أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زوهات كوباني - كيف يمكن قراءة الاحداث والتطورات في العراق الحديث















المزيد.....

كيف يمكن قراءة الاحداث والتطورات في العراق الحديث


زوهات كوباني

الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 10:58
المحور: القضية الكردية
    


لقد دخلت أمريكا العراق خلال/ 21/ يوماً ,ولم ترى في مواجهتها أية مقاومة تذكر ,وكانت كل الآمال ,والأحلام هي انه بعد انهيار النظام الحاكم ,وسقوط الطاغية صدام حسين، سيبدأ عهد سلام ,ووئام ,ومحبة ,وديمقراطية ,وحرية .

وقد أصبح الآن ما يقارب من سنتين من سقوط النظام البعثي والطاغية صدام ومازالت الآمال والأحلام تؤجل إلى اجلٍ غير مسمى ، وإذا ما نظرنا إلى الإحصائيات التي تظهر في العراق من خلال المعلومات الرسمية فان عدد القتلى يتجاوز مئات الآلاف ، وكل هؤلاء القتلى ليس من الجنود أو من "الإرهابيين "أو" المقاومين" أو من" المحتلين" أو من" الفاتحين" لكل حسب نظرته ومفهومه . فالبعض كان ينظر إلى العراق ودخول الأمريكان بأنهم الفاتحين والناصرين للحرية والبعض اعتبروا انه احتلال ويريد السيطرة على منابع النفط والبعض انه استمرارية لمخططات إسرائيل والصهيونية , والبعض اعتبرها نصر للأكراد وسيحصلون على الاستقلال .وربما لكل نظرة فيها وجهة نظر وجانب من الحقيقة والواقعية وفق المعتقدات والمصالح التي يؤمنون بها ، ولكن ماذا عن الشعوب القاطنة في العراق ؟ وماذا حصلت لهم خلال هذه الفترة ؟ ما هو وضعهم من حيث الاستقرار والأمن ؟ ما هي الثمار التي يقطفونها ( يجنونها) من هذا التغير والتحول ؟مدى إنعامهم وعيشهم للحرية وللديمقراطية ؟هل بدأت مرحلة السلام والوئام والمحبة ؟أم بدأت مرحلة القتل والتقتيل وتسعير النعرات القوموية والطائفية والدينية والمذهبية ؟أم أنها بدأت بحار من الدم العراقي تهدر بجميع موزايكه وكأن الدماء التي تم سكبها إلى الأن غير كافية ؟ .

إن الردود الصحيحة والواقعية على هذه الأسئلة المطروحة حيث يمكننا من الوصول إلى حقيقة ما يعاش في العراق حاليا وما سوف يراد أن يعيش فيها في المستقبل ،وليس صعب على المرء أن يفهم الواقع إذا ما اقترب من المسالة بواقعية بعيدا عن البراغماتية أو المصلحة القوموية الضيقة أو من الناحية السلفية أو غيرها من النواحي . فقط يتطلب الاقتراب من المسالة من منظور مصلحة الشعب العراقي عامة كرده وعربه وأشوريه وتركمانه وغيره من الأطياف القائمة فيها .ربما أن هناك من يجري خلف الفلسفة اليومية من اجل إنقاذ الذات دون أن يقيم حسابات بعيدة المدى للقضية وهو يرى كما يقول المثل( إن صوت الطبل جميل من بعيد ) ومن خلال حصولهم على بعض الإمكانيات أو تحقيقهم لبعض الأهداف بأنه تم تحقيق كل شيء.

نعم تغير نظام الهيمنة والظلم والاستبداد ولكن بقي الظلم بأشكال أخرى غريبة وعجيبة وخطيرة ، وهذه المرة يتم قتل الأناس باسم الحرية ومحاربة الإرهاب من جهة ومن جهة أخرى يتم القتل باسم مقاومة الاحتلال والتحرر والنتيجة التي تظهر من هذين المفهومين الاثنين إذا أخذناهما وفق معادلة منطقية فمن الرابح ومن الخسران وهل هناك تكافؤ في المعادلة وإذا نظرنا إلى محصلة القتلى فمن هو الأكثر قتلاً من أية جهة هل من المحتلين أم الفاتحين! أم من المقاومين أم الإرهابيين !أم من الشعب البريء الذي لا حول ولا قوة له وتحولت حياته إلى جهنم ولا أمان على حياته ولو في لحظة ويعيش على عد الدقائق والثواني المتبقية من حياته ، وكيف سيموت هل سيموت ميتة عادية أم انه سيدخل في كمين وسيقطع رأسه في شارع ما أم انه سيكون نتيجة انفجار سيارة مفخخة أم من طلقة قناص اغتيال أم نتيجة قصف عشوائي من الطائرات الأمريكية أم ماذا وماذا ؟ ! كلها أسئلة بدأ يفكر الإنسان العراقي فيها أي انه بدلا من أن يفكر بأنه بدا ينعم بالحرية والسلام والوئام بدا يعد أيام حياته لا بل لحظاته المتبقية ، فهذه الهدية التي تم إهداؤها من قبل المحتلين أو الفاتحين أو المقاومين أو الإرهابيين!!. وأنت كما تريد أن تسميها الإرهاب أم المقاومة أم الاحتلال أم الفتح والنتيجة لا تختلف ،وهناك مثل لجحا "يقال دخلت خديجة في البئر وأرادوا أن يخرجوها منها ولكن ربطوا عنقها بالحبل وعندما أخرجوها رأوا أن خديجة ميتة ولذلك يقال في المثل انظر إلى النتيجة وليس إلى الخديجة " فإذا ما نظرنا إلى عراقنا وما يعيشه من النتائج والمخاطر والمجازر والقتل والتقتيل فهذا المثل يفيدنا كثيرا وان نتحكم من الأمور من خلال النتائج وليس العمل فقط أي إن العمل ماذا أسفر من النتائج .

فالعراق وفق النتائج الظاهرة مازال بعيداً عن السلام والتسامح والديمقراطية فإذا كانت الديمقراطية ستجلب معها الآهات والآلام والمصائب وحمامات الدم فأية ديمقراطية هذه وهذا شبيه بالمثل القائل في القديم " إن التحرير يمر من فوهة البندقية " ومعروف لدى الجميع حقيقة هذا العنف وما جلبه للشعوب من الويلات والمصائب ، واليوم يريدون أن يجلبوا الويلات باسم الديمقراطية وغيرها من المرادفات . إذاً فأية ديمقراطية تبحث هنا إذا كنت لا تستطيع النوم في بيتك بارتياح ولا تستطيع أن تطمئن على حياتك وحياة أولادك ، تعيش دائما الوسواس والقلق على مصير من خرج خارج البيت بنية زيارة أو قضاء حاجة أو تامين لقمة عيش أو قطعة رغيف ، وكل صوت تسمعه يزيد ويسرع من دقات قلبك تلهف على ماذا حصل وماذا سيحصل ، حتى بدأت تشك على صوت عادي وكأنك في كابوس الموت ، تصارع العزرائيل من اجل أن ينتظر ولو لحظة للتنفس . رغم أنها تعرف بحديقة مليئة بألوان مختلفة ومتناسبة ومتناسقة ، ولكن هنا دعنا من العيش المتساوي والمحبة والإخاء فلا يتحملون البعض ولو في أمر بسيط ، وكل الجهود من اجل تصفية احدهما الآخر . وهذه التصفية وصلت إلى أعلى مستوياتها بان تعمق الصراع والقتل والتقتيل إلى الصراع بين المذاهب والشعوب والفئات أي أن كل مذهب أو دين أو قومية أو عشيرة بدا يشك في الأخر . ماذا يكون فائدة كل هذا القتل والصراع ؟ هل يحق لنا بعد كل هؤلاء القتلى والجرحى التي تجاوز مئات الألوف بان نفرح لما يعيش من التحرر والديمقراطية والعدالة ما هي نوعية هذه العدالة المليئة بالقتل والتقتيل والإرهاب؟ .

لو قمنا بإجراء حساب رياضي حول عدد القتلى والجرحى في العراق وبشكل متوسط لنرى انه يوميا يتم قتل عدد الأشخاص بين العشرة والخمسة عشرة والجرحى بين العشرين والثلاثين أي انه يتم قتل عدد الأشخاص شهريا بين الثلاثمائة والأربعمائة وخمسين والجرحى بين الستمائة والتسعمائة وهذا ما سينعكس على العائلات العراقية ويجعلها مشلولة وبالتالي فكيف ستستطيع هذه العائلات من أن تكون فعالة في دورها في إحياء الديمقراطية رغم التأثيرات العائلية الموجودة في المنطقة والعقلية المتشكلة في هذا الصدد وأنها ستفتح جروح في جسد الإنسان العراقي لن( تلتئم) يتم ضمادها في فترة قريبة ، وبالتالي سيكون هذا من الهدايا المقدمة للشعب العراقي .

تم اتخاذ العراق هدفا في هذا الصراع لأنه عند النجاح في العراق سيتم النجاح في المنطقة والعراق يمثل المثال النموذجي لواقع المنطقة لذلك فان نجاح النظام العالمي وإخفاقه سيظهر في العراق . وذلك نتيجة مكانة العراق التاريخية والجيوستراتيجية ، ولكن النظام الذي سيطبق في العراق هل سيتلاءم مع طبيعة وخصائص العراق والمنطقة أم أنه عبارة عن وضع لباس غربي عليها فإذا لم يتم اخذ حقيقة المنطقة بعين الاعتبار فلا يمكن النجاح وهو مثل طبيب لا يعرف مرض المريض ولا يشخصه جيدا وهذا ما يوصل المريض إلى حالة أسوء وأحياناً إلى الموت .أي انه إذا لم يتم تشخيص وضع المنطقة وما تعيشها وتحملها من خصائص وطبائع فلن يكون حليف التدخل هو النجاح حتى انه ربما سيفتح الطريق إلى مخاطر ومهالك وفتح جروح في المنطقة لا يمكن ضمادها خلال عشرات السنين .وما يعيشها اليوم في العراق هو مؤشر لا يمكن إخفاءه على ما ذكرناه أعلاه فيوميا حوادث القتل والذبح والتفجيرات والتقتيل والتهريب والقرصنة وغيرها كلها دليل على ذلك .

في الآونة الأخيرة جرت انتخابات في العراق وقد صوت ما يقارب ستون في المائة من أبناء الشعب العراقي ولكن لم يصوت الآخرون وخاصة السنة ، أي انه مازال ينتظر العراق الحديث الكثير ، فلقد كانت الانتخابات بمثابة امتحان صعب للعراقيين بجميع فئاته وقومياته ولكن نجح ولم يكن كالمطلوب ومازال القتل والتفجيرات مستمرة . أي انه ليس كما يفكر البعض بأنه سيتم الاستقرار بعد الانتخابات والتنعم بالحياة الآمنة ، ولكن مازالت العيون متربصة على مصير العراق ، ولن يقبل الكثيرين بسهولة حقيقة العراق المتغير وحتى إن الكثيرين سيظهرون المشاكل والنعرات بأسماء مختلفة ويتدخلون فيها ليس حباً بالقومية أو بالدين أو غيرها ولكن نتيجة إن عاقبتهم ستكون نفس عاقبة صدام ، سيعملون على تأخيرها أو عرقلتها بمختلف الأساليب والأمور ، ومن اجل أن تنشغل القوات الأجنبية بالعراق دون أن ينظروا إلى دول الجوار لذلك فالماراتون العراقي لم ينتهي بعد ومازال يلزمه الكثير وحتى محفوف بالمخاطر والمهالك التي ستحول حياة العراقيين إلى جهنم . ولذلك يتطلب قراءة الأحداث والتطورات في العراق من حيث المدى البعيد وليس المدى القريب الذي لا يكون عامل حاسم في سير الأمور ، وبهذا الإدراك يمكن للقوى المسؤولة في العراق أن تبدي الحساسية واليقظة في كل ما يجري على الساحة ، وان تقوم بتحليلها من حيث مصلحة الشعوب القاطنة في العراق عامة وليس مصلحة فئة أو أثنية ، وبدون تحقيق هذا التوافق والتلاؤم لن نتمكن من بحث الديمقراطية والعدالة والحرية في العراق الجديد .


2422005
زوهات



#زوهات_كوباني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء مجزرة موصل في سطور
- العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -3
- العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -2
- العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -1
- مكانة عملية المضربين عن الطعام (مروان ورفاقه الذين انضموا ال ...
- حوار نثري مع شيلان
- قراءة في لوحة شيلان
- العلاقة الجدلية بين العمل التنظيمي والعمل الفردي في الواقع ا ...
- العلاقة الجدلية بين العمل التنظيمي والعمل الفردي في الواقع ا ...
- شيلان ،عرس في مغمور ،قنديل وحلب
- مجزرة الموصل العبر والدروس، المهام والوظائف
- رسالة الى شيلان تخاطبها وتذكرها بحقيقتها رغم فراقها الابدي
- ضرورة تجاوز الاحكام المسبقة في العقلية العربية والكردية
- الاحزاب في جنوب غربي كردستان ومتطلبات المرحلة
- الكارثة الموجودة في النظام العالمي والتطورات المحتملة
- ماذا يحمل قمة شرم الشيخ للاكراد
- الاخوة العربية- الكردية ام الاقتتال الداخلي


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - زوهات كوباني - كيف يمكن قراءة الاحداث والتطورات في العراق الحديث