية قائمة بحد ذاتها، فالمال يمكن التوصل لاتفاق والحصول عليه، ولكن الصحة لا يمكن اعادتها؟! ويضيف دافيد ان صاحب المصنع لديه من الاموال الكافية لتعويض عماله وارجاع الاموال التي جباها من العمال طيلة سنوات عملهم وخاصة التوفيرات. وأكد دافيد ان على الحكومة ان تضغط على ادارة المصنع لتحرير الاموال لاصحابها. العامل هشام شمالي 40 سنة من عكا، عمل طيلة خمس سنوات في المصنع، وقال لـ "الاتحاد" كنت ادخل الى الحاويات لتنظيف الزبالة الكيماوية، ولم اكن اعرف ان هذا العمل بهذه الخطورة. والسؤال الذي يطرح نفسه، يقول شمالي، من سيرضى بقبولي في العمل بعد ان عرف انني عملت في فروتروم، والمأساة الكبرى انني اليوم عاطل عن العمل واعتاش من مخصصات ضمان الدخل وكل ما نريده الحصول على حقوقنا لا اقل ولا اكثر.
#رفيق_بكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ندوة لقسم الحماية الاجتماعية :
-
جلسة مثمرة في مؤسسة “سبيبا”
-
شيكات: ماذا عن الأحكام الانتقالية الخاصة باصحابها محل التتبع
...
-
الفينيق يُطلق حملته السنوية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ال
...
-
الفينيق يُطلق حملته السنوية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ال
...
-
نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطلق حملة صحفيات بزمن الحرب
-
الحكومة الجزائرية : حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في الجزائر
...
-
تأكيد المواقف الديمقراطية من الممارسة المهنية وعزم على النهو
...
-
وزارة المالية العراقية : موعــد صرف رواتب المتقاعدين في العر
...
-
“اعرف الآن” وزارة المالية تكشف حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|