أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم يونس الزريعي - النظام الرسمي العربي : طريق التهافت














المزيد.....

النظام الرسمي العربي : طريق التهافت


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1123 - 2005 / 2 / 28 - 09:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم يكن مؤتمر شرم الشيخ مجرد لقاء جمع رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية ، بحضور " شاهدي عدل " هما الرئيس المصري وملك الأردن ، بل كان بمثابة مؤتمر وأد الانتفاضة ، وتدشين مرحلة الحضور الصهيوني المباشر بكل ثقله في العديد من العواصم العربية .

وأخال أن العديد من المتابعين لموضوع الصراع العربي الصهيوني ، قد صنفوا تأكيد وزير الخارجية الصهيوني بعد ذلك المؤتمر المشئوم ، من أن الكيان الصهيوني ينتظر وصول سفراء عشرة دول عربية إلى " تل أبيب " في الأيام القادمة ، تحت بند المبالغة الصهيونية التي تستهدف الضغط النفسي ببث روح الخذلان وفقدان الأمل وانعدام الثقة في الغد في أوساط الجماهير العربية بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص .

غير أن ما أسفر عنه المؤتمر على الصعيد الفلسطيني ، وما واكب ذلك من تبرع كلا من حكومتي الأردن ومصر بإعادة سفرائهما إلى الدولة العبرية واستعداد فلسطيني بتوفير الأمن للكيان الصهيوني ودون مقابل جوهري يتجاوز تخوم الأقوال، قد كرس رئيس الوزراء الصهيوني الرابح الوحيد في هذا المؤتمر بعد كل المجازر التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني على مدى السنوات الماضية ، وكأني بالمؤتمرين قد أرادوا غطاء فلسطينيا من أجل عودة العلاقات بين تلك الدول والعدو الصهيوني .

فالخطوة الفلسطينية كانت ضرورية من أجل توفير الغطاء لبعض النظام الرسمي العربي ، للتحلل من العبء المعنوي على الأقل للحالة الفلسطينية الدامية الممتدة على مدى سنوات الانتفاضة الذي كان فيها معظم النظام الرسمي العربي إن لم يكن كله يمارس بضاعة الكلام ، فيما يواجه الشعب الفلسطيني الآلة العسكرية للنازيين الجدد المغطاة سياسيا واديولوجيا من قبل الإدارة الأمريكية بمفرده .

ولأن أغلب النظام الرسمي العربي لا يستند إلى إرادة وقاعدة شعبية حقيقية ، فهو يراهن على التفهم والدعم الخارجي لخلق متطلب التوازن ، في ظل حالة الانفصام التي يعيشها مع المجموع الشعبي القادر على خلق البديل ، الأمر الذي يجعل منه اضعف من أن يواجه الضغط الخارجي أيا كانت حدوده ، وهو ما يجعله دوما يسعى للتواؤم مع المتطلبات والشروط والإملاءات الخارجية ، طالما أنها لا تطاله كمؤسسة ، حتى ولو كانت على حساب إرادة ورغبة الأغلبية الشعبية .

ولعل أسوأ تلك الحالات وأكثرها تهافتا هي التي يسعى فيها بعض النظام الرسمي العربي إلى كسب رضا وقبول الإدارة الأمريكية عبر بوابة " تل أبيب " ، التي لازالت تدير الظهر لقرارات الشرعية الدولية ، وتواصل تحدي قرار محكمة العدل الدولية باستمرارها في بناء جدار الفصل العنصري الذي يطوق ا لقدس وما حولها إضافة إلى ضمه 7 في المئة من مساحة الضفة بموافقة إدراة بوش الابن ، واستمرارها في بناء المستوطنات إضافة إلى إقرارها خطة لبناء 6000 مسكن في الضفة الغربية لينقل إليها مستوطنو القطاع الذين سيتم إخلاءهم في إطار خطة شارون الفصل من جانب واحد، ووضع كل الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة داخل معتقل كبير إضافة إلى ذلك الكم الكبير من أسرى الحرية في معتقلات أولئك النازيين الجدد .

ومع ذلك إذا ما تركنا قضايا مثل حق العودة والدولة والقدس على الجانب الفلسطيني باعتبارها قضايا للحل النهائي جانبا ، فإن هناك أيضا أراض عربية سورية ولبنانية لا زالت محتلة ، لم تبد الدولة العبرية حتى الآن أي نوايا باتجاه الحديث حولها ، يصبح عندها السؤال ما الذي تغير ؟ هل الكيان الصهيوني أصبح على استعداد لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بخصوص الأراضي العربية المحتلة يستحق كل هذا التهافت ؟ أم أن هذا النظام الرسمي العربي قد ألقى بعيدا " بورقة التوت " باتكائه على ذريعة ما يسمى التحرك على المسار الفلسطيني الذي لا يعدو ما يدور في إطاره سوى حملة علاقات عامة من قبل الكيان الصهيوني ؟.

وهو ما تحاول الدولة العبرية استثماره تساندها في ذلك إدراة أمريكية موغلة في عدوانيتها تجاه الأمة العربية وقضاياها ، ولذلك تأتي دعوة " الجزار شارون " إلى تونس، والزيارة التي قام بها نائب وزير التعليم الصهيوني إلى قطر مهما كانت الذرائع والحجج التي تسوقها كلا الدولتين لتبرير هذا التصرف ، فإنها تبقى ذرائع وحجج تعوزها النزاهة الفكرية والأخلاقية وتمثل طعنة في الظهر توجه إلى نضال الشعب الفلسطيني خاصة والأمة العربية عامة .

ولعل ما جرى من اتصالات إسرائيلية ـ قطرية وما كشفته المصادر الصهيونية عن عديد اللقاءات التي جرت بين مسؤولين من تونس والكيان الصهيوني لعل أبرزها اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الصهيوني مع وزير الخارجية التونسي ، وقبل مؤتمر شرم الشيخ بوقت طويل ، إنما يكشف عن ذلك الكم من التضليل الذي يسوّقه بعض النظام الرسمي العربي ، بادعائه أن كل هذا التهافت إنما يجري بهدف خدمة القضية الفلسطينية وللضغط على الكيان الصهيوني .




ولا بأس من القول في هذا السياق المحدد صدق شالوم " وكذب بعض النظام الرسمي العربي " ولأن المتابع والقارئ على امتداد مساحة الوطن العربي يملك قدرا من الفطنة والحس السياسي ما يمكنه من التمييز بين المواقف المتخاذلة والهابطة أيا كان غلافها من غيرها ، فإنه لا مجال عندئذ لترويج البضاعة الفاسدة تحت أي مسمى كان ، ومن حقه أن يقول كفي تجارة بموضوع القضية الفلسطينية ، ولتسمى الأشياء بأسمائها ، هنا يصبح ما يحتاجه الشعب الفلسطيني ومعه كل الأمة العربية هو صدق هذه الأنظمة وليس أكثر .






#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدس بوش : ومربط الفرس
- حزب فرنسا : يلبس عباءة الحريري
- عباس : حدود المناورة
- الانتخابات : وقبائل اليسار
- اللاجئون : بين عباس وشالوم ومفهوم الوطن .
- !!!الوطن:وشرط الحزب القبيلة
- الحوار المتمدن : فضاء مشع يدافع عن الحق والحقيقة
- حماس : خطوتان للوراء ، أم انحناءة للعاصفة ؟
- الانتخابات : بين التمثيل النسبي والأغلبية المطلقة
- مروان البرغوثي : قرار الربع ساعة الأخير
- الانتخابات : عباس والبرغوثي وما بينهما
- ديمقراطية فتح : الهرم مقلوبا
- انتخابات رئاسة السلطة : ودعوى الطهارة السياسية
- الثابت والمتغير بعد عرفات
- فتح : الصراع المكتوم إلى متى ؟
- حذار ...حذار من الفتنة
- عاش الإصلاح ... يسقط الفساد
- عندما يكذب الرئيس ...!!
- أمريكا ـ الكيان الصهيوني : حدود التماهي
- الانتفاضة شمعة أخرى : عزم أقوى ... صمود أشد


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سليم يونس الزريعي - النظام الرسمي العربي : طريق التهافت