أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعيد تيسير الخنيزي - آنتهاك حرمة الأديان في واقع الدستور الآمريكي؟!














المزيد.....

آنتهاك حرمة الأديان في واقع الدستور الآمريكي؟!


سعيد تيسير الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 11:59
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ردود آفعال بعض من الجاليات الآسلامية، بالانكار والغضب، للفيلم المسي للرسول والذي قام استهتارياً على تصوبر النبي محمد (ص) في سياق ليس له اي مضمون على الصعيد الفكري أو الديني آو الحضاري، متوقعة بالدرجة الاولى. ولكنه عندما يقابل هذا العنف عنف آبشع منه من المتطرفون الإسلاميون، وبشكل في غاية الفوضوية والغوغائية، دون مبرر حكيم وعاقل، يذهب ضحيتها أناس أبرياء لا علاقة لهم بهذه الأفعال المسيئة...

في ظل القانون العام الأمريكي وهو مايعرف بـ (Common Law) تتمتع المؤسسات الدينية المعتمدة من قبل الدولة بالحماية الاستثنائية بموجب الدستور. تلك الحماية
تكفل في مجملها عدم الأساءة للأديان والتهكم على حرماتها. وهذا ماقد يشكل سوء فهم عند الكثير من الفئات التي تفترض ان حرية التعبير غير مقيدة بأي ضوابط وحدود (في المجتمعات المتقدمة). الحقيقة هي نعم، حريه التعبير لها ضوابط ولها حدود خصوصاً عندما تمس حقوق الآخرين فهي حينئد تتعدى الحد الموجب لها. ولو لم يوجد لها الضوابط والحدود لتعثرت آصلاً!

التعديل الأول لدستور الولايات المتحدة، الذي اعتمد في 1791، من المادة الآولى والذي ينص: "لا يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو بمنع حرية ممارسته، أو بالحد من حرية التعبير أو حرية الصحافة" لم يستوجب اي ضوابط وحدود بطبيعة جملته المختزلة جداً. هذا ولكن في الممارسات القانونية الأمريكية في المحكمات العليا (Supreme Courts) هنالك آقرار عام بحكم قضايا سابقة آن قيود حرية التعبير تشمل بما فيها الآساءة للأديان والمعتقدات لما في ذلك من اثارة الفوضى والفتن. فهم يفترضوا آن الاساءة للأديان وتشويها وقذفها قد تحرض على الكراهية وتفكيك بنية المجتمع المدني... فبدلا من حماية حقوق الأفراد في ممارسة شعائرهم الدينية، يآتي دور هذا الحد من باب حماية حقوق الأنسان المقدسة له ولغيره.

-- هذا التبرير يفترض فقط ماذا كان ليكن لو كانت لآمريكا (فعلاً) صلة في ماحدث من اساءة للرسول. ولكن وزيرة الخارجية الآميريكية هلري كلينتون مثلاً وصفت الفلم بالمقرف (disgusting) والجشب (reprehensible).

الواقع هو آن عالم الأنترنيت اليوم هو عالم حر. وليس هنالك آي شركة أو مؤسسة أمريكية لها آن ترعى هذا الفيلم المسيء. لآنها من الممكن آن تحاكم آمام القانون. هناك بعض الاشاعات التي تزعم ان الفيلم قد انُفق عليه مايقارب حوالي الخمسة مليون دولار آمريكي تحت رعاية شركات ومؤسسات امريكية. ولكن ليس هنالك آي مصدر موثوق صادر عنه هذا الكلام (فتظل ثرثرة). واليوتيوب (YouTube) اليوم يستطيع من خلاله آي كائن ماكان ان يضيف ماشاء له وطاب. وهذا الفيلم لم يعرض حتى الآن الا على اليوتيوب. فكيف لنا آن نعمم على آمريكا والغرب مثلاً؟! هذا الخلط (والملط) دائما يجلب خلط (وملط)!؟

النتيجة تحدث كمتوالية هندسية كما آشار لها بعض علماء الاجتماع، تؤدي في النهاية إلى انفجارات سياسية واجتماعية كارثية، وذلك لأن أحد أهم عناصر المجتمع معطلة ولاتستطيع آن تحرك مجرى الآمور بطرق عقلانية وسلمية. وأعتقد أننا بحاجة اليوم لفهم واسع ومعمق للعالم الغربي بعيداً عن الاديولوجيات الراسخة في آدمغة البعض. هذه القراءات الخاطئة (للفلم مثلاً وغيره من القضايا الآخرى) أحد أهم أسباب الفشل الأجتماعي والسياسي في منطقتنا والذي جر الكوارث علينا من (وفي) كل صوب.

لذا في الوقت الذي ندين فيه بشدة هذا الفيلم المسيء والمنحط في رسالته، كذلك ندين ايضاً ردود أفعال بعض المسلمين (المتعصبين منهم) ضد السفارات الأمريكية، التي اسفرت عن قتل السفير كريس ستيفنز، لأنها كانت فعلاً أبشع من الفعل نفسه، وبالعكس خدمت الفيلم بالترويج له، وتصوير المسلمين بأنهم أناس غوغائيون وسريعو الانفعال، تحركهم غرائزهم البدائية بالدرجة الآولى. فما يحتاجه العرب والمسلمون اليوم قبل آي وقت مضى هو الحد من التطرف، وإستخدام العقل في مواجهة الحياة.



#سعيد_تيسير_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيم المطلقة في الثقافة العربية
- التدين الظاهري وانحطاط الثقافة الدينية
- ازدواجية معايير الخطاب الاعلامي
- أخضع!
- مدى ترسخ الفهم المؤامراتي في الفكر العربي
- تداخل الفكر العلماني مع تعاليم الدين الاسلامي


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سعيد تيسير الخنيزي - آنتهاك حرمة الأديان في واقع الدستور الآمريكي؟!