أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل عوض - لا توجد خطة لتقسيم العراق بل لتوسعته














المزيد.....

لا توجد خطة لتقسيم العراق بل لتوسعته


عادل عوض

الحوار المتمدن-العدد: 265 - 2002 / 10 / 3 - 02:24
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الانفصال النظيف.. خطة تعود الى عام 1996


جريدة الزمان

هناك فرق بين ان ينقسم العراق الى ثلاث دويلات و بين ان تكبر مساحته من 437 ألف متر مربع الى 529 ألف متر مربع، و ان يزداد  تعداده السكاني من 23 مليون نسمة الى 28 مليون نسمة بين ليلة و ضحاها.كما انه هناك فرق بين ان تتحول دولتين بعلمين و برئيسين الى دولة واحدة بعلم و رئيس أو ملك واحد و بين ان يتولد من العراق ثلاث دول و بثلاث أعلام و بثلاث رؤساء او ملوك . الأصوات التي تحذر من التقسيم بعد إسقاط نظام صدام اقتصرت على ثلاث حكومات عربية. فهل هناك خطة لتقسيم العراق لا تعلم بها سوى تلك الحكومات؟
لحد ألان لم نسمع عن وجود خطة أميركية لتقسيم العراق. و لكن  ما دمنا في حديث الخطط فمن الجدير بالذكر ان هناك في أميركا من وضع خطة في عام 1996 أوصى فيها حكومة إسرائيل حينها بعدة توصيات، منها انها يجب ان تدعم عملية دمج العراق و الأردن ليخضع هذا الكيان الجديد تحت وصاية ملكا من العائلة الهاشمية. ثلاثة ممن وضعوا هذه الخطة التي أسموها (الانفصال النظيف) Clean Break يمسكون بمناصب حساسة جدا في الإدارة الأمريكية الحالية، اثنان منهم في البنتاغون و الثالث في وزارة الخارجية.

هناك علامات جديدة توحي بان الحياة لا زالت تدب في فكرة دمج هذين البلدين الشقيقين (ربما عن طريق كونفدرالية).
مصدر قلق الحكومات العربية الثلاثة  يكمن في الأشخاص الذين وضعوا الخطة، وليس الخطة نفسها، فهؤلاء الأشخاص هم من يدفع بأمريكا الى ان تُعلن عداءها تجاه الدول الثلاث. و هي نفس الأصوات التي تُطالب بدمقرطة دول الشرق الأوسط ابتداء بالعراق.
 تقسيم العراق اذا ما قُدر له ان يحدث فانه لابد ان يحصل لسبب. فإما اللاعبون الأساسين فيه هم  الأمريكان او العراقيون أنفسهم من يريد ذلك.
أما أميركا فقد أوضحت على لسان رئيسها في خطابه أمام الأمم المتحدة في 12 سبتمبر على ضرورة احترام وحدة ارض العراق. و هذا ما أوضحه نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني عندما التقى بقادة بعض فصائل المعارضة العراقية في البيت الأبيض مؤخرا. و لعل السبب الأبرز لممانعة أميركا تقسيم العراق هو ان لا تظهر بمظهر الدولة الغبية  بعد كل هذه الأصوات التي حذرت من حدوث التقسيم في حالة إزالة نظام صدام. و أما فصائل المعارضة العراقية (و بضمنها الكردية) فلم يسمع العالم منها انها ترغب في ان ترى العراق مقسما. فمن أين إذن جاءت هذه المخاوف؟
استطاع نظام صدام ان يصور للعرب ان شيعة العراق هم فرس إيرانيون!! لكي يبرر اضطهاده لهم، مصورا نفسه للشعوب العربية على انه المدافع عن وحدة العراق من التقسيم، مدعيا ان الشيعة يريدون الاندماج مع إيران. انطلت هذه الأكاذيب على بعض الدول العربية و أصبحت تستخدمها لإضعاف موقف واضعي خطة (الانفصال النظيف) و ذلك باتهامهم بالمخاطرة بتدمير الشرق الأوسط و السعي الى تقسيم دوله.
 لا ادري كيف راق للبعض ان يقبل بالفكرة القائلة ان الشيعة في جنوب العراق يؤمنون بإمكانية انفصال الجنوب عن باقي أجزاء العراق الذي يشكل فيه إخوان لهم أغلبية. فبغداد و بعض المدن المحيطة بها هي ذات أغلبية شيعية أيضا. ليس في تاريخ العراق ما يدل على  انه كان لشيعة العراق دولة منفردة داخل الكيان العراقي حتى يحلم شيعة العراق بالانفصال. و ما يدعم ذلك هو صدور ما سُمي ب (إعلان شيعة العراق) مؤخرا و الذي وقعه اكثر من 300 شخصية شيعية عراقية بارزة تؤكد على احترامهم لوحدة العراق و مطالبتهم بالديمقراطية و الفدرالية و وقف التمييز الطائفي في عراق المستقبل.
هناك من يُحذّر من ان الفدرالية التي تطالب بها فصائل المعارضة العراقية بكردها و عربها هي البذرة التي ستتحول الى شجرة التقسيم في المستقبل الغير بعيد. إلا ان هذا الادعاء لا يقف على أرضية تاريخية قوية. و هؤلاء يقولون بان العراق دولة واحدة ستقسم الى ولايات و من ثمَ ستتحد مع بعضها برابط فدرالي هش.
 في حقيقة الأمر ان العراق بوضعه الحالي هو ليس دولة واحدة، إذ انه و بسبب سياسات صدام في حالة انفصال حيث ان المنطقة الشمالية في كردستان هي خارج سلطة صدام و هي تتعامل مع الدول الأجنبية مباشرة و لها حدودها و الناس يدخلونها من دون الحاجة الى حصولهم على فيزا من نظام صدام في بغداد. كما ان أقوى الدول في العالم في الوقت الحاضر هي فدرالية، خذ مثلا أميركا و الهند و أسبانيا و ألمانيا.

إذن لا توجد احتمالية ان تتجزأ ارض العراق، بل على العكس توجد خطة قديمة و (لكن ربما لا زالت حية) لتوسيعه و طرح تولية ملك هاشمي على مائدة الخيارات السياسية لمستقبل العراق. و على أية حال فمن  غير المتوقع ان تكون لخطةٍ بعينها الدور الرئيسي بتحديد شكل العراق المستقبلي سياسيا. بل سيكون للشعب العراقي القول الحاسم في رسم ذلك المستقبل، و على الأقل هذا ما أكده نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني لقادة المعارضة العراقية في البيت الأبيض مؤخرا.

 

 



#عادل_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان شيعة العراق ليس شعوبيا
- واجبات الوطنيين الأردنيين كما يراها شعب العراق
- تشيني يستفهم عن الشرق الأوسط من فؤاد عجمي وبرنارد لويس: امري ...
- سقوط نظام صدام سيكون أسرع من سقوط سفارته في برلين
- محنة الطبيب العراقي وجريمة قطع آذان ضباط وجنود


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عادل عوض - لا توجد خطة لتقسيم العراق بل لتوسعته