|
28سبتمبر1970
نصارعبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 3859 - 2012 / 9 / 23 - 18:35
المحور:
سيرة ذاتية
28سبتمبر1970 مع اقتراب نهاية شهر سبتمبر فى كل عام ، أتذكر 28سبتمبر 1970،...فى ذلك اليوم كان قد انقضى على تجنيدى فى القوات المسلحة المصرية ما يقرب من ثلاثة أعوام (تحديدا: عامان وتسعة أشهر) ......لولا ظروف النكسة لكنت قد تركت الجيش فى عام 1969بعد انتهاء مدة الخدمة الإجبارية وقدرها سنة واحدة لحاملى المؤهلات العليا، لكننى بدلا من ذلك نقلت إلى الخدمة الإحتياطية ثم استبقيت فى القوات المسلحة لأجل غير مسمى شأنى فى ذلك شأن الكثيرين من الزملاء الذين سبقونى أو لحقوا بى.... نصف مدة خدمتى تقريبا حتى تلك اللحظة التى أتكلم عنها، قضيتها على الضفة الغربية لقناة السويس مشاركا فى معارك حرب الإستنزاف التى أتمنى أن تتاح لى الفرصة لأروى بعض ذكرياتها. .....وفى سبتمبر 1970تقرر أن أحضر فرقة للتوجيه المعنوى ...ومصطلح " فرقة " لمن لا يعرف اللغة العسكرية يقصد به فى سياقنا هذا، وفى سائر السياقات المماثلة، يقصد به: "البرنامج الدراسى والتدريبى المتعلق بمجال معين "، ....ولقد كانت الفرقة التى تقرر أن أحضرها تضم عددا من المجندين الذين ينتمون إلى مختلف الأسلحة، وأغلبهم مثلى ممن أنهوا مدة التجنيد الإجبارى وتقرر استبقاؤهم فى خدمة الإحتياط ، وإن كان من بينهم أيضا من لم يكمل خدمته الإجبارية بعد ، من بين هؤلاء التقيت بزملاء من خريجى كلية الإقتصاد توثقت صلتى بهم سريعا وعلى رأسهم الصديق العزيز عبدالقادر شهيب، ومن بينهم أيضا مخلص قطب ( السفير مخلص قطب فيما بعد) ، ومحمد السيد عباس ( السفير محمد عباس فيما بعد) ، وكان من بين الدارسين فى تلك الفرقة عدد من المهتمين بالأدب والثقافة والفن أذكر منهم : عبدالعزيز مخيون الذى أصبح فيما بعد فنانا شهيرا ، ومدكور ثابت الذى أصبح أستاذا فى المعهد العالى للسينما ، ومحمد البشارى الذى لمع كممثل، ثم ـ لا أدرى لماذا ـ كف فجأة عن اللمعان ، ومحمود عرفات الذى أصبح قصاصا وروائيا معروفا ، وكامل الكفراوى الذى كان كاتبا وممثلا مسرحيا واعدا ، لكنه هجر الفن وأصبح واحدا من رجال الأعمال فى عصر السادات ...كنا فى تلك الأيام من شهر سبتمبر نتابع ذلك الصدام الأليم الذى كان متوقعا حدوثه بين الجيش الأردنى والمقاومة الفلسطينية بعد أن تصاعدت قوة المقاومة و أصبحت تناطح الدولة وتهدد بإسقاط الملك حسين بن طلال ، وتابعنا أخبار المجازر التى ارتكبتها قوات البدو الموالية للملك ضد عناصر المقاومة والتى قدرتها بعض المصادر بعشرة آلآف وارتفعت بها مصادر أخرى إلى ضعف هذا الرقم ، وتابعنا أخبار البحث عن ياسر عرفات الذى أصبح مهددا بين لحظة وأخرى بالسقوط فى قبضة القوات الموالية للملك المتفوقة عددا وعدة، ثم تابعنا تلك المبادرة التى بادر بها عبدالناصر ودعا فيها إلى عقد مؤتمر للقمة العربية لاحتواء الكارثة التى جعلت من شهر سبتمبر واحدا من الأشهر السوداء الكثيرة فى تاريخ الأمة العربية والتى استحق من أجلها وصف : " أيلول الأسود " عن جدارة، وتم عقد المؤتمر فى القاهرة بالفعل ، حيث نجح فى عقد اتفاق بين الدولة الأردنية والمقاومة الفلسطينية يقضى بانسحاب الأخيرة من داخل المدن الأردنية إلى مناطق الأحراش فى جرش وعجلون، فى مقابل ألا يتعرض لهم الجيش الأردنى، وسافر وفد من الملوك والرؤساء العرب، ثم عادوا مصطحبين معهم الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات، وبدا أن مؤتمرالقمة العربى قد نجح ولومؤقتا فى جقن الدماء العربية، بعدها توجه الملوك والرؤساء إلى بلادهم وقام عبدالناصر بتوديعهم فى المطار، ثم عاد إلى بيته منهكا حيث داهمته أزمة قلبية فارق على إثرها الحياة . يومها سألنى عبدالقادر شهيب عن مشاعرى إزاء رحيل عبدالناصر، قلت له إننى لست حزينا على رحيله قدر ما أنا حزين على أن أنور السادات هو الذى سوف يحكم مصر وهذه هى الكارثة الحقيقية!!، قلت له أبضا: أغلب ظنى أن فترة حكم السادات سوف تشهد انعطافة مخيفة فى المسار المصرى، ..على المستوى الداخلى سوف تبدأ مرحلة من الفساد الذى لم تشهد له مصر من قبل مثيلا ، وعلى المستوى الخارجى سوف تبدأ مرحلة من الإرتماء التام فى الأحضان الأمريكية. ..فيما بعد ظل عبدالقادر شهيب على مدى سنوات يذكّـرنى كلما عرضت مناسبة من المناسبات ، وما أكثرها ، بالحوار الذى دار بيننا غداة رحيل عبدالناصر فى 28سبتمبر 1970 [email protected]
#نصارعبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن انحسار الأمن والعدالة
-
عن الضابط ذى اللحية
-
مسئولية الأنثى عن التحرش
-
نقيصة أعمال كمال
-
عن جريمة رفح
-
موسى يتحول إلى محمد
-
فى الذكرى السنوية لأزمة الوقود
-
سلامة: القيمة لا ترحل
-
قانون حماية الضمير
-
ما زال الوقت مبكرا
-
وعسى أن تكرهوا مرسى
-
من مفارقات (المكمّل)
-
قراءة فى نص المادة 29
-
مرسى وشفيق: إبطال الصوت أم تعطيل الضمير
-
عن تزوير انتخابات الرئاسة
-
اللواء شاهين والمادة 28
-
عن الجمعية التأسيسية
-
العودة إلى دوير عايد ( 2 )
-
العودة إلى دوير عايد (1)
-
عن إصدار القوانين
المزيد.....
-
فيضانات غير مسبوقة تجتاح بريتاني الفرنسية والسلطات تدعو للحذ
...
-
رئيس أركان الجيش الجزائري يبحث مع وفد -الناتو- سبل تعزيز الح
...
-
روسيا تدين أعمال المتمردين في الكونغو الديمقراطية
-
رئيس وزراء سلوفاكيا يهدد زيلينسكي بمنع المساعدات المالية لأو
...
-
وفد حماس يبحث مع المخابرات المصرية تطورات ملف التهدئة بغزة
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|