أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - معركة -كامب ديفيد- في سيناء!














المزيد.....

معركة -كامب ديفيد- في سيناء!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3861 - 2012 / 9 / 25 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
لا تستطيع إسرائيل أنْ تُنْكِر أنَّ لها مصلحة أمنية (واقتصادية) مهمَّة وحقيقية في جَعْل سيناء آمنة، أو أكثر أمْناً، لها ولمواطنيها، وفي ضَرْب وإضعاف الجماعات المسلَّحة فيها، والتي بعضها يتسلَّح، أيضاً، بعقيدة "الجهاد (والذي بعضه عَبْر الحدود)" ضدَّها، ويتوفَّر على تفجير الأنابيب التي تنقل غازاً مصرياً (في منتهى الرُّخص) إليها، ويقيم صلات قويَّة (عسكرية وتسليحية) مع جماعات شبيهة بها في قطاع غزة، وترى الدولة اليهودية فيها (أيْ في هذا الصِّلات) مَصْدَر تهديد متزايد لأمنها؛ حتى الجماعات التي تشتغل بتهريب السلاح والذخيرة في سيناء يمكن أنْ يعود نشاطها هذا بالضرر على الأمن الإسرائيلي؛ لأنَّ بعضاً من هذا المهرَّب من السلاح والذخيرة يمكن أنْ يصل إلى قطاع غزة.
وهذا إنَّما يعني، وإنْ أبَت إسرائيل الاعتراف بالأمر، أنَّ السيادة المصرية المنقوصة (عسكرياً وأمنياً) على سيناء، بموجب الملاحق الأمنية والعسكرية لاتفاقية كامب ديفيد، والتي كانت سبباً لجعل إسرائيل أكثر اطمئناناً إلى أمنها، تحوَّلت، بسبب تمكُّن تلك الجماعات من ملء هذا الفراغ الأمني والعسكري، إلى مَصْدَر تهديد متزايد لأمنها؛ وثمَّة من الإسرائيليين مَنْ أساء الظنَّ، ففسَّر بعضاً من نشاط تلك الجماعات، وأعمال التفجير لأنابيب الغاز على وجه الخصوص، على أنَّه "جزء خَفي" من سعي الدولة المصرية إلى سدِّ النَّقْص في سيادتها العسكرية والأمنية على سيناء كاملةً، من طريق خَلْق مصلحة لإسرائيل نفسها في تعديل وتغيير بعض بنود تلك الملاحق. حتى حادث تعرُّض جنود مصريين للقتل على أيدي أفراد من تلك الجماعات رأى فيه بعض الإسرائيليين فرصة انتهزتها السلطات المصرية لإكساب مطلبها تعديل تلك البنود "شرعية أكثر"، مع أنَّ قَتْل هؤلاء الجنود المصريين لم يكن هدفاً في حدِّ ذاته، فالقَتَلَة إنَّما كانوا يريدون، على ما يبدو، إنجاح سعيهم إلى مهاجمة أهداف إسرائيلية.
إسرائيل، على ما أحسب، لن تظل على رفضها المبدئي، الذي أعلنه وزير خارجيتها ليبرمان، لتعديل بعض البنود، او للتفاوض مع مصر من أجل تعديلها، بالاتِّفاق والتوافق بينهما؛ لكنَّها، وإلى حين، ستبقى مستمسكة بالخيار الأفضل، من وجهة نظرها، إلا وهو أنْ تظل مصر محتاجة إلى أنْ تُنسِّق معها كل أمْرٍ يتَّصِل بالجهد العسكري والأمني المصرية لضرب وإضعاف الجماعات المسلَّحة في سيناء؛ وكأنَّ غايتها هي أنْ تُظْهِر الرئيس المصري محمد مرسي على أنَّه يخوض هذه الحرب في سيناء بالتنسيق والتعاون مع إسرائيل، يستأذنها في كل صغيرة وكبيرة تخصُّ هذه الحرب، حتى إذا وضعت الحرب أوزارها، وأنجزت أهدافها ومهماتها، دَعَت إسرائيل مصر إلى إعادة وجودها العسكري إلى ما كان عليه من قبل؛ أمَّا إذا استعصى على القيادة المصرية النجاح في هذه الحرب، وأوشكت أنْ تمنى أهدافها ومهماتها بالفشل، فربَّما تطلب القاهرة، على ما تتوقَّع إسرائيل وتأمل، مساعدة عسكرية إسرائيلية لدرء الفشل؛ وهذا هو أسوأ ما يمكن أنْ تفعله مصر في عهدها الجديد.
والأسوأ، من وجهة نظر إسرائيل، أنْ تضطَّر هي، أخيراً، إلى قبول طلب مصر التفاوض من أجل إدخال تعديلات وتغييرات على بنود معيَّنة من ملاحق كامب ديفيد؛ ومع ذلك، ستسعى إسرائيل إلى تحويل هذا الخيار الأسوأ إلى خيارٍ ينطوي على كثير من الإيجابيات بالنسبة إليها؛ وفي مقدَّم هذه الإيجابيات التي تتوقعها، وتسعى إلى الحصول عليها، أنْ تَجْعَل الاتفاق على التعديلات مدخلاً إلى أنْ تعيد مصر، في عهدها الجديد، تأكيد، وتجديد، اعترافها باتفاقية كامب ديفيد وبمعاهدة السلام، وإلى تحقيق نوع من المصالحة بين الدولة اليهودية والحكم الإسلامي في مصر.
لكنَّ إسرائيل تنظر بعين القلق إلى ما صَدَر عن الرئيس مرسي، أخيراً، من إشارات إيجابية تجاه إيران؛ فليس ثمَّة ما يمنع الدولة اليهودية من أنْ تفهم هذه الإشارات على أنَّها تعبير عن رغبة القيادة المصرية الجديدة في أنْ تُحسِّن وتُطوِّر علاقة مصر بإيران بما يعزِّز مركز مصر التفاوضي مع إسرائيل.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طهران إذْ غَيَّرت تقويمها للتهديد الذي تتعرَّض له!
- جامعات لوَأْدِ النِّساء!
- لِمَ الاعتراض على هذا الحل للأزمة السورية؟!
- البابا في شرحه الفلسفي ل -حرِّيَّة التعبير-!
- -وسطيون-.. -سلفيون-.. -جهاديون-.. -تكفيريون-..!
- -النووي الإيراني- يتمخَّض عن -هيروشيما سوريَّة-!
- جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القار ...
- كَمْ نحتاج إلى -التنظيم الذاتي المستقل-!
- هل تأتي على يَدَيِّ مرسي؟
- لله يا ناخبين!
- كاوتسكي حليفاً لبشَّار!
- البنك الدولي يقرع ناقوس الخطر!
- مرسي مُتَرْجَماً بالفارسية!
- رِحْلَة نظريَّة في أعماق المادة!
- في -السقوط-!
- موت -اللغة- في جرائدنا اليومية!
- لهذه الأسباب لا أُشارِك في الانتخابات؟
- أجَلْ ثمَّة ثورة في سورية ومصر وتونس!
- -الجيوش- من وجهة نظر -الربيع العربي-!
- سَطْوَة الدِّين!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - معركة -كامب ديفيد- في سيناء!