إسهام في ملف

باقر جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 19:02
المحور: ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.
    

مشاركة الأستاذ الناقد و الباحث باقر جاسم محمد- كلية الآداب/
جامعة بابل

1- هل مازالت أطروحة "عالم أخر ممكن" قائمة ، هل من مفر من اقتصاد السوق بعد ان أضحى حقيقة ملموسة وهل يمكن ان يكون للمنتدى الاجتماعي دور في صياغة البدائل هذه؟
الجواب: هناك دائما ً فرصة للعمل الفكري الذي يستند على فهم المتغيرات السياسية و الاجتماعية الراهنة بالاستناد إلى قاعة فكرية رصينة و منهج علمي دقيق. و في تقديري أن دور اليسار المستقبلي أعظم من دوره التاريخي السابق. و لدي اعتراض على صيغة الجزء الثاني من السؤال حول (هل من مفر؟) لأنه يعني أن الحركات الفكرية اليسارية في حالة محاصرة باليأس و و السعي للهروب. و الحقيقة غير ذلك.

2- ماذا يعني انعقاد المنتدى في بلد عربي ؟ هل هو اختيار موفق، وهل علينا كباحثين عن بدائل ان نستعد له؟
الجواب: يمثل انعقاد المؤتمر في بلد عربي أن الوطن العربي له دور في صوغ الأفكار التي تسهم في تشكيل صورة مستقبل العالم. و هذا الأمر ليس بالهين. فقد كانت الحركة اليسارية العربية متهمة على الدوام بأنها تابعة للحركات اليسارية الأخرى في العالم. و من المؤكد أننا ينبغي أن نعمل على جعله مؤتمرا ًمميزا ً من الناحيتين التنظيمية و الفكرية، و أن نستثمر أعمال المؤتمر في توسيع قاعدة التعاون بين الحركات الفكرية الاجتماعية كافة.

3- هل يمكن لليسار في البلدان العربية بمختلف أطيافه ان يتجمع في صيغ حركات اجتماعية تشترك بنضالها من اجل العدالة والخبز والكرامة؟ وهل من فرصة لتشكيل -منتدى اجتماعي- في المنطقة العربية يكون عابر للحدود ويضم المكونات ذات الاتجاهات المختلفة؟
الجواب: إن الفضاء الثقافي العربي يمتلك خصوصية واضحة من الناحيتين اللغوية و الجغرافية. و هذ الخصوصية تجعل من العمل المشترك من اجل العدالة والخبز والكرامة عملية متكاملة و منتجة لأنها ستؤدي إلى تعظيم قيمة النتاج الفكري و العمل النضالي للحركات الاجتماعية في الوطن العربي في آن واحد. و إن تشكيل منتدى اجتماعي- في المنطقة العربية سينعكس إيجابيا ً على مجمل الحراك السياسي العربي في المنطقة و العالم.

4- في ظل تسيد الإسلام السياسي الموقف في المنطقة، هل للعدالة الاجتماعية أي مستقبل؟، وهل الإسلام السياسي مؤهل لتبني العدالة الاجتماعية كقضية ومعتقد؟ وهل على المنتدى والحركات الاجتماعية ان تنفتح على قوى الإسلام السياسي كونه الآن حقيقة ، ام إنها يجب ان تواجهه ولماذا؟ وكذلك دور المرأة وحقوقها كونها المستهدف الأول لديهم؟
الجواب: لا شك أن صعود الإسلام السياسي يمثل من ناحية نوعا ً من التحدي للحركة اليسارية في المنطقة لأن الطرفين يعملان على كسب القاعدة الاجتماعية نفسها إذ أن الرحكات الدينية قد تنبهت إلى ضرورة الاهتمام بالجانب الاجتماعي في عملعأ و هذا تطور مهم. و لكنه من ناحية ثانية يفرض على الحركة اليسارية أن تعمل على إزالة عوائق التعاون مع الإسلام السياسي لأن من شأن ذلك إن يخدم الطرفين اللذين يناضلان من أجل أهداف تكاد تتطابق في بعض جوانبها، بشرط أن لا يكون ذلك على حساب القضايا الاجتماعية الأساسية للحركة الاجتماعية اليسارية. إذ من المعلوم أن انتصار الحركة اليسارية في بعض بلدان أمريكا الجنوبية كان نتيجة التعاون بين الحركات الدينية المسيحية و اليسار.

5- ما هو حجم الدور الذي يمكن ان تلعبه الحركات الاجتماعية في المنطقة العربية اليوم؟ خصوصا الجديدة منها والتي تستخدم التقنيات الحديثة، وشبكات التواصل للتعبير والتي ترفض الانخراط في الأحزاب وترفض صيغ الجمعيات غير الحكومية، على سبيل المثال حركات العاطلين عن العمل وتجمعات الشباب و المهمشين ومجاميع الفيسبووك والتويتر.
الجواب: يمكن لهذه الحركات أن تلعب دورا ص أساسيا ً في ظروف تاريخية محددة. و هي حركات ذات دور متعاظم. و لعل إسهامها الكبير في إسقاط أنظمة معينة في تونس و مصر و ما تقوم به من أدوار مهمة في المشكلة السورية يظهر أهميتها الكبيرة. و المهم أن تنشأ حركة تعاون بين شباب الحركات اليسارية و هذه الحركات غير المنضمة لجهة ما بغية كسبها و دفعها للتعاون في الحراك الاجتماعي. و لعل من مهمات الحركة اليسارية أن تصغي بإخلاص إلى ما تطرحه هذه الحركات حتى تتمكن من تنمية موقف متوازن منها و العمل على تبني طروحاتها الفكرية في مجالات معينة تخص العاطلين عن العمل وتجمعات الشباب و المهمشين ومجاميع الفيسبووك والتويتر.

6- كيف تقيم دور منظمات المجتمع المدني في التصدي لهموم الناس ومشاكلهم اليومية والدفاع عن حقوقهم؟
الجواب: إن انفتاح منظمات المجتمع المدني على مشكلات المجتمع المختلفة يجعل منها ذات دور عظيم في تحديد طبيعة المشكلات التي يعاني منها كثير من مكونات الشعب. و لذلك فهي إذ تدافع عن المكونات الاجتماعية فإنها تقدم للحركة اليسارية العربية خدمة كبيرة للغاية إذ تجعل منها على صلة يومية بالحراك الاجتماعي و مشكلات الواقع. و ينبغي النظر إلى مسألة التعاون مع هذه المنظمات على أنه أولوية مهمة ليسار العربي لأن من شأن ذلك أن يطور من التصور الاجتماعي لهذه الحركات.

#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات