أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - عواصف دمشق ستسبق زلازل طهران















المزيد.....

عواصف دمشق ستسبق زلازل طهران


سردار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1123 - 2005 / 2 / 28 - 09:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حدثت جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في اجواء دولية و اقليمية مختلفة تمامًا عن اجواء الاشهر و الاسابيع اليى سبقت اقتراف الجريمة (( الايدي القذرة ))* اغتالت الحريري وفتحت المنطقة ابواب العاصفة ، لاسيما عاى كل من دمشق وطهران ، اللتين كانتا التضيف الامريكي الدعامتان المتبقيتان لـ (( محور الشر )) في المنطقة . الغريب في الامر هو ان كل من دمشق و طهران تعرفان جيدًا ماحدث وما تغير وهو مايبدو واضحًا في بعض التصريحات الرسمية وغير الرسمية في كلتاالعاصمتين ، الا ان الغريب هوان هذه المعرفة لم تؤدي على مايبدو الى فهم حقيقة هذه التغيرات وحجمها وابعادها الحقيقية ، وبالتالي نتائجها و تداعياتها الكبيرة و المصيرية و الخطيرة .. وهذا الامر يبدو واضحاً وجلياً في التعنت والاصرار عاى تبنّي و أعلان نفس السياسات والتصريحات والمواقف السابقة وكأن شيئاً لم يحدث .

على المستوى الاقليمي هناك على سبيل المثال ، النجاح الكبير والغير متوقعالذي حققته الانتخابات العراقية التي جرت في ثلاثين من يناير الماضي والذي ستكون له انعكاسات كبيرة ومهمة في المنطقة .. ثم هناك النجاح الرائع التي حققته الانتخابات الرئاسية الفلسطينية ، وهناك أيضاً نجاح حكومة شارون في العبور على الكثير من الحواجز وتحرير سياستها المتعلقة بخطة الانسحاب من الاراضي الفلسطينية ، وهذين الحدثين الاخيرين فتحا الابواب امام استئناف العملية السلمية المتعثرة منذ سنوات عديدة .على الصعيد الدولي كان لهذه المتغييراتالآنفة الذكر تأثيراً كبيراً على الشأن الدولي ولاسيما العلاقات المتوترة عبر ضفتي (( الاطلسي )) ، مماظهر جلياً في الزيارة الاخيرة للرئيس الامريكي جورج بوش ولقاءات مع قادة الاتحاد الاوربي وحلف الناتو . حيث ان الفتور الذي شاب هذه العلاقة وخاصة فيما يخص القضية العراقية التي أوصلت هذا الفتور الى ذروته قد زال الآن وحل محله تفاهم و تناغم في المواقف والسياسات ووصلت الى درجة تبدو فيها الموقف على كل من ضفتي الاطلسي شبه متطابقة .. هذا الاتفاق في المواقف يخص القضية العراقية وكذلك الملف النووي الايراني وأيضاً الوضع في لبنان ولكن الاهم من كل ذلك هو الاتفاق على العمل الجاد لإحياء العملية السلمية بين العرب و اسرائيل.. واهتمام ادارة بوش الثانية بهذه القضية التي كانت مجمّدة على مايبدواثناء ادارته الاولى واضحة جداً . ويبدو ان الامريكان ويتفق في ذلك معهمالاوربيون مصّرون على تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط، ولاننسى بأن خلال هذه السنوات التي تعّطلت اثناءهاعملية السلام هناك الكثير من الحقائق قد تغيرت على الارض ،وقد تسعفنا معايير من كلاوس فيتز في نظريته عن فن الحرب حيث انه خلال هذه السنوات قد قامت الآ لة العسكرية بالتفاوض على الارض لكي تمهّد ارضية جديدة للتفاوض الدبلوماسي .. والمتغير المهم ايضاً هو اعلان الرئيس بوش بالتزامه تأسيس دولة فلسطينية مستقلة . على كل هذه الخلفية تبدو بعض التصريحات التي يدلي بها مسؤلون سوريون وايرانيون في حديثهم حول مخطط لإعادة تشكيل المنطقة من جديد صحيحاً و دقيقاًمما دفع بالطرفين للكلام عن اقامة جبهة مشتركة . واذا كانت فرضية اعادة تشكيل المنطقة صحيحة وهو مايؤكده كلام الرئيس الامريكي حول الموقف من سوريا و ايران في الآونة الاخيرة ، فأن تحركاً ما قد يكون دولياً يلوح في الافق .. وليس لأحد أن يتكهن بالادوات و الاساليب والسيناريوهات التي ستحدد شكل مثل هذا التحرك المتوقع ، ولكن الاكيد هو أن الجحود التذي يسود الوضع في منطقة الشام ويتسبب في الكثير من التوتر اقليمياً و، تعطيل عمليات الاصلاح والدمقرطة عربياً ،اعاقة استئناف العملية السلمية دولياً . والواضح ان هناك على الاقل تعاون ايراني سوري واضح في كل من هذه الملفات .. اذن هل الممكن أن يستهدف التحرك المتوقع أياً كانت اشكاله وصيغه الدولتين معاً ،ام انه سوف يقدِّم احداهما على الآخرى ؟ واذا حدث ذلك فهل ستتقدم ايران على سوريا في اجندة التحرك المقبل ، ام على العكس فان سوريا هي التي ستسبق ايران ؟
المؤكد هو ان التحرك لايمكن ان يستهدف الاثنين في وقت واحد ، والأهم من ذلك هو ان معالجة وضع أي من ايران و سوريا سوف يؤثر بصورة كبيرة على وضع الثانية بحيث سيكون معالجتها أمراً هيناً . بالنسبة لايران فان وضعهامختلف جداً ويبدو التعامل معها مشوباً بصعوبات كبيرة داخلياً و خارجياً ، وحتى اوروبياً . ثم ان ايران ليست متورطة وبصورة مباشرة بالدرجة التي تورطت فيها سوريا في أهم القضايا التي تخص التغير واعادة الاستقرار الى المنطقة ، ولذلك كله فان تأثيرايران في أي من هذه الملفات لايرقى الى مستوى التأثير الكبير الذي تتمتع بها سوريا ، ويجب ان يعترف الجميع بأن التعامل مع سوريا على الاقل من الناحية الاستراتيجية أسهل بكثير من التعامل مع ايران . والاهم من ذلك بكثير هو ان سوريا تقع الآن في قلب المنطقة التي تسجل حضوراً امريكياً ودولياً وهي بالتالي تؤثر على مصالح و (( مشاريع )) كل هذه القوى الدولية. فسوريا متورطة في العراق واعترافات الارهابيين الاخيرة على شاشة فضائية العراقية يدلّل على ان سوريا هي الفاعل الرئيسي في دعم العمليات الارهابية لكل من الاسلاميين المتشددين و البعثيين في العراق .. ثم ان انسحاب سوريا الكامل من لبنان وتطبيق القرار الدولي 1559 سوف يحرم ايران من وجود عسكري غير مباشر في المنطقة وذلك بعد ان يتم نزع سلاح المليشيات وخاصةً حزب الله في لبنان ثم سيؤدي هذا بدوره الى اعادة استقلال وسيادة دولة لبنان التي ستدخل العملية السلمية وفقاً لمصالحها الوطنية فقط.. وعلى سوريا ان تفهم مغزى عودة سفراء كل من القاهرة وعمان الى تل ابيب مجدداً وفي هذا التوقيت بالذات. أخيراً فان من الصعب جدا ً بعد ان يتم انجاز كل ماسبق الحديث عنه أن يتماسك الحكم السوري داخلياً وخاصةً في ظل التحركات الاخيرة للقوى الوطنية السورية المعارضة وقوى المجتمع المدني والمثقفين … وكتحصيل حاصل فان التعامل مع ايران سوف يكون اسهل بكثير في ظل كل هذه المتغيرات . على انه يجب ان لاننسى بان هناك استحقاقات انتخابية بحلول مايو المقبل في كل من ايران و لبنان وأغلب الظن سيكون الوضع مختلفا جدا عما هو عليه اليوم. ترى كيف ستتعامل سوريا مع هذا الربيع الساخن الذي من المنتظر ان تطرق عواصفه ابواب دمشق ونوافذها ؟

* عنوان لإحدى مسرحيات جان بول سارتر



#سردار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف اغتالت سوريا رفيق الحريري؟
- ما اشبه اغتيال الحريري باحتلال الكويت
- معضلة السلام الشياشانية تحتاج الى قيادة جديدة
- هذا التشنج هو الذي سيقصم ظهر العراق
- الأب القائد المؤسس
- احوال المسيحيين في كردستان العراق واوهام سليم مطر المريضة
- استهداف مكتب العربية عين لا تحتمل رؤية الحقيقة
- تصريح للناطق الرسمي بأسم المؤتمر الوطني العراقي في كوردستان ...
- كردستان تشرك معها العالم في الإحتفال بكذبة نيسان
- تصريح رسمي للناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي في كردستان
- من نواجه في كركوك؟
- على من تجاوز سعدي يوسف على الطالباني ام على نفسه؟
- استقراء الواقع بادوات جديدة - العلاقات العراقية التركية ودور ...
- اعادة صياغة العلاقات العراقية العربية - مجلس الحكم المؤقت وج ...
- حملة علاء اللامي على العراق ما الهدف منها والى اين يمكن ان ت ...
- معارك وهمية في انتخابات نقابة الصحفيين - هل يمكن قيام الديمق ...
- نزيف الدم الليبيري بين صمت العالم والتردد الأمريكي
- اخبار ومقالت منشورة في (النبأ)الصادرة صباح اليوم بمدينة السل ...
- قراءات - هل تظل الدوامة السارترية تلف بعضهم إلي الأبد؟ - سير ...


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - عواصف دمشق ستسبق زلازل طهران