عدلي جندي
الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 17:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حكي لي في سبعينيات القرن الماضي مواطن مصري يعمل فني بالترسانة البحرية بالأسكندرية سافر في بعثة تدريبية إلي دولة الهند وكان يبدي غرابة وعجب مما راته عيناه في شوارع المدن الهندية حيث يتمتع البقر بإحترام وتبجيل ولا يسمح لأحد بتعكير هدوءه أو منعه من قضاء حاجته في التبول او التبرز مكانه مهما إن كان هذا الموقع...
كان هذا الفني المصري يداوم علي ذكر هذة الأعجوبة في كل لقاء أو مناسبة يرددها في إستغراب شديد...عن عبادات البشر وتأليههم للبقر وكان كل ما يفعله البقر من مساوئ هو فقط إعتراض حركة المرور لفترة بسيطة مع إخراج فضلاته في مكان عام ...
بالمقابل هناك من يعبد آلهة ورسل يدعون أنها فائقة الرقة والنور و المعرفة والقدرة ... ولكن عيبها الوحيد ليس في مجرد تعطيل حركة مرور مثل عبادات الهند أو لها إفرازات بل آلهة مسئولة عن تعطيل أمم في العبور نحو حياة الحرية والمساواة ....
آلهة ليست لها إفرازات أو فضلات من الممكن إزالة آثارها بمجرد إستخدام أدوات بسيطة لنظافة مخلفاتها ...
بل آلهة تخلف ورائها آثار الدمار والقتل والإجرام وتظل مخلفاتها حبيسة الصدور والعقول مئات من السنيين وأكثر ثلويثا من مخلفات القنابل الذرية ...
إذا كانت آلهة الشعوب من البقر هي بقر بحكم ولادتها ولا يعيبها حيوانيتها وغبائها ولا يضيرها أن يحلبها إنسان كي يتمتع بألبانها طعام له يقيه معاناة الجوع والعطش..
بالمقابل آلهة ورسل الشعوب المختارة تدفع إنسانها العاقل أن يحاول التمثل بالبقر عليه ألا يقارن أو يفكر أو ينتقد أو يعترض أو يجادل....
آلهة ورسلها ودعاتهم دفعت مريدوها دفعا نحو التصرف الهمجي الحيواني الغير عاقل....ثم يدعون أن آلهتهم ورسلهم خير ما أوجدته الحياة الإنسانية علي وجه البسيطة ...
البقر عندما يفرز فضلاته في غير محلها أو يعترض طريق مخصص للإنسان هو بقر وسيظل بقر ...
اما الآلهة ورسلها ودعاتهم عندما تفرق ما بين الإنسان في نفس الوطن أو تعمل سمومهم العنصرية وتفجيراتهم الإرهابية في نزع حياة الإنسان دون ذنب إقترفه فبماذا يمكننا أن نصفهم .....؟؟
عابد البقر يعرف تماما أنه يؤله حيوان لا ينطق ولا يفكر ولا يأمر ...أما عابد الآلهة الغيبية التي عرف بطريقها العنصرية وقتل المختلف وإهانة المرأة ... ماذا يعرف عن حقيقة وماهية .. آلهته ...!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
#عدلي_جندي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟