أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم مرتضى الكناني - علي الوردي..وارائه في حياة مابعد الموت














المزيد.....

علي الوردي..وارائه في حياة مابعد الموت


ميثم مرتضى الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 3860 - 2012 / 9 / 24 - 08:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


علي الوردي..وارائه في حياة مابعد الموت
ربما لاتقتصر مسالة فهم الواقع مابعد الموت على حضارة بعينها او مجتمع بذاته فهو فضول انساني يجعلنا نسرح بعيد في كلا الامرين الموت ومابعده من تجارب واحداث حيث ان الموت كتجربة نعيشه مرة واحدة فقط ولكنها كالصمام احادي الطرف تقذف بالاتجاه الاخر ولا امكانية لاستنطاق المقذوفين الى الجهة الاخرى من العالم اللامحسوس او الاستفسار منهم عن كنه الموت فضلا عما بعده, ولقد اثارت فضولي في الكتابة في هذا الموضوع مايتندر به اصدقاء لي من امنيات تدور في محورها العام عن الجنة والنار حيث يقول احدهم بانه يفضل النار على الجنة وعندما نساله عن السبب يقول بان سكان النار هم من حسناوات هوليوود مثل كيت ونسلت وكاميرون دياز اوفاتنات الرقص الشعبي مثل فيفي عبدة او جميلات الغناء مثل شاكيرا او سيلين دايون بينما لن تجد في الجنة الا العباد الزهاد او النساء المحجبات ورغم مافي هذا الراي من جهل كبير لواقع مجهول في كليته الا ان الانسان يعتمد في غالب الاحيان على تصوراته التي هي نتاج بيئته في قياس عوالم تقع خارج نطاق هذه البيئة , ولقد اشار دارون منذ العام 1872 في كتابه (التعبير عن الانفعالات في الانسان والحيوان) التي تناول فيها المشاعر الاساسية للانسان والحيوان والصفة الشمولية للمشاعر الاساسية الستة وهي الفرح الحزن ,الغضب, الخوف التقزز والدهشة ,والتي تكون ذات صفة عالمية يشترك بها البشر في كل انحاء العالم , فيما قام العالم الاميركي ابراهام ماسلو بتصنيف الحاجات الانسانية الى مستويات متدرجة تبعا لدرجة اشباع هذه الحاجات التي تبدا من قاعدة الهرم والتي تشمل الغرائز الاساسية للانسان مثل الاكل والشرب والتنفس والجنس فالمستوى الثاني الذي يشمل الحاجة للامان فالمستوى الثالث الحاجات الاجتماعية المتمثلة بالحاجة للصداقات والعلاقات العاطفية الحميمة فالمستوى التالي الحاجة للتقدير والتثمين والاحترام ثم المستوى الاعلى وهو الحاجة لاثبات وتحقيق الذات( الابتكار ,حل المشكلات..الخ) واشار في اطروحته الى ان العجز عن اشباع احدى المستويات ينتج عنه اثار نفسية قد تعيق الانتقال الى المرحلة اللاحقة من مراحل الاكتفاء النفسي والغرائزي او تخلق لديه لاحقا خللا نفسيااو فكريا او بدنيا, ولقد كان المصريون القدماء يؤمنون بالحياة بعد الموت حالهم حال الكثير من الحضارات القديمة ولقد كان تصورهم عن العالم الاخر مشتقا من تصوراتهم عن واقعهم المادي من قبيل حاجة الانسان الى الطعام والماء والنساء والخدم وحتى لسفينة تعمل على نقله (أي الفرعون )الى العالم الاخر ولقد كانت كل هذه المؤنة سواء كانت اطعمة او مشروبات او خدم ونساء تشحن مع الفرعون في رحلته الى العالم الاخر ,ولقد تناول الاستاذ علي الوردي في كتابه مهزلة العقل البشري مسالة قراءة العالم الاخر وفق تصوراتنا القاصرة والمحدودة من قبيل وجود اسباب البهجة والرفاهية في الجنة من طعام وشراب وخدم وحشم ونساء وغير ذلك من اسباب المتعة ومااذا كانت هذه الامتيازات كفيلة باقناع الناس في العالم الاخر بالاستمرار على نفس النسق لحقب زمنية ليس لها حدود واحتمال تسلل السام والملل لنفوس اهل الجنة بمقتضى الطبيعة البشرية الميالة للتغيير المستمر حيث استعرض الوردي التفسير الديني للموضوع كون اهل االجنة يطلعون على اهوال جهنم ومصائب اهلها مايجعلهم قانعين راضين بحالهم , ثم يستطرد الاستاذ الوردي بالقول :(قد يكون هذا التبرير مقبولا لفترة ما الا انه لايمكن التسليم بان اهل الجنة سيقنعون بالبقاء وفق نسق حياتي واحد حتى لوكان ذلك في الجنة ما سيدفعهم يوما ما الى تمني العيش في النار وترك الجنة من باب التجديد ويخلص الى الراي الاكثر منطقية وهو ان الانسان يخضع الى تغييرات تطال تركيبته النفسية والفكرية مايجعله مختلفا في ردود افعاله عنه في الحياة الدنيا ) ولو قرانا القران الكريم سنجد اكثر من اية تشير الى هذا المعنى بقوله تعالى في اشارة الى اهوال يوم القيامة(يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها) فكيف لنا ان نتصور الام التي تفيض عاطفة ان تتبرع بابنها اتقاء من المخوف ايا كانت شدته وحجمه ونحن نجد امثلة في حياتنا اليومية عن امهات يلقين انفسهن في فم الموت حماية لابنائهن فكيف نقبل هذه الصورة التي يرسمها القران بتنكر الام الرؤوم الحنون لابنائها او التضحية بهم ساعة الخطر مالم نقر بحصول تغييرنفسي شامل و تحول في الذات البشرية تنزع عنها منظومتها العاطفية وتستبدل انعكاساتها وردود افعالها بمنظومة اخرى مختلفة ونفس الصورة نجدها في موضع اخر يتحدث فيه القران الكريم عن حالة الصفاء والمؤاخاة بين اهل الجنة (ونزعنا مافي صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين) مما تقدم نستشف ان الانسان في مجمله جسدا وروحا وعواطف وافكار يخضع بعد الموت الى عملية تحول شاملة لاتبقي شيئا من انفعالاته او مشاعره وغرائزه الحسية وهذا يجرنا الى الاستنتاج الى ان المتع التي تحدث عنها القران الكريم قد لاتكون متوافقة مع فهمنا القاصر فقد تستحدث عناصر او مستقبلات اظافية في كيان الانسان او تسلب منه خواص من قبيل الشعور بالزمن مايجعله يتقبل الواقع الابدي الذي ليس له انقضاء وتبقى الصورة التي وصف بها النبي (ص) هي الكلمة الفصل في فتح مجالات التخيل الى حدود غير مسيجة بقوله (ص) (مالاعين رات ولا اذن سمعت ولاخطر على قلب بشر).

د.ميثم مرتضى الكناني



#ميثم_مرتضى_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين العراق وموزنبيق
- الدعارة في العراق...والرجم المعنوي
- شيوعي وشيعي وكردي ....مازق الكرد الفيليين
- التقاليد الاجتماعية واثرها في افساد الواقع العربي
- الدراما التاريخية ..ومخاطر تزييف التاريخ
- فحص المقبلين على الزواج ضمانة لجيل بلا عاهات
- المالكي ..و...ألم الكي
- لماذا لاتنتصر الحكومة على الارهاب في العراق؟
- اللجوء السياسي ..بين حصن الابلق وسفارة الاكوادور
- الاطباء في العراق يخافون من الوزارة ولا يعباون بالنقابة
- تصفية التاريخ والجمال في العراق..من اوراق مواطن واسطي
- أمم تصنع القادة ام قادة تصنع الأمم
- تقليص مدة التدرج الطبي ..واثرها السلبي على الواقع في المؤسسا ...
- روجر فيشر ...صرت له عبدا
- من اجل تاسيس رابطة عراقية للاعلام الصحي
- خريجي الكليات التقنية في العراق بين ظلم ابو بطانية وابو خبزة
- الخطا الطبي..سيف مسلط على رقبة الابداع العلمي في العراق


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثم مرتضى الكناني - علي الوردي..وارائه في حياة مابعد الموت