الإخوان.. الفن.. الفنانون «١»

رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 13:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ولسنا بهذه الكتابة نريد إيذاء أحد، فقط نحدد بها الوعاء الفكرى والعقدى الذى عاش فيه د. محمد مرسى وتربى عليه، ولا نطالبه بأكثر من تحديد موقف واضح منه حتى نستعد للأسوأ، أو نطمئن فى حال انتقاده هذا الوعاء.

سئل شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت عن موقف الدين من الموسيقى والغناء فأجاب «قال الشيخ عبدالغنى النابلسى فى رسالة (إيضاح الدلالات فى سماع الآلات) إن سماع الأصوات والآلات المطربة إذا اقترن بالمحرمات صار حراماً، أما إذا سلم من ذلك فكان مباحاً فى فعله وحضوره وسماعه»، وكان الشيخ حسن العطار، شيخ الأزهر، ذا ولع بالسماع، وقال: من لم يتأثر برقيق الأشعار تتلى بلسان الأوتار على شطوط الأنهار وفى ظلال الأشجار فإنه جلف الطبع حمار، ويقول الشيخ شلتوت: ونحن نرى أن الأصل فى السماع أنه حلال والحرمة فيه عارضة فلا يمكن تحريم سماع الأصوات الجميلة إلا إذا اقترن به فعل حرام. «فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت - الفتاوى».

وبالطبع لم تعجب هذه الفتوى جماعة الإخوان ونشرت فتوى مضادة تقول «صوت المرأة كان ومازال من المفاتن التى تجذب الرجل وتثير غرائزه والأذن تعشق قبل العين أحياناً، وكل فعل يؤدى إلى طمع الذى فى قلبه مرض يعتبر حراماً سداً للذرائع ولهذا فإن غناء المرأة حرام» «الدعوة - مايو ١٩٧٧».

وفى سؤال عن موقف الإسلام من الرسم والأعمال التشكيلية وصناعة التماثيل؟ أجابت مجلة الدعوة «يناير ١٩٨١»: «حرم الإسلام على المسلم أن يشتغل بصناعة التماثيل، أو أن يجمل بها بيته أو مكتبه أو فى أى مكان يحل فيه، وقد أجاز العلماء رسم اللوحات للنباتات وكل شىء لا روح فيه، فإن رسم شخص صورة لما فيه روح يعذبه الله حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبداً. أما عن الصور الفوتوغرافية فهى جائزة إذا لم تكن كاملة وقد يراها البعض مكروهة، لكنها تقبل بحكم الضرورة كصورة البطاقات الشخصية، أما التماثيل فإن فكرة تخليد من يسمون بالعظماء بإقامة تماثيل لهم فهى فكرة غريبة تسربت إلينا عن طريق الاستعمار، وهى رجوع إلى الوراء، وعودة إلى الوثنية ونكسة للبشرية، ولا ينبغى أن يخضع أى بلد إسلامى لهذا الضلال وأن يغير حكم الله فى حرمة إقامة التماثيل لضررها البالغ وخطرها الشديد على العقيدة وعلى الخلق القويم، وما خلد سيد الخلق (ص) ولا أصحابه، ولا أئمة الإسلام بهذه الصورة الحجرية، بل خلدوا فى القلب والفكر بما عملوا من خير».

ننشر هذه الفتاوى ونهديها إلى الدكتور «مرسى» ولا نطلب منه سوى أن يجيبنا بصراحة عن رأيه فى هذه الفتاوى، وهل هى واجبة النفاذ، فإن كانت واجبة فهل سينفذها الآن أو مستقبلاً؟ أم أنها غير صحيحة أو على الأقل غير ملزمة فى زماننا أو حتى يمكن تناسيها.. وفى هذه الحالة يحتاج الأمر إلى إيضاح.. مجرد إيضاح.

يا د. محمد مرسى لا نريد أكثر من الطمأنينة.. والطمأنينة حق شرعى... ونواصل.

#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات