|
انت السلام ومنك السلام واليك السلام
علاء شاكر الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 20:28
المحور:
المجتمع المدني
اللهم أنت السلام ومنك السلام وأليك السلام
إن التشريعات السماوية على مر العصور وفي كل الكتب السماوية كانت تهدف إلى نفس الغرض إلا هو جعل الإنسان يتمثل ( ويتجلى فيه بداعة الخالق ) فيه البعد الإنساني . وقد جبل الإنسان منذ الخليقة على ذلك ( حيث علمه الخالق ) وبذا باتت النفس البشرية تميز بين الخير والشر .وكانت الوصايا العشرة التي تبناها الإنسان قبل التاريخ ووجدت عند الاشورين والسومريين والبابليين وما مسلة حمو رابي إلا امتداد لتلك الوصايا بذلك إن الخالق واحد والأديان مصدرها واحد إذا ماسبب الاختلاف الموجود على هذه المعمورة ( تحضرني قصة عن الأرانب التي جلبت إلى استراليا عند اكتشافها طبعا مع فارق التشبيه ) يحكى إن احد المهاجرين عند اكتشاف استراليا جلب معه زوج من الأرانب ( تلد في السنة مرتين أي إن التي تولد بعد ست أشهر تلد يضأ ) وبعد مائة وخمسون عاما وجدت تلك الأرانب تختلف عن المصدر بشكل كبير . كذلك الإنسان على الرغم من وحدة المصدر فقد كانت البيئة والحاجة ( الله أودع في الإنسان مجموعة حاجات ) وفي التسلسل التاريخي للإنسان على الأرض فقد تعلم الإنسان بشكل تراكمي ففي اللغة أول ما تعلم هو رسم الأشياء ثم الإشارة إلى إن وصل الإنسان إلى اللغة التي اقتبس اغلب أصواتها من الطبيعة وبذلك تدخلت البيئة والتعلم والحاجة في رسم الاختلافات الموجودة بين الشعوب . إن التسلسل التاريخي للأديان جعل بينهما بعض الاختلاف نتيجة اختلاف البيئة والتعلم والحاجة بل إن الدين الواحد وبعامل الزمن والظرفية استعمل الناسخ والمنسوخ للتدرج في التعليمات هكذا كان خلق الإنسان والأديان بشكل مبسط فالأديان نصوص سماوية تحتاج إلى تطبيق والتطبيق يحتاج إلى أداة ( النظرية والتطبيق ) العلة تكون دائما في التطبيق وبما إن خلق الإنسان من حيث ( التركيبة والأعضاء) متساوين كان الاختلاف أضيق اللهم في اللون والقومية ففي ذلك قد يختلف بعض أصحاب الغرض السيئ . إما في الدين ( مجموعة نصوص ) فالاختلاف واسع ليس بين الأديان فحسب بل بين الفقهاء في الدين الواحد بل يصل الخلاف إلى الطائفة الواحدة وبذلك ونتيجة طبيعيه إن يكون في التطبيق خلافات مردها إلى شخوص الذين يقومون بعملية التطبيق وفق معطيات الشخصية موضع البحث وأصحاب كل رأي يتمسكون بما لديهم من حجج وأدله وبذا نشاءت في الأديان تلك الظاهرة ( وقد سبقتنا أوربا في ذلك الاختلاف وما صكوك الغفران وبعض التطبيقات الخاطئة إلا ناتج عن سوء في التطبيق وحاجة لصاحب التطبيق وعنوان له ) ونتجه للتصارع بين التطبيقات والمصالح بدا الصراع وقد اتخذ إشكال متعددة سقوف هذا الصراع ليس له حدود . إن الخلاص من هذا الصراع هو العودة إلى وحدة الخلق ووحدة الأديان التي يتساوى فيها جميع بني البشر ( كلكم لأدم وادم من تراب ) إن الاختلاف يتركز في المجتمعات المتخلفة لان الحراك في المصالح لم يأخذا شكله النهائي ( نرى هذا الخلاف يقل في البلدان التي هي أكثر تطورا ) وبما إن التطبيقات لها بعد زمني فقد اختلف على التاريخ وكان التاريخ يقرأ حسب الحاجة لأصحاب تلك القراءات ويعمق الخلاف بتعمق المصالح وباتت الأجيال محكومة بتلك القراءات وقد يكفر من لا يؤمن بتلك القراءات وترتب على تلك القراءات فعاليات اجتماعية واقتصادية وسياسية واثر بشكل واضح على أداء الدول ومؤسساتها وباتت الدول تصدر وثائق تعزز هذه الظواهر فهوية الأحوال المدنية ( وهي مدنية وليس دينية ) تأخذ طابع ديني مرتكز على تطبيقات تاريخية لأديان وبذلك صنف في الوطن الواحد من كان من الدين الفلاني أو من الدين الفلاني أو الطائفة الفلانيه مما عزز الخلاف بين مواطنين البلد الواحد في الدولة المدنية التي يتساوى فيها المواطنين . أضف إلى ذلك لم يكتفي أصحاب قراءات التاريخ المتناقض إلى هذا التصنيف بل تعمق إلى تصنيف البشر اللون والقومية مما جعل الاتفاق سبه لا يقدم عليها لا المجرمون والخونة واحلوا قتلهم . وقد اشتهرت في القرن الماضي مقولة هي ( اتفق العرب على إن لا يتفقون ) كل هذا لم يسد رمق أصحاب الغرض السيئ ذهبوا إلى ابعد من ذلك جعلوا قدسية لتطبيقاتهم للدين وخلق الإنسان مما لايجوز إن يطبق الدين والخلق إلا وفق تلك القراءات وبذلك اختلفوا في العبادات وشعائرها هكذا كانت المنطقة التي نسكنها عنوانها الخلاف وأخذا الخلاف عنوان للقتل بين الفر قاء مما ادخلوا التطرف في كل شيء . إن شعوب الأرض تحتفل بمناسبات هدفها الأساسي إضفاء روح المودة والطمأنينة ويقرون التاريخ بروح الحاضر وما الوحدة الأوربية إلا عنوان من عناوين العصر المدني واحترام الإنسان ودينه حيث تطبق تلك الشعوب وحدة خلق الإنسان ووحدة الأديان فحين تنقطع السبل بأي إنسان ا وتتهدد حياته يلقى ما يزيل ذلك التهديد وقد شهد عصرنا ( ومن ظلم الدكتاتورية المقيت ) حالات عديدة فقد فر من منطقتنا بشر كثر ولأسباب عديدة واتجهوا إلى بقاع الأرض فمن استقروا خارج عالمنا الإسلامي كان حظهم أوفر لأنه لم يستعمل ضدهم الدين أو القومية . أم الذين استقروا في السعودية استعمل ضده التفسيرات الدينية مما لم يعطوهم حق الإقامة أو الجنسية علما أنهم مسلمون لكنهم من طائفة طبقت شعائر الدين بطريقة تختلف عن الشعائر المطبقة في السعودية وهم لا يعترفون إلا بتطبيقاتهم وبذا عزلوا في خيم كي لا يصيب مواطنيها عدوى تلك التطبيقات وما زالوا على حالهم . إما الذين استقروا في إيران فقد استعمل ضدهم القومية لأنهم ليسوا فرس على الرغم من أنهم في قراءاتهم للتاريخ متساوين وبذلك كان الاختلاف . ولم يحصل الذين كان طريقهم إيران سوى الإقامة المؤقتة . اكبر دولتين تدعي الإسلام لا تطبق الإسلام إلا وفق مصالحهم . متى تجد هذه المنطقة طريقها إلى وحدة الخلق للبشرية ووحدة الأديان ويأخذ الإيمان طريقه إلى القلوب ونغادر المصالح الضيقة ونشكر الخالق . ونترك التجار بالمقدسات .
علاء شاكر ألحمامي رئيس الهيئة الإدارية لمعهد قادة السلام العراقي
#علاء_شاكر_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء تضامن
المزيد.....
-
الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت
...
-
الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
-
اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
-
الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
-
عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي
...
-
غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب
...
-
أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
-
جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|